ترميم كنيسة المهد لأول مرة في التاريخ المعاصر لفلسطين
نشر بتاريخ: 01/09/2010 ( آخر تحديث: 01/09/2010 الساعة: 17:24 )
بيت لحم- معا- تشهد مدينة بيت لحم- مهد السيد المسيح عليه السلام، خلال الايام القادمة، حدثا تاريخيا هو الأول من نوعه في تاريخ فلسطين المعاصر، بالاعلان عن توقيع اتفاقية ترميم سقف كنيسة المهد بين السلطة الوطنية الفلسطينية ممثلة برئيس اللجنة الرئاسية لترميم سقف الكنيسة الوزير زياد البندك ورئيس الائتلاف الدولي الفائز بعطاء ترميم سقف الكنيسة البروفيسور ريميجيو روسي.
الحدث يتوقع أن يحظى باهتمام عالمي واسع لما تحتله مدينة بيت لحم عموما وكنيسة المهد على وجه الخصوص من مكانة هامة لدى الفلسطينيين والعالم، وذلك برعاية من الرئيس محمود عباس، وبحضور رئيس الوزراء د.سلام فياض.
ويشار إلى أن هذه الاتفاقية سيتتمخض عنها كافة الدراسات لواقع الحال الكنيسة من مختلف النواحي والمكونات، وسيتم في نهاية العمل تسلم وثائق العطاءات التنفيذية الضرورية لتنفيذ هذه المراحل والمتطلبات خلال 150 يوما من العمل حسب الإتفاقية، علما بأن هذا العمل يأتي مكملا للجهد التاريخي للسلطة الوطنية الفلسطينية لإدراج بيت لحم على قائمة التراث الثقافي العالمي.
حفل التوقيع ستحتضنه جدران قصر الرئاسة في مدينة بيت لحم يوم الخميس القادم، ليكون بمثابة تتويج لجهود مضنية بذلتها السلطة الوطنية للحفاظ على القيمة التاريخية والاجتماعية والدينية والأثرية للكنيسة الأم، التي لم يحظى بنيانها باهتمام وعناية كبيرين خلال الحقبة العثمانية وفترة الانتداب البريطاني، بل لم تجر عليها سوى عمليات ترقيع بسيطة لم ترتق لرمزية الكنيسة الأم وأهميتها ومكانتها لدى الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين وباقي شعوب العالم، إضافة للجهد التاريخي للسلطة الوطنية الفلسطينية لإدراج بيت لحم على قائمة التراث الثقافي العالمي.
وانطلاقا من إيمانها بالقيمة الاجتماعية والتراثية والدينية التي تشكلها كنيسة المهد، عكفت السلطة الوطنية على إجراء مشاورات مع الجهات الثلاث المالكة للكنيسة وهي بطريركية الروم الأرثوذكس وحراسة الأراضي المقدسة وبطريركية الأرمن الأرثوذكس بهدف التوصل إلى صيغة تكفل إنقاذ سقف الكنيسة الأم التي شهدت ميلاد السيد المسيح وحماية فسيفسائها وأركانها من التلف جراء تسرب مياه الأمطار إليها نتيجة تلف السقف، فما كان إلا أن كلل هذا السعي والاهتمام الرسمي بالتوافق مع الكنائس الثلاث المالكة بمرسوم رئاسي في 15/12/2008 أخذت السلطة الفلسطينية بعده المبادرة بعملية التصليح بعد عدم تمكن الكنائس الثلاث من التفاهم فيما بينها على القيام بعملية الترميم وإنقاذ الكنيسة لعدة أسباب.
وفي أوائل عام 2009 قرر مجلس الوزراء صرف مبلغ مليون دولار أودعت بحساب صندوق الدعم الذي نص عليه المرسوم الرئاسي كمساهمة أولية منه في عملية الترميم ليعكس في ذلك مدى الاهتمام التاريخي والخاص الذي أولته وتوليه القيادة الفلسطينية منذ أيام الرئيس الشهيد ياسر عرفات وإلى يومنا هذا بالتراث المسيحي عامة بتعزيز كل مقومات الوجود المسيحي في فلسطين بشكل خاص.
وينتظر أن يؤم حفل توقيع الاتفاقية وزير الأوقاف والشؤون الدينية د.محمود الهباش ومفتي القدس والأراضي المقدسة الشيخ محمد حسين ومحافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل ورؤساء بلديات بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا ورام الله والخضر والدوحة إضافة إلى رؤساء الكنائس الـ13 المعترف بها من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية ولفيف من رجال الدين من المسيحيين والمسلمين.
كما ينتظر حضور العديد من أعضاء السلك الدبلوماسي العرب والأوروبيين والشخصيات الاعتبارية الأخرى في محافظات بيت لحم.