الأربعاء: 04/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مقتل4 مستوطنين في عملية بالخليل.. القسام تتبنى والسلطة تدين

نشر بتاريخ: 31/08/2010 ( آخر تحديث: 02/09/2010 الساعة: 10:24 )
بيت لحم -معا- تبنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس الليلة رسميا العملية التي وقعت شمال الخليل ، وقتل فيها اربعة مستوطنين .

وقالت الكتائب في رسالة عاجلة لــ"معا" انها تتبنى بشكل رسمي العملية التي وصفتها بالبطولية ، وقالت انها تاتي في اطار الرد على جرائم الاحتلال.

وقال النائب مشير المصري للمتظاهريين احتفالا بالعملية التي نفذت في الخليل في مخيم جباليا:" ان هذه العملية التي نفذت في الخليل هي الرد علي المفاوضات المباشرة التي تنوي السلطة الفلسطينية تنفيذها وان هذه العملية تاتي ردا علي التنسيق الامني الاسرائيلي الفلسطيني و ان عناصر القسام كان ردهم واضحا علي بارك وعلى استمرار الاعتداءات الاسرائيلية ".

وكانت حركة حماس قد دعت لمسيرات احتفالا بالعملية الني نفذتها كتائب القسام في الخليل حيث خرج المتظاهرون احتفالا بالعملية في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة و قد وزعت الحلوة خلال التظاهرة.

القسام: عملية "سيل النار" حلقة في سلسلة ردود على جرائم الاحتلال

وفي وقت لاحق أعلنت كتائب عز الدين القسام على موقعها على الانترنت "المسؤولية الكاملة" عن العملية، التي نفذها مقاومها مساء الثلاثاء قرب قرية بني نعيم شرق مدينة الخليل المحتلة.

وقال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، في تصريحٍ صحفي: "نزف إلى شعبنا الفلسطيني بشرى تمكن مجاهدينا في كتائب القسام في الضفة الغربية المحتلة تنفيذ هذه العملية البطولية، كحلقة أولى من سلسلة عمليات في إطار الرد على جرائم الاحتلال".

وشدد على أن "هذه العملية بمثابة رد طبيعي على جرائم الاحتلال التي تطال شعبنا في الضفة المحتلة، ورد على جرائم الاحتلال واستهداف المساجد والمقدسات".

وقال إن هذه العملية توجه عدة رسائل، "الرسالة الأولى، أن المقاومة وبالرغم من حرب الاستئصال التي تتعرض لها على أيدي السلطة والاحتلال هي باقية وموجودة وتستطيع أن تضرب في الوقت والمكان والزمان الذي تختاره".

وأضاف أن الرسالة الثانية، هي التأكيد على استمرار المقاومة والجهاد، وأن هذه العملية تأتي في هذا السياق.

السلطة الوطنية تدين عملية اطلاق النار في منطقة الخليل

ادانت السلطة الوطنية عملية اطلاق النار التي وقعت مساء اليوم في منطقة الخليل وقتل فيها اربعة مستوطنين .

فقد اعتبر رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض أن العملية التي وقعت مساء اليوم في منطقة الخليل وتوقيتها يستهدفان الجهود التي تقوم بها منظمة التحرير الفلسطينية لحشد الدعم الدولي للموقف الفلسطيني ازاء متطلبات نجاح العملية السياسية وقدرتها على انهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال لشعبنا.

واضاف ان ذلك يؤكد تناقضها مع المصالح الوطنية الفلسطينية، والرؤية الاستراتيجية التي تتبناها السلطة الوطنية، والتي تجمع بين النضال السياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية على الصعيدين الإقليمي والدولي، من جهة، واستكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية، وتعزيز المقاومة الشعبية السلمية للاحتلال، من جهة أخرى، تحقيقا لهدف إنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود العام 1967.

جاء ذلك في تصريح خاص أدلى به رئيس الوزراء مساء اليوم تعقيباً على العملية، حيث قال:"ندين هذه العملية، التي تتعارض مع المصالح الفلسطينية، ومع الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية، لحشد الدعم الدولي لحقوق شعبنا الوطنية وحماية مصالحه، وكذلك مع الالتزامات التي أخذتها على عاتقها".

ودعا رئيس الوزراء كافة المواطنين الى اليقظة ونبذ العنف، وحماية مسار المقاومة الشعبية السلمية ضد الاستيطان وممارسات الاحتلال.

وأشار رئيس الوزراء لى أنه ورغم وقوع العملية في المناطق التي تقع خارج المسؤولية الأمنية الفلسطينية، إلا أن السلطة الوطنية ستواصل اتخاذ كافة الاجراءات الكفيلة بمنع تكرار مثل هذه الأحداث، مشدداً فى الوقت نفسه على ضرورة استجابة اسرائيل لمطالب السلطة الوطنية بتمكينها من تولي الصلاحيات الأمنية في كافة المناطق.

وحذر فياض من مغبة الانجرار إلى دوامة العنف، التي أكدت التجربة أنها تضر بالمصالح الوطنية، وأَضاف "شعبنا يدرك، وبتجربته الملموسة، ما الذي يخدم أهدافه ومصالحه الوطنية العليا.ولهذا فهو موحد في الالتفاف حول نهج الخلاص من الاحتلال ومعاناته القائم على نبذ العنف بكافة أشكاله"، .

واختتم بالقول:"هذا هو طريق الخلاص، وليس الاستمرار في اسغلال معاناة الشعب الفلسطيني في خدمة أجندات فئوية واقليمية تتعارض مع المصالح العليا لشعبنا، وتحت شعارات فارغة المضمون".

وكانت مصادر اسرائيلية قد اعلنت عن مقتل اربعة مستوطنين اسرائيليين في عملية اطلاق نار قرب كريات اربع القريبة من بلدة بني نعيم شمال الخليل، مساء اليوم الثلاثاء.

وفي التفاصيل قالت المصادر الاسرائيلية انه وفي تمام السابعة والنصف مساء (بالتوقيت الصيفي) اطلقت النار باتجاه سيارة اسرائيلية خصوصية كانت تسافر على مفترق طريق بلدة بني نعيم جنوب الخليل، ما ادى الى مقتل اربعة من مسافريها بينهم امرأة حامل، فيما قالت مصادر نجمة داود الحمراء ان القتلى رجلان يبلغان من العمر 25/40 عاما وامراتيين بذات العمر تقريبا .

وحضرت قوات كبيرة تابعة لجيش الاحتلال وشرعت باعمال تمشيط واسعة النطاق فيما تقوم بفحص احتمالية اطلاق النار من كمين ثابت او من داخل سيارة مسرعة .

ووفقا للمصادر الاسرائيلية تشتبه قوات الاحتلال بقيام المسلحين الفلسطينين بما يسمى عملية "تأكيد القتل" قبل ان يعودا ادراجهم وذلك للتأكد من مقتل ركاب السيارة جميعا .

ويعني "تأكيد القتل" وفقا للمفهوم الاسرائيلي القيام باطلاق النار عن قرب على الشخص المصاب لضمان مقتله وعدم ترك فرصة لنجاته.

وفي انباء غير مؤكدة قالت مصادر اسرائيلية ان قوات الجيش القت القبض على منفذي العملية .

رئيس الاركان الاسرائيلي غابي اشكنازي وصل الى مكان العملية ووصف العملية بالصعبة والقاسية جدا متوعدا بالعمل المستمر حتى القاء القبض على المنفذين .

بدورها قالت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال اغلقت بلدة بني نعيم شمال الخليل وشرعت في عمليات دهم وتفتيش واسعة، كما اغلقت جميع المداخل المؤدية الى مدينة الخليل.

واضافت ان قوات الاحتلال تقوم باعمال استفزازية بالبلدة واعتدت على عدد من المواطنين بالضرب وقامت بعمليات تفتيش لعدد من المنازل ولمستشفى للولادة.

كما اندلعت مواجهات في بلدة الشيوخ شمال الخليل بعد اقتحام قوات الاحتلال للبلدة.

كما تقوم طائرات مروحية باعمال تمشيط في المنطقة.

وصادف ان كانت تمر بالقرب من مكان وقوع الحادث سيارة اسعاف تابعة لمستشفى ابو الحسن القاسم في بلدة يطا، وعرض فريق الاسعاف على جنود الاحتلال تقديم المساعدة للمصابين.

وذكر محمد ابو طبيخ سائق سيارة الاسعاف لمراسلنا في الخليل " وصلنا لسيارة السوبارو الاسرائيلية وشاهدنا جثتين لرجل وامرأة خارج السيارة ولاحظنا وجود شخصين بداخل السيارة كان يقوم الجنود باخراجهم من السيارة، وقدمنا أوكسجين وبعض مواد الاسعاف."

وأضاف مرافقه جعفر خلايلة "اقتربت من الجثين وتحسست نبض الرجل فوجدته بلا نبض واقتربت من السيدة فوجدت بعض علامات الحياة عليها من خلال نبضها الضعيف، وأخبرت أقرب جندي موجود، الا انه طلب مني الرحيل من المكان."

ونقل موقع يديعوت احرونوت العبري عن الناطق بلسان لجان المقاومة الشعبية " ابو مجاهد " قوله بان العملية رسالة لطاقم المفاوضات الفلسطيني الذي يستعد لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل ".

واضاف ابو مجاهد " لقد كان من الخطأ ان يقوموا بخطوة مثل هذه دون اتفاق وطني، وان شعبنا لا زال متمسكا بالمقاومة ولا يؤمن بالمفاوضات العبثية".

وتزامنت هذه العملية مع موعد انطلاق المفاوضات المباشرة المقررة يوم بعد غد الخميس في واشنطن بين اسرائيل والفلسطينيين.

واعتبر الناطق بلسان حركة حماس فوزي برهوم في حديث مع موقع يديعوت احرونوت ان العملية "ردا طبيعيا على جرائم العدو " رافضا تبني المسؤولية عن العملية .

واضاف برهوم " هدف العملية ليس افشال المفاوضات كونها فاشلة قبل ان تبدأ لكنها ردا طبيعي على جرائم الاحتلال ".

بدورها منظمة السلام الآن الامريكية، مجموعة ضد الاستيطان ومقرها واشنطن، أدانت العملية. وفي بيان لمديرة المنظمة ديبورا ديلي قالت "هجوم اليوم هو عمل لا معنى له من أعمال العنف والذي من المحتمل أن يكون الغرض منه هو تعطيل محادثات السلام التي تم تعيينها للانطلاق في واشنطن".

وقالت "لا شك أن هناك مفسدين يريدون الفرض على كل من الإسرائيليين والفلسطينيين التخلي عن المفاوضات المباشرة لصالح استمرار الصراع. لا يمكن السماح لهم بذلك".