البرغوثي: الذهاب الى المفاوضات سيلحق الاذى بمصالح شعبنا
نشر بتاريخ: 30/08/2010 ( آخر تحديث: 30/08/2010 الساعة: 17:06 )
رام الله:-معا- اكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي ان كل مرونة في الموقف الرسمي الفلسطيني بشان شروط التفاوض يقابله تصاعد في الموقف الاسرائيلي المتطرف.
وقال البرغوثي خلال مؤتمر صحفي عقده في مركز وطن الاعلامي في رام الله اليوم ان المفاوضات ستجري بدون وقف الاستيطان وتحديد مرجعية تفاوضية واضحة ومتفق عليها ورغم أن الجانب الفلسطيني يعتبر بيان الرباعية هو المرجعية فان إسرائيل لا تعترف بذلك.
الذهاب إلى المفاوضات دون مرجعية ملزمة خطأ كبير
وأكد النائب مصطفى البرغوثي ان الذهاب الى تلك المفاوضات في ظل عدم تحديد مرجعية ملزمة لها وبدون وقف الاستيطان خاصة في القدس يمثل خطا فادحا سيلحق الاذى بمصالح شعبنا .
واشار البرغوثي الى ان اميركا ايدت الموقف الاسرائيلي بالغاء مبدا القانون والقرارات الدولية كمرجعية للمفاوضات وان إعلان اميركيا ان المرجعية يجب ان يتفق عليها بين الفلسطينيين والاسرائيليين يعطي حق الفيتو لاسرائيل على القانون والقرارات الدولية وعلى المواضيع التي سيتم بحثها مرجحا رفض اسرائيل اي بحث جدي لقضايا الاستيطان والقدس وحق عودة اللاجئين.
واوضح البرغوثي ان المفاوضات ستجري دون تجميد حقيقي للاستيطان الذي لم يجمد اصلا بل ازدادت وتيرته بشكل غير مسبوق سواء في القدس او الضفة الغربية وان المعطيات تشير الى انه خلال الستة اشهر الماضية زاد عدد المستوطنين في الضفة وحدها 8 الاف مستوطن بما معدله 5% مما يمثل ثلاثة اضعاف النمو السكاني في اسرائيل نفسها.
تجميد الاستيطان يخضع الان للمساومات
وقال النائب البرغوثي ان مسالة تجميد الاستيطان تخضع الان للمساومات وان الحكومة الاسرائيلية لن تفبل بتجميد حتى جزئي للاستيطان بعد السادس والعشرين من ايلول او ستقترح تجميدا ممسوخا وخادعا يسمح بعودة النشاط الاستيطاني رسميا في اقسام واسعة من المستوطنات تشكل 80% من مستوطنات الضفة.
واكد ان الخطورة في الامر هي محاولة تكريس امر واقع يقر فيه المفاوضون والمجتمع الدولي ان المستوطنات الكبيرة ستبقى مع اسرائيل وبذلك فان اسرائيل تفرض نتائج المفاوضات قبل ان تبدا.
تهويد القدس يجري على قدم وساق
وحول الاجراءات في القدس قال النائب مصطفى البرغوثي ان عمليات التهويد تجري على قدم وساق وان هناك خطرا كبيرا يتهدد سلوان عبر التعدي على مسجد العين وعين حلوة هناك والشيخ جراح ومواصلة عمليات الطرد مثلما جرى مع المواطنة رفقة الكرد التي اعتدى عليها المستوطنون وطردوها من منزلها واعتقلها جيش الاحتلال اكثر من مرة.
وعرض البرغوثي صورا توثق الاعتداءات في سلوان خاصة في حي حلوة ومسجد العين ومنطقة عين الماء التي منحت لجمعية العاد الاستيطانية رغم ان المنطقة وقف اسلامي.
وقال البرغوثي ان وقاحة المستوطنين وصلت حد التعري الكامل في عين الماء لاستفزاز مشاعر اهالي سلوان .
