الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

المقدسيون بين مؤيد للمفاوضات ومن يراها أخطر من كارثة 48

نشر بتاريخ: 02/09/2010 ( آخر تحديث: 02/09/2010 الساعة: 14:40 )
القدس- معا- تباينت ردود فعل الشارع المقدسي إزاء استئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بين رافض ومؤيد لها ومتحفظ عليها، وسط تحذيرات من فشل هذه المفاوضات.

وفي هذا السياق قال حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح أنه ليس هناك أي مقدمات للنجاح يمكن البناء عليها خلال هذه المفاوضات في ظل النهج الإسرائيلي القائم على الاستيطان وتهويد القدس وفرض الوقائع على الأرض.

وأضاف: "في رأيي أن العملية لا تعدو عن كونها إدارة للصراع وليس حلا له. نحن لسنا ضد المفاوضات من حيث المبدأ، ولكن ضد هذه المفاوضات إذا جرت على قاعدة الشروط الإسرائيلية والأميركية، وهو ما حدث خلال هذه المفاوضات. لكن وبما أن المفاوضات قد بدأت، فإننا نأمل من المفاوض الفلسطيني أن يتمسك بالثوابت الفلسطