الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الكآبة دفعت بيغن الي اجتياح لبنان عام 1982 وحالته النفسية ادت الي تدهور الحرب

نشر بتاريخ: 05/07/2006 ( آخر تحديث: 05/07/2006 الساعة: 07:40 )
معا- اعتبر كتاب صدر حديثا في اسرائيل ان الغزو الاسرائيلي للبنان في حزيران (يونيو) 1982 لم يؤد الي اصابة رئيس الوزراء الاسرائيلي في حينه مناحيم بيغن بحالة اكتئاب بل علي العكس. ونقض الطبيب النفساني الدكتور عوفر غروزبرد في كتابه مناحيم بيغن، سيرة قائد النظرية التي كانت قائمة حتى اليوم ومفادها ان الاجتياح الاسرائيلي للبنان ادي الي اصابة بيغن بحالة اكتئاب شديد ادت الى انعزاله في بيته وانهاء عمله كرئيس للوزراء.

وبحسب الدكتور غروزبرد فان حالة الاكتئاب الطبي التي المت ببيغن ادت الى نشوء فراغ ملأه وزير الامن الاسرائيلي في حينه ارييل شارون.

وقال ان الانزلاق الى حرب لا فائدة منها ودموية نبع من اندفاع الكآبة المزمنة لدى رئيس الوزراء، وهي واحدة من اندفاعات عديدة ادت الي اضعاف قدرته علي الصمود في وجه خطة الحرب التي وضعها ارييل شارون. وشدد غروزبرد على ان التدهور في الحالة النفسية لبيغن هو الذي ادى الي تدهور الحرب الي ابعد من اهدافها الاولية لانها لم تمكنه من السيطرة علي مجري التطورات. وتابع ليست حرب لبنان ادت الي كآبته وانما علي العكس، مشيرا الي ان الكآبة التي رافقته طوال حياته تصاعدت في سنواته الاخيرة خلال اشغاله رئاسة الوزراء وهذا ما ادي الي تدهور حرب لبنان.

واضاف انه بعدما كان الوزراء ينصاعون لاوامر بيغن طوال سنوات واجهوا صعوبة في انتقاده بسبب فقدان القدرة على العمل. كما ان اعتماده الزائد على شارون وهو امر لم يفعله في الماضي كان نابعا ايضا من الشعور بضعف متعاظم وبالرغبة في التعويض عن ذلك.

وذكر غروزبرد ان المرأة التي ولدت بيغن هي جدة ارييل شارون.

وقال غروزبرد لصحيفة هآرتس الاسرائيلية انه يتعذر عليه فهم كيف انه طوال السنوات وحتي عندما بدا رئيس الوزراء بيغن شارد الذهن وصمت خلال اجتماعات الحكومة نجحوا في اخفاء مرضه عن الجمهور.

وبحسب غروزبرد فان الاكتئاب تطور لدي بيغن منذ طفولته وقد كان هذا وضعا مرضيا (باثولوجي) متواصلا نابعا من تركيبة شخصيته. وراي غروزبرد ان احدي العبر التي استخلصها من كتابه الجديد هي القدرة علي رؤية كآبة بيغن والاضرار التي سببتها وكيف ان مجموعة من الاشخاص تآمروا علي الصمت حيال رئيس وزراء لا يمارس مهامه في حالة حرب. لكن الكشف الاساسي للكتاب، فيما عدا التفاصيل التي اوردها عن فترة اجتياح لبنان، يكمن في مجموعة كبيرة من الشهادات حول حالة الكآبة المرضية (اكلينيكية) لدي بيغن منذ فترة قيادته للحركات الارهابية اليهودية قبل قيام اسرائيل.