ملوح يروي تفاصيل اغتيال الامين العام للجبهة الشعبية ابو علي مصطفى
نشر بتاريخ: 31/08/2010 ( آخر تحديث: 31/08/2010 الساعة: 23:16 )
رام الله -معا- استبعد نائب الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبد الرحيم ملوح عقد المؤتمر الوطني العام السابع للجبهة الشعبية في هذا العام، معربا عن امله في عقد المؤتمر في النصف الاول من العام القادم، موضحاً ان اللجنة التحضيرية المنتخبة من قبل اللجنة المركزية انتهت من اعداد الوثائق الخاصة بالمؤتمر، وتقوم الان بمناقشتها، معتبراً ان ما سينجم عن ذلك المؤتمر مرتبط برؤية قواعد الجبهة الشعبية ومؤسساتها.
جاء ذلك الحديث خلال الحلقة التلفزيونية الخاصة التي انتجها وبثها تلفزيون وطن، في الذكرى السنوية التاسعه لاغتيال الامين العام السابق للجبهة الشعبية ابو علي مصطفى، حيث كشف ملوح ان هناك نقاشاً مطروحا منذ فترة بين الجبهة الشعبية، وعائلة الشهيد من اجل نقل جثمانه الى مسقط رأسه وفق وصيته، مؤكداً ان عائلته طلبت تأجيل هذا الامر الى وقت مناسب.
وروى عبد الرحيم ملوح تفاصيل عملية اغتيال الشهيد ابو علي مصطفى قائلا" لقد كنا في ذلك اليوم، في مكتبي القريب من مكتب ابو علي مصطفى، حيث تفاجأنا بقصف طيران الاحتلال للمنطقة، وذهبنا لرؤية ما جرى، و كنت اول من دخل الى مكتب ابو علي الذي تعرض للقصف بصاروخين من اتجاهين مختلفين، ووجدته جالسا على كرسيه كما هو وراء مكتبه حيث كان يتحدث بالهاتف، الذي استخدم على ما يبدو من قبل الاحتلال للتأكد من وجوده في المكتب لاغتياله، وعند تحريكه تبين ان الاصابة المباشرة كانت بالرأس."
وسرد ملوح التفاصيل الاولى لاغتيال ابو علي قائلا " بعد ذلك القصف المركز على مكتب ابو علي، تم انزاله مباشرة من المكتب والتوجه به مباشرة الى مشفى الشيخ زايد في رام الله، الذي وصلها شهيدا، كاشفاً ان الطيب عبد الرحيم اتصل به اثناء توجههم الى المشفى، ليستفسر عن امر خاص، واخبرته بأغتيال ابو علي، الذي كان له وقع خاص عليه، لعلاقته القوية بالشهيد، حيث ما زال عبد الرحيم يضع امامه في غرفته صورة الشهيد ابو علي مصطفى، وصورة والده الشهيد عبد الرحيم محمود."
واكد ملوح "ان الرئيس محمود عباس كان اول من جاء الى المشفى، وزار الشهيد ابو علي مصطفى من خارج الجبهة الشعبية، وذلك بحكم العلاقة التاريخية الوطيدة بين العائلتين."
وحول السؤال الذي طرح مراراً، وهو لماذا اقدمت اسرائيل على اغتيال اول امين عام لحركة فلسطينية على ارض الوطن منذ اتفاق اوسلو، قال ملوح" لقد قامت سلطات الاحتلال بدراسة ملف الشهيد ابو علي مصطفى، منذ ان عاد الى ارض الوطن عام 1999، حين قال جملته الشهيرة، لقد عدنا لنقاوم وندافع عن شعبنا وحقوقنا، ولم نأت لنساوم، موضحا ان الشهيد لعب دوراً كبيراً خلال انتفاضة الاقصى، اضافة الى مواقفة الوطنية الصادقة، وعلاقته الطيبة مع الفصائل والقوة الوطنية، وخطه الوحدوي الذي انتهجه مع مكونات المجتمع الفلسطيني، اضافة الى صلابته النضالية، والمواقع المؤثرة التي تبوأها في الجبهة الشعبية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، اضافة الى تاريخه الوطني المشرف منذ العام 1952_2001."
واكد نائب الامين العام للجبهة الشعبية" ان الشهيد ابو علي لم يدخر جهدا طيلة حياته، من اجل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، بكل السبل والطرق، بدءاً من الكفاح والمقاومة المسلحة، او من خلال عودته الى الوطن، او عبر العمل الجماهيري والسياسي الذي قام به، لتكريس اهداف شعبه، غير هابئاً بحياته الشخصية ، والمخاطر التي كان يتعرض لها.
وحول الانقسام الفلسطيني الذي يعصف بالمشروع الوطني، استذكر ملوح الشهيد ابو علي مصطفى وقادة الشعب الفلسطيني الشهداء، قائلا" لو كانوا قادتنا موجودين لما كان لهذا الانقسام ان يكون، وما شهدنا حالة التأكل التي تنهش بمشروعنا الوطني، مقابل توحش الاحتلال الاسرائيلي، داعيا الجميع الى التمسك بذات الاهداف والمبادئ والقيم التي استشهد من اجلها قادتنا، مضيفا ان ابو علي مصطفى شكل مدرسة رائعة في اقامة العلاقات مع الاخرين من زملاء العمل الوطني والسياسي."
