السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ناطق بلسان وزارة الداخلية ينفي ان القيادة الفلسطينية قررت تغيير المحافظين الفلسطينيين

نشر بتاريخ: 06/07/2005 ( آخر تحديث: 06/07/2005 الساعة: 19:43 )
معا- بيت لحم- تعقيبا على ما تناقلته وسائل الاعلام عن ان القيادة الفلسطينية قد قررت تغيير المحافظين الفلسطينيين في اطار مساعيها لضبط الاوضاع الداخلية وانهاء حالة الفلتان الامني التي تعيشها الاراضي الفلسطينية .نفى المتحدث باسم الداخلية الفلسطينية توفيق ابو خوصة نفيا قاطعا الامر قائلا ( لا يوجد طرح للقضية والامر مجرد اشاعات مضيفا انه في حالة صدور قرار بهذا الشان لا يكون بطريقة تنحية المحافظين بالجملة ).
من جهتهم نفى المحافظون معرفتهم بالقرار وانهم لم يبلغوا بشيء عن هذا الموضوع . قدورة موسى محافظ جنين اكتفى بالقول انه لم يبلغ باي شيء رسمي حول قرار التغيير.
اما عريف الجعبيري محافظ الخليل فقال( ان المحافظ هو المسؤول الاول في منطقته عن السقف الامني والمدني مشيرا انه في الجلسة الاخيرة التي جمعتهم مع الرئيس عباس ورئيس الوزراء قريع حملوا المحافظين المسؤولية عن حالة الفلتان الامني ).
واضاف الجعبري بانه لم يبلغ رسميا بالقرار مبديا عدم معارضته لاي مرسوم رئاسي يصدر بتغيير او محاسبة اي محافظ لا يملك السيطرة ولا المقدرة على الاجهزة الامنية )وتابع الجعبري ان حالة الفلتان الامني لا يتحمل مسؤوليتها المحافظ موضحا انه حتى لو تم تغيير المحافظين او بعضهم فلن يحل مشكلة الفلتان الامني لانه يجب ان يكون هناك تكاتف جهود من جميع القوى العليا للسيطرة عليها.
من جهته محافظ بيت لحم زهير مناصرة قال ( المحافظ لا يملك صلاحيات تمكنه من القيام بواجبه وان وجدت فالالتزام بهذا الدور ليس بالمستوى الذي يمكن من السيطرة على المشكلة لاننا بحاجة الى تكاتف جهود كل القوى . موضحا ان الاجتماع الاخير مع الرئيس ابو مازن كان لاعطاء صلاحيات اكبر للمحافظين مضيفا انه لم يناقش موضوع التغيير مشيرا انه لا يعترض على صدور مثل هذا القرار لان المحافظ في النهاية هو يؤدي دور وظيفي ).

وكانت صحيفة القدس العربي نشرت امس ان القيادة الفلسطينية قررت تغيير المحافظين الفلسطينيين في اطار مساعيها الرامية لضبط الاوضاع الداخلية واوضحت مصادر فلسطينية مطلعة ان الحكومة الفلسطينية بصدد الترتيبات الاخيرة لاستبدال المحافظين وتفعيل دورهم لضبط الاوضاع الداخلية،
في حين قال توفيق ابو خوصة الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية لـ القدس العربي بان ملف تغيير المحافظين موجود علي طاولة وزير الداخلية والامن الوطني اللواء نصر يوسف الا ان القرار النهائي بشأن هذا الملف لم يتخذ لغاية الان.
وأكد ابو خوصة ان التغيير سيكون بشكل جدي، رافضا الحديث عن الاسماء التي سيتم تغييرها الا انه شدد علي ان التغيير سيكون واسع النطاق في اطار اعادة هيكلة الاوضاع الفلسطينية الداخلية.
واوضح ابو خوصة ان اختيار المحافظين الجدد يتم بالتنسيق والتشاور ما بين وزير الداخلية ورئيس الوزراء والرئيس الفلسطيني كون المحافظ يمثله، ولذلك يعتبر المحافظين الحاليين من الشخصيات الفلسطينية التي كانت مقربة من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي عينهم بدوره كمحافظين.