وعرض البرغوثي صورة للطفل مسلم عودة عشرة اعوام وقد جرى احتجازه والتحقيق معه ثلاث مرات من قبل الاحتلال رغم انه طفل في وقت يعتقل فيه شقيقاه محمد وابراهيم عودة.
واستعرض البرغوثي الاعتداءات الاسرائيلية في منطقة برج اللقلق في القدس التي تبلغ مساحتها تسعة دونمات اضافة الى راس العامود الذي يغزوه الاستيطان الى جانب الاهانات للمواطنين الذين يحاولون اداء صلاة الجمعة في الاقصى وتحديد اعمار من يسمح لهم بالصلاة.
واشار البرغوثي الى انه مر 58 يوما على النواب المهددين بالابعاد عن القدس وهم معتصمون في مقر الصليب الاحمر في الشيخ جراح دون ان يحدث شيئ رغم الوعود بتدخل دولي لمنع ابعادهم مؤكدا ان عملية ابعادهم لا تمسهم فقط بل تمس كل المقدسيين في وقت يوجد فيه 5 الاف مواطن فقدوا هوياتهم وحقهم في الاقامة في القدس خلال العامين الماضيين.
واكد البرغوثي من خلال الصور ان ما جرى بحق مقبرة مامن الله في القدس ياتي في اطار الانتهاكات اليومية والتطهير العرقي الذي لم يسلم منه الاموات.
واشار النائب مصطفى البرغوثي الى مشروع قطار الانفاق الذي يشكل عملية منظمة من اجل تكريس ضم القدس وتهويد المدينة خاصة وان القطار مخصص لنقل المستوطنين من المستوطنات الى القدس مما يغير طابع المدينة لتكريس تهويدها.
المطالبة بالاعتراف بيهودية الدولة سيشكل اساس السلوك الاسرائيلي في المفاوضات
واعتبر البرغوثي مطالبة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو بالاعتراف بيهودية الدولة امرا خطيرا وسيشكل اساس السلوك الاسرائيلي في المفاوضات مذكرا بان العالم كان يضغط من اجل الاعتراف باسرائيل كاساس للسلام فاعترفت منظمة التحرير باسرائيل التي لم تعترف بحق الفلسطينيين باقامة دولة لهم في اعتراف غير متكافئ وان اسرائيل تريد الان الاعتراف بيهودية الدولة.
وقال البرغوثي ان الاعتراف بيهودية الدولة هو وسيلة تعجيزية لوضع المفاوضين الفلسطينيين في حالة من الاحباط والضعف ومحاولة لتصفية الحقوق الفلسطينية التاريخية ومنها التنازل عن حق العودة للاجئين وتصفية حقوق ابناء شعبنا ممن مازالوا في ارضهم داخل اراضي 48 الذين يتعرضون لتمييز عنصري اضافة الى تكريس واعطاء الشرعية لنظام الابارتهايد وفصل عنصري الى الابد.
خديعة اوسلو جديدة وبشكل اخطر
واكد ان اسرائيل تعتمد نهج المماطلة وتجزئة القضايا قبل ان تبدا المفاوضات وهو النهج الذي اعتمدته في اوسلو وواي ريفر .
واضاف البرغوثي ان هناك تمهيدا لافكار جديدة تشارك فيها اسرائيل واطراف دولية مثل ان يكون النقاش على اتفاقية تنهي النزاع خلال عام مما يؤمن لاسرائيل ما تريد بانه ليس للفلسطينيين حقوق ومطالب بعد اليوم وتامين تطبيع عربي كلفتات حسن نوايا تجاه اسرائيل مقابل منح الفلسطينيين اعلان مبادئ جديد يطبق خلال عشرة اعوام ولن يتم تنفيذه مثلما جرى مع اوسلو مما يعني تنازلا شاملا دون الحصول على الحقوق الفلسطينية.
واكد النائب مصطفى البرغوثي ان تلك الافكار تندرج في اطار استراتيجية هدفها كسب الوقت لتصفية كافة عناصر القضية الفلسطينية وتخفيف الضغوط الدولية المتعاظمة على اسرائيل.
