الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

عملية الخليل ومواقف السلطة بعيون الصحافة الاسرائيلية

نشر بتاريخ: 01/09/2010 ( آخر تحديث: 02/09/2010 الساعة: 13:36 )
بيت لحم- معا- لأول مرة تقريبا خلت الصحف الاسرائيلية الرئيسية الثلاث، "يديعون احرونوت" و"هأرتس" و"معاريف" والمواقع الالكترونية التابعة لها من لغة التهديد والوعيد وتحميل المسؤولية عن العملية التي وقعت امس "الثلاثاء" جنوب الخليل وادت الى مقتل اربعة مستوطنين تجاه السلطة الفلسطينية.

وكذلك خلت الصحف الثلاث المكتوبة من أنباء حملة الاعتقالات الواسعة التي نفذتها الليلة الماضية أجهزة الامن الفلسطينية في الضفة الغربية وذلك فيما يبدو لاسباب تتعلق بالوقت المتأخر، لكن المواقع الالكترونية التابعة للصحف المذكورة اهتمت برصد كل شاردة وواردة تتعلق بموقف السلطة الفلسطينية والاجراءات التي اتخذتها في اعقاب العملية.

على المستوى السياسي أبرزت المواقع الالكترونية الثلاثة خاصة موقع "يديعوت احرونوت" تصريحات الرئيس محمود عباس الذي ادان العملية باعتبارها هدفت لاحباط المفاوضات المباشرة المقرر افتتاحها يوم غد الخميس في واشنطن.

وابرز موقع "يديعوت احرونوت" ايضا تصريحات رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض الذي ادان بدوره العملية بوصفها عملية تتعارض والمصالح الوطنية للشعب الفلسطيني مشككا باهداف العملية وتوقيتها، مؤكدا ارادة السلطة في اتخاذ ما يلزم من اجراءات لمنع مثل هذه الاعمال رغم ان العملية وقعت في منطقة تخضع للسيطرة الكاملة للجيش الاسرائيلي.

هذه المواقف والتصريحات الرسمية الفلسطينية وجدت لها ايضا مكانا بارزا على صدر المواقع الالكترونية التابعة لصحيفتي "هأرتس" و"معاريف" اللتين اهتمتا بنشر الموقف الفلسطيني دون تعليق وبلغة صحفية خالية من أي تحريض أو تشكيك في صدق الموقف الفلسطيني كما دأبت في كثير من الاحيان حين وقوع عمليات مماثلة.

على الجانب الأمني والذي احتل موقع الصدارة في المواقع المذكورة ابرزت تلك المواقع أنباء حملة الاعتقالات الواسعة التي شنتها اجهزة الامن الفلسطينية في الضفة الغربية ضد نشطاء حركة حماس التي تبنت العملية من خلال بيان صدر في قطاع غزة.

موقع "هأرتس" الالكتروني وصف حملة الاعتقالات بالواسعة النطاق منذ اقامة السلطة الفلسطينية، مشيرا للتحقيق المستقل الذي فتحتة الاجهزة الامنية للوقوف على ملابسات العملية وذلك باعتبار التحقيق وضبط الامن مصلحة فلسطينية عليا دون علاقة بالموقف الاسرائيلي، وفقا لرؤية الاجهزة الامنية الفلسطينية.

ونقل الموقع عن مصدر أمني فلسطيني قولها بان حملة الاعتقالات هي الاوسع من نوعها وشملت اعتقال اكثر من 300 ناشط حمساوي في مختلف مناطق الضفه الغربية، 80 منهم في منطقة الخليل وحدها ولا زالت الحملة مستمرة.

وقال الموقع المذكور متماشيا في عنوانه الرئيسي مع المواقع الالكترونية الاخرى بان "السلطة الفلسطينية اعتقلت العشرات من نشطاء حماس السياسيين" ومن يعتقد باقامتهم علاقات تنظيمية مع الجناح العسكري التابع لحماس.

واللافت للنظر في التغطية الاسرائيلية مدى الجدية التي توليها للاجراءات الامنية الفلسطينية ورصانة اللغة التي صاغت بها الانباء المتعلقة بهذا الشأن وذلك خلافا لعادتها السابقة حيث كانت تميل للتشكيك واثارة التساؤلات حول صدق وجدية الاجراءات التي تتخذها السلطة دون أن تغفل تحميلها واجهزتها الامنية المسؤولية المباشرة وغير المباشرة عن عمليات من هذا القبيل.