واشار ابو خوصة بانه ليس بالضرورة ان يتم احالة المحافظين الحاليين جميعهم علي التقاعد بل سيتم الاستعانة ببعضهم في مجالات اخري.
والمح ابو خوصة الي ان تنفيذ قرار تغيير المحافطين منوط بتنفيذ السلطة الفلسطينية للعديد من القرارات المتخذة والمتعلقة بعملية الاصلاح الداخلية.
ويعتبر المحافظون أعلي سلطة في المحافظات الفلسطينية حيث تتبع الاجهزة الامنية في كل محافظة الي المحافظ هناك.
ويتم تعيين المحافظين من قبل الرئيس الفلسطيني في حين يعتبروا من الناحية الادارية تابعين لوزارة الداخلية والامن الوطني الفلسطيني. وجاء قرار القيادة الفلسطينية بتغيير المحافظين بعد توصلها لقناعة بان المحافظ في محافظته بات غير قادر علي الحفاظ علي رأسه حسب قولها. واكدت المصادر بان محافظي المحافظات الفلسطينية فشلوا في ضبط الاوضاع الامنية والفوضي الداخلية في محافظاتهم، ولذلك لا بد من استبدالهم بعد ان اصبحوا فاقدين لهيبتهم ومقدرتهم علي العمل بسبب شلل الاجهزة الامنية في السنوات الماضية نتيجة اعادة احتلال اراضي السلطة الوطنية.
ومن الجدير بالذكر ان الرئيس الفلسطيني التقي الاسبوع الماضي وقبل توجهه الي عمان لحضور اجتماعات اللجنة المركزية لحركة فتح بجميع المحافظين لبحث السبل الكفيلة لضبط الاوضاع الداخلية وفرض هيبة السلطة الفلسطينية.
واشارت المصادر الي ان عدد من المحافظين سيحالون علي التقاعد علي الرغم من انهم من قادة حركة فتح.
ونوهت المصادر الي ان بعض المحافظين هم جزء من حالة الفلتان الامني السائدة في الاراضي الفلسطينية المحتلة ويعيشون خلافات مستمرة مع بعض رجال المقاومة المطاردين، وذلك في وقت يتبع فيه العديد من المسلحين في المحافظات الفلسطينية للمحافظين انفسهم.
ومن جهته نفي محمود العالول محافظ منطقة نابلس شمال الضفة الغربية لـ القدس العربي علمه بقرار القيادة الفلسطينية تغيير المحافظين في اطار مساعيها لضبط الاوضاع الداخلية.
واكد العالول بان هناك العديد من العوامل التي تسهم في حالة الانفلات الامني، اهمها الاحتلال الاسرائيلي اضافة الي بطء سير عملية توحيد الاجهزة الامنية الفلسطينية وعرقلة تسليحها وتحديثها من قبل الجانب الاسرائيلي.
وشدد العالول علي ان تغيير المحافظين واستبدالهم بوجوه جديدة لن يسهم في انهاء حالة الانفلات الامني والفوضي الداخلية اذا لم تتخذ العديد من القرارات الكفيلة بانهاء هده الحالة.
وعلي صعيد اخر حذّرت وزارة الداخلية والأمن الفلسطيني من تورّط بعض الإعلاميين وتوريط وسائل الإعلام التي يعملون بها لحساب ما أسمته اصطفافات ومصالح ضيقة في إطار اللعبة السياسية الداخلية علي الساحة الفلسطينية، أو مصالح فئةٍ محدودة منهم لا تقيم للمصلحة الوطنية شأناً أثناء تعاطيها مع الأحداث اليومية إرضاء لمسؤوليهم في العمل.
ودعت الوزارة الجميع الالتزام بالأصول المهنية والموضوعية مع التأكيد علي احترام حرية العمل الصحافي المكفولة بالقانون، حسب تعبير وزارة الداخلية.
وطالبت وزارة الداخلية والأمن الوطني الصحافيين والإعلاميين ووسائل الإعلام المختلفة إلي التوقّف عن ما أسمته التعاطي مع الشأن الفلسطيني بصورةٍ غير موضوعيّة تعتمد علي التهويل وتضخيم صغائر الأمور وعدم الحيادية واستخدام مصطلحات ٍتسيء لنضال الشعب الفلسطيني.