الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

سهام البرغوثي: المرأة غير منصفة في المجتمع الفلسطيني

نشر بتاريخ: 30/08/2010 ( آخر تحديث: 30/08/2010 الساعة: 17:44 )
رام الله-معا- اكدت سهام البرغوثي وزيرة الثقافة ان هناك عدم انصاف لدور المرأة الفعلي والحقيقي في المجتمع تحديداً في الوسائل الاعلامية، بسبب ثقافة المجتمع القائمة على تكريس الادوار النمطية والتقليدية للمرأة رغم كل الانجازات والمكتسبات التي قدمتها سواء عبر التاريخ من خلال الأطر النسوية او من خلال التقدم والتطور الحاصل الان بعد ان دخلت المرأة مختلف المياديين.

وبينت البرغوثي خلال برنامج نصف المجتمع الذي تنتجه الجمعيه الفلسطينيه لصاحبات الاعمال "اصالة" بالتعاون مع تلفزيون وطن، وبتمويل من الوكاله السويسريه للتنميه والتعاون، والحكومه الكنديه من خلال الوكاله الكنديه للتنميه الدوليه ، ويقدمه الاعلامي حسن سليم ان هناك محدودية في اظهار الدور الفعلي للمرأة في المجتمع جراء الفكر المسيطر بان ادوار معينة فقط منوطه بالمرأة كالدور الانجابي، رغم ان السمة العامة الغالبة على الاجندة النسوية هي كيفية العمل على تغيير هذه الصورة التي يفرضها الموروث الثقافي في المجتمع الذكوري، مشيرةً الى ابراز دور المرأة بوصفها بالعطاء والارض والتضحية والصمود عند الحديث عن الانتاج الادبي والثقافي الذي يتحدث عن حياة الشعب الفلسطيني ومعاناته.

ورأت البرغوثي ان الموروث الثقافي الذكوري تشكل من خلال سيطرة قوة الرجل على مر الزمن، وان المراة الان تقاتل من اجل اعادة التوازن والدور المتكافىء بينها وبين الرجل في المجتمع، خاصة ان اعتماد كل طرف على نفسه دون الاخر في بناء وتطوير وتنمية المجتمع، ينتج مجتمع منقوص فالمرأة لها دورها في حفظ ثقافة المجتمع من خلال روايتها للتراث ودورها في هذا التراث.

وبخصوص الموروث الثقافي والمرأة، قالت البرغوثي إن الموروث الثقافي يبين انه كان هناك اختلاط بين الجنسيين خاصة في الريف والقرى في مواسم الحصاد القطاف والاعراس، وما هو موجود الان من فهم هو فهم تزمتي وخانق وغريب عن تراثنا ومجتمعنا تدفع ضريبته النساء فقط.

وحول كيفية تغيير هذه الصور النمطية للمرأة اكدت وزيرة الثقافة انه تم تحديد الرؤيا الواضحة لرؤية وزارة الثقافة ورسالتها في قالب وطني متجدد فيه احترام للاخر وحفاظ على النسيج الاجتماعي للشعب الفلسطيني بالاستناد الى قيم العدالة الاجتماعية والمساواة بما يحقق الديمقراطية والمساواة بالحقوق والواجبات بين الجنسيين، موضحة ان الوزارة تسعى الى ايجاد ثقافة للجميع وليس ثقافة نخبة كأداة من ادوات التنمية المستدامة واحدى ادوات التغيير الاجتماعي من خلال برامج موجهة تصب في هذا الاتجاه وتخدمه.

واعتبرت البرغوثي ان المقارنة نسبية بين ما هو مبذول من جهد ونقاش وحراك في مواضيع المرأة وحقوقها وبين النتائج على ارض الواقع، كون التغير الاجتماعي ياخذ زمناً طويلاً بخاصة في الحديث عن الوضع الفلسطيني وشأنه الخاص، مبينة اختلاف نظرة المجتمع وتقبله للاسيرة بين اليوم والامس، وكذلك قبول المجتمع بهجرة الفتاة من اجل التعليم والدراسة.

من جانبها رأت فريال عبد الرحمن ممثلة فلسطين في منظمة المرأة العربية ان ما يقال عن المرأة من شعارات واقوال جميلة كـ" المرأة نصف المجتمع" ، يقر به العالم بأسره لكن هذا الكلام بحاجة الى تطبيق على الارض خاصة في فلسطين وكذلك بحاجة الى حماية من خلال وضع القوانيين التي تشرك المرأة وتحميها في ذات الوقت.

وحول ان كان هناك تراجع على دور المرأة من حيث فرصة المشاركة اكدت عبد الرحمن ان الضغط الكبير الذي يطال الشعب الفلسطيني ، جراء الحالة السياسية المعاشة وما يحتاجه المجتمع من اعادة تنظيم وتنشيط هو ما يعطي هذه الصورة.

وبخصوص حريات المرأة استبعدت ممثلة فلسطين في منظمة المرأة العربية وجود عوائق كبيرة امام المرأة، معتبرةً ان الوضع باكمله في العالم يتجه نحو الاصولية، واللجوء الى التشدد الديني في بعض الاحيان يكون من باب الرد على بعض الهزائم او بسبب الوضع الصعب المعاش.

وحول الية التغيير اعتبرت عبد الرحمن ان عملية التغيير تكون بالشراكة بين كل المؤسسات ذات العلاقة خاصة بين وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم من خلال المناهج ومن خلال قوة الاثر الذي يتركه المعلم على تلاميذه.

وقالت عبد الرحمن إن المرأة في اكثر بلاد العالم تطوراً تتعرض للعنف وان هناك يوماً عالمياً لمناهضة ما يطال المرأة من عنف، مبينة ان الفرق بين الدول المتطورة وبيننا هو وجود القوانين التي تحمي المرأة عند الغير وغيابها لدينا تحديداً ما يخص الطلاق والزواج وكذلك القتل على خلفية الشرف دون وجود رادع حقيقي وقوي.