وحول الرد الذي نفذته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على اغتيال الشهيد ابو علي مصطفى، رأى ملوح ان الرد على تلك الجريمة حدث بأشكال مختلفة، منها استمرار الجبهة بمسيرتها وفق الاهداف والمحددات المتفق عليها، وانتخاب الهيئات القيادية للجبهة"الامين العام ، ونائب الامين العام"
اما بخصوص الرد العسكري، فقد اعتبره ملوح موضوع اجتهادي، لا يمكن البت فيه، موضحا" لقد كان في تفكير الجبهة الشعبية حاجة للرد على ذلك الاغتيال، وكان بذلك الشكل الذي حدث "في اشارة منه على اغتيال وزير السياحة رحبعم زئيفي، مضيفاً "لا يجب النظر الى ما حدث انه رداً على عملية الاغتيال، وكأنه عملية ثأرية، بل هو جزء من النضال الفلسطيني، والقضية الوطنية."
وعقب ملوح على ما حدث بعد اغتيال رحبعام زئيفي، من قيام السلطة بأعتقال الامين العام احمد سعدات، وبعض رفاقة قائلاً" ردود الفعل من قبل الطرف الفلسطيني على ما حدث لم تكن صائبة، حيث ان اعتقال احمد سعدات ورفاقه، لم يحمي ياسر عرفات، كما اشارت تلك الردود الى ضعف الموقف الفلسطيني، امام التحديات المستقبلية، كحصار المقاطعة، وتعرض جميع قادة الفصائل الفلسطينية للاعتقال والاغتيال.
بدوره اعتبر تيسير الزبري شقيق الشهيد ابو علي، استشهاد اخيه صدمة لجميع ابناء شعبنا الفلسطيني، وفصائل العمل الوطني، لدوره الوطني الوحدوي في الساحة الفلسطينية.
واستذكر تيسير لحظات اغتيال الشهيد بالقول" كنت المسافة بيني وبين مكتب ابو علي لحظة قصفة حوالي 200م، عندما سمعت القصف ظننت ان استهدافا لاحد مقرات الاجهزة الامنية القريبة من المكان، وهرعت فورا الى منطقة القصف لاستطلع ما حدث، حيث اصبح لدي قناعة ان مكتب الشهيد ابو علي هو المستهدف، وبالفعل تقدمت فرأيت الرفاق يحملون الشهيد ويخرجونه من البناية."
وتابع شقيق الشهيد حديثه" في اللحظة الاولى التي رأيت فيها ابو علي مستشهداً، تماسكت كثيراً، وتعاملت مع الموقف بجلد وصبر وقوة، ومع مرور الوقت بدأت اشعر بمدى الالم الذي يعصف داخلي، وبدأت اعي حجم الخسارة التي تكبدناها بخسارة الشهيد ابو علي."
واشاد تيسير الزبري بصفات الشهيد، ودوره النضالي الوطني الوحدوي على الساحة الفلسطينية، مستذكرأ ابرز المراحل التي مر بها، والتي بدأت منذ التحاقه بحركة القوميين العرب، ومن ثم دوره في تشكيل مجموعات شباب الثأر، والتي شكلت بداية العمليات العسكرية والخلايا الكفاحية، مضيفا انه بعد هزيمة 67، بدأت تتشكل ملامح الجبهة الشعبية وائتلافاتها وتحالفاتها ، وقد ساهم ابو علي مصطفى في تلك الفترة في بلورة القيادة السياسية والعسكرية للجبهة الشعبية."
وتابع الزبري حديثه بالقول" لقد لعب ابو علي مصطفى دوراً بارزاً في فترة الانتفاضة، وكان من اشد الناس حماساً لتطبيق فكرة توحيد الفصائل الديموقراطية اليسارية، اضافة الى مساهمته في تشكيل التجمع الوطني الديموقراطي، مؤكداً ان صلابته التنظيمية ومسؤوليته الوطنية منحاه الهامش لاقامة العلاقات الطيبة مع باقي فصائل العمل الوطني".
وعقب تيسير الزبري على حديث الرفيق ملوح، الذي قال فيه ان الرئيس محمود عباس كان اول من زار الشهيد في المشفى من خارج اطار الجبهة الشعبية، قائلا" الرئيس محمود عباس لم يكن اول من زار الشهيد في المشفى فقط، بل انه تعامل مع جريمة الاغتيال بشكل شخصي، حيث لم يفارق بيت العزاء لمدة ثلاثة ايام، وهو ما يشير الى العلاقة الوطيدة بين الرجلين، رغم الاختلاف السياسي."
وعن مدى تأثير الاغتيال على عائلته ، قال تيسير ان رحيل ابو علي مصطفى كان صدمة كبيرة للعائلة، بل هي اكبر مصائب العائلة، واكثرها حزناً ومأساوية ، لعلاقته الرائعه مع مختلف افراد الاسرة، وروحه الطيبة مع الجميع