واشار الى ان كل استطلاعات الراي تشير الى ان غالبية الفلسطينيين في الداخل والخارج هم ضد الذهاب الى تلك المفاوضات في ظل الشروط الاسرائيلية المجحفة وان هناك تذمرا واسعا داخل البيت الفلسطيني ليس فقط من القوى المعارضة بل ايضا من المجتمع المدني والشخصيات المستقلة ومن القوى حتى المشاركة في المفاوضات .
ودعا النائب البرغوثي الى مراجعة فورية للموقف الفلسطيني بالعودة الى الاجماع الوطني والاصرار على عدم خوض المفاوضات قبل تجميد شامل وكامل للاستيطان بما في ذلك في القدس وضمان وجود مرجعية ملزمة على اساس القانون الدولي والقرارات الدولية.
وقال البرغوثي ان الحديث عن نهج فضح اسرائيل من خلال الذهاب الى المفاوضات هو نهج لم تثبت الايام صحته حيث قبلت خارطة الطريق بنفس الطريقة وقبلها اوسلو الذي قبله الفلسطينيون على مضض رغم انه كان ظالما لهم ولم تنفذه اسرائيل ولم يؤد ذلك الى تغيير في المواقف الدولية وكذلك واي ريفر وانابوليس الذي قيل في حينه ان المفاوضات ستنتهي بقيام دولة خلال عام متسائلا البرغوثي انه لا احد يذكر ذلك رغم مرور سنوات عليه.
ودعا البرغوثي الى تبني استراتيجية وطنية تجمع بين المقاومة الشعبية والاستمرار في حملة المقاطعة وفرض العقوبات على اسرائيل مشيرا الى قرارات المقاطعة الاخيرة من النرويج والسويد وجامعات في اميركا ودعم الصمود الوطني واستعادة الوحدة الوطنية ومواجهة الامر الواقع الاسرائيلي بامر واقع فلسطيني وان هناك افكارا بديلة ستطرحها لاحقا للمفاوضات التي من الواضح لن تؤدي الى نتائج وستدخل في ازمة قريبا.
نتنياهو ينسف المفاوضات قبل بدئها
وقال النائب مصطفى البرغوثي ان تصريحات نتنياهو عن ان الاستيطان سيتواصل تنسف المفاوضات قبل بدئها مما يطرح تساؤلا على المجتمع الدولي هل ان عملية المفاوضات وعملية السلام هي الهدف ام ان السلام في حد ذاته هو الهدف .
واكد البرغوثي ان عملية مفاوضات منقوصة ومشوهة هي تدمير لفرص السلام بدل الاقتراب من السلام العادل مشددا على ان استبدال السلام بعملية سلام لاتنتهي هو يعكس نوعا من القصور الواسع الذي عمره عشرون عاما وكان المجتمع الدولي ادمن على ما يسمى بعملية السلام ويحتاج الى جرعة منها كل فترة حتى لا يعاني من الانتقادات ولاخفاء الالم الذي تعيشه شعوبنا .
وجدد البرغوثي التاكيد على عملية تفاوض بهذا الشكل ستنتهي بفشل محتوم لانه لا يوجد في حكومة نتنياهو من هو راغب او قادر على صنع السلام .
اعتصام احتجاجي على المفاوضات ينظم الاربعاء في رام الله
واشار النائب مصطفى البرغوثي ان حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية والجبهتين الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب والشخصيات الوطنية المستقلة ستنظم اعتصاما احتجاجيا على المفاوضات وسط رام الله بعد غد الاربعاء الساعة الحادية عشرة على ان تتواصل تلك الاحتجاجات لتقوية الموقف الفلسطيني العام وفتح الطريق امام توحد شعبنا.
وحول تصريحات المتطرف عوفاديا يوسف قال البرغوثي انه يعكس توجهات الحكومة الاسرائيلية ونهج مكوناتها لان حزبه شاس احد المكونات الرئيسة في حكومة متطرفة لا يمكن صنع السلام معها مؤكدا ان تصريحاته تكشف مدى العنصرية في اوساط الحكومة الاسرائيلية ومدى تغلغلها في المجتمع الاسرائيلي.