مشروع إعادة تأهيل ملعب الشهيد أبو عمار في مهب الريح *بقلم : عصري فياض
نشر بتاريخ: 01/09/2010 ( آخر تحديث: 01/09/2010 الساعة: 11:54 )
بات من المؤكد أن إعادة تأهيل ملعب الشهيد أبو عمار، من القضايا المستعصية على المستوى الرياضي، بل الوطني، فهذا الملعب الذي إصابته دبابات الاحتلال خلال فترة الاجتياحات، لم يعد صالحا من الناحية الرياضية، لا لمباراة ولا لتمرين،ولا حتى لرعاية الأغنام،وبفعل واقعه ، وكثيرة الحديث والحث باتجاه إصلاحه وإعادة تأهيله، خصوصا في ظل طفرة إنشاء وإعادة تأهيل الملاعب في محافظات الوطن ، وتلقي الوعودات من أهل القرار والمسؤولية، أصبحت قصة هذا الملعب تشبه إلى حد بعيد قصة "إبريق الزيت"، حتى جاء القرار الأخير الصادر عن وزارة الشباب والرياضة والقاضي بمنح الملعب مبلغ 350 ألف دولار لإطلاق مشروع تأهيله، فشكلت لجنة خاصة في المحافظة برئاسة المحافظ وعضوية كل من طارق الشيخ مدير مديرية الشباب والرياضة في جنين وكمال أبو الرب عضو الاتحاد ومهندسا بلدية جنين شرين أبو وعر وأكرم صبيحات وخالد أبو علي مدير الملعب ومديرية الحكم المحلي في جنين، وبعد اجتماعين عقدتهما اللجنة في مكتب المحافظ، تم خلالها دراسة الملفات الهندسية لإعادة التأهيل ،أتضح أن المبلغ 350 ألف دولار ، لا يكفي لاكمال مرحلة التأسيس والتي تشمل تأسيس الأرضية والسياج والمدرجات عظم، وهذه المرحلة يجب أن تشيد معا، وتبلغ تكلفتها 420 الف دولار،بمعنى أن هذه المرحلة تحتاج الى 70 الف دولار إضافي للمبلغ المرصود، وهذه المرحلة في حال إتمامها، تحتاج فورا لاستكمال المرحلة الثانية وهي فرش الأرضية بالعشب الصناعي والتي تكلف نحو ثلاثماية وخمسين الف دولار ،وتبقى المرحلة الثالثة وهي المرافق والتشطيب والإنارة والأبواب والصيانة، والمراحل الثلاث تحتاج من أجل أن تستكمل مبلغ مليون ومئتين وستة وأربعون الف دولار، حسب الدراسات الهندسية.
وعندما تم التوجه الى وزارة الشباب والرياضة لزيادة المبلغ، كان الجواب، لابد من وجود شريك محلي ، مثل بلدية جنين،تكمل بشكل أو بآخر باقي مبلغ المرحلة الأولى،وإن تعذر فإن المبلغ سيرحل الى ميزانية العام 2011 القادمة،وفي الحقيقة، استكمال المبلغ متعذر، لأسباب سياسية كون بلدية جنين منتخبة من لون سياسي ، تجعل المؤسسات الأخرى التي تريد تقديم الدعم تتردد، منتظرة الانتخابات القادمة!!!،بالإضافة للضائقة المالية التي تعاني منها بلدية جنين، وأمام هذا الواقع عاد الملعب الى نقطة الصفر، بل دخل في مرحلة الهبوط من دون الصفر المئوي،ملحقا الأذى بفرق محافظة جنين ، خصوصا فريق نادي جنين ومركز جنين ومرج بن عامر وباقي فرق المحافظة الخمسة والعشرين، لتصبح هذه المحافظة التي يزيد عدد سكانها عن الثلاثماية الف نسمة المنكوبة رياضيا دون ملعب، خصوصا إنها تعيش حالة من النكبة الرياضية انعكست سلبا على نتائج فريقها في جميع المرحل خلال السنتين الماضيتين.
وهنا لابد من الجميع أن يتحمل المسؤولية،وزارة الشباب والرياضة رغم شكرنا لها على المبلغ المقدم، ومبادرتها لحل الأزمة، إلا أننا نرى أنه بمقدروها العمل على إيجاد شريك من داخل المحافظة أو من خارجها ، وعدم ترحيل المبلغ لميزانية العام 2011،واتحاد كرة القدم، الذي يعتبر الملعب الذي تجاوز عمرة النصف قرن احد ساحات النهضة الرياضية،فمن الضروي الدفع باتجاه المساعدة في استكمال المرحلة الأولى من المشروع عبر تجنيد وتوظيف مقدرات وإمكانيات تمنع توقف المشروع أو تأجيله، ومحافظة جنين ممثلة بالمحافظ قدورة موسى الذي ابدى حماسة كبيرة في جلسات التحضير والنقاش في حث القطاع المحلي الخاص، واللجنة المساندة لاتحاد كرة القدم والتي تعيش هذه الأيام مرحلة من الترهل، ضرورة الاستنفار،و العمل على إبراز قضية الملعب كإحدى ابرز هموم الرياضيين في المحافظة،والأندية المتضرر المباشر من هذه الأزمة،التحرك، لان هذا التوقف عن إتمام المشروع سيعمق جرح واقعها الرياضي الخجول،والمؤسسات العامة والخاصة والقطاع الخاص، مساندة الحركة الرياضية في جنين لتحقيق مطلبها العادل في الحصول على ملعب لائق مثل بقية ملعب الوطن،لان ملعب كهذا سيسهم في توفير عوائد اقتصادية للمدينة والمحافظة.
لذا ، نهيب بالجميع،في الإسراع في تدراك تداعيات هذه المسألة ، وإطلاقها من جديد، لان مسؤولية الأجيال الرياضية وغير الرياضية في هذه المحافظة التي قدمت الكثير، لن ترحم من قصر في فتح آفاق التعبير عن كينونته وحيويته وطاقته ومهاراته،ودفع بهم بشكل أو بآخر الى الشارع، أو الى زورايب الضياع.