غنيم: تصويب مسار م.ت.ف يتم من داخل مؤسساتها
نشر بتاريخ: 31/08/2010 ( آخر تحديث: 31/08/2010 الساعة: 08:29 )
بيت لحم -معا- أكد نافذ غنيم عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني أن تصويب أداء منظمة التحرير الفلسطينية يأتي من خلال النضال "المبدئي والجريء" من داخل مؤسساتها، وليس بالهروب خارجها.
وقال غنيم في بيان وصل"معا" أن منظمة التحرير الفلسطينية "ليست حاكورة لأحد سواء كان فردا أو جماعة، وبان هذه المؤسسة بنيت بدماء أبناء شعبنا وتضحياتهم الجسام، لتتمكن - برغم محاولات الاحتواء - من انتزاع تمثيل شعبنا بعد أن كان مشتتا بين مختلف الأقطار العربية وأنظمتها السياسية".
وأشار غنيم إلى أن واقع منظمة التحرير اليوم يؤسف له على المستوى الداخلي بسبب ضعف أداء مؤسساتها، والتعامل معها وبخاصة المجلس المركزي بطريقة مزاجية واستخدامية، بالإضافة إلى طريقة اتخاذ القرارات التي يحكمه واقع تركيبي لبنيتها، وكذلك ترهل عمل وأداء لجانها، الأمر الذي اضعف هيبتها وتأثيرها، واوجد لخصومها السياسيين العديد من الثغرات للانقضاض عليها بهدف إضعافها وتدميرها.
وأوضح أن الخطر الذي يتهدد منظمة التحرير الفلسطينية لا ينحصر فقط بالتهديدات الخارجية، وإنما في الأداء الداخلي لقيادتها وبخاصة للجهات المتنفذة فيها، وللتلكؤ في تنفيذ ما اتفق عليه وطنيا بهدف تفعيلها وتطوير مؤسساتها وأدائها، وإتاحة المجال لكافة القوى الفلسطينية الفاعلة للانخراط فيها.
وعن التصريحات الإعلامية التي تطلقها بعض القوى السياسية حول إمكانية تجميد عضويتها من مؤسسات م.ت.ف، قال غنيم "هذا المنطق والأسلوب ليس جديد على الساحة الفلسطينية، وقد سبق أن جمدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عضويتها من مؤسسات م.ت.ف، ولم تستطيع من خلال هذا الأسلوب التأثير فيما كانت تراه خطأ سياسيا، وكانت تعيد تفعيل عضويتها دون مبرر مقنع لذلك، والدليل على ما تقدمت به، موقفها بعد توقيع اتفاقية أوسلو، القصد هو أن النضال ضد أي شيء لا يأتي من خارج الظاهرة وإنما من داخلها، لان القفز خارج الدائرة يعني الهروب، وأحيانا البحث عن الطهارة السياسية يكون على حساب المعركة الفعلية للتصدي لكل من يحاول الانحراف سياسيا عن نهج وبرنامج منظمة التحرير الكفاحي والواقعي المتمسك بالثوابت الوطنية".
وأضاف غنيم معلقا على عدم تمكن القوى السياسية المشاركة في منظمة التحرير الفلسطينية من تصويب النهج الداخلي المهيمن على مؤسساتها " اعتقد انه لم يبدل جهد كافي من اجل ذلك وبخاصة من قبل قوى اليسار التي يمكنها صد ومواجهة هذا الأداء وتصويبه فيما لو اجتمعت على موقف وكلمة، وبعيدا عن أي مصلحة هنا أو هناك، وهي باستطاعتها فعل الكثير من داخل مؤسسات المنظمة وليس من خارجها".
كما حذر من الإثارة الإعلامية القوية من قبل بعض الجهات للإيحاء وكان هناك من فرط بالثوابت الفلسطينية، وبان منظمة التحرير أخذة بالانهيار بسبب موقف بعض فصائلها، معتبرا أن إضعاف مكانة منظمة التحرير أكثر مما تعانيه، يعني تقديم هدية مجانية ثانية للاحتلال الإسرائيلي بعد الأولى المتمثلة بالانقسام الداخلي والحالة الكارثية التي يعانيها الشعب الفلسطيني اليوم، كما دعا قوى اليسار الفلسطيني للإسراع في انجاز هدف التوحد فيما بينها، لتتمكن من تشكيل حالة تأثير حقيقي تجاه كل ما يجري على الساحة الفلسطينية، بما في ذلك داخل منظمة التحرير الفلسطينية، والى تذليل كافة العقبات التي وصفها بالذاتية التي تعرقل تحقيق هذا الهدف السامي.
وطالب غنيم، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية أبو مازن بإعادة النظر في طريقة إدارته لشئون المنظمة، والى ايلاء أهمية قصوى لتفعيل مؤسساتها، والالتزام بعقد المجلس المركزي في مواعيده المحددة، والاستفادة من الإجماع الوطني الواسع الرافض للمشاركة في المفاوضات الحالية، لإعانته في مواجهة الضغوط الأمريكية والإسرائيلية التي يتعرض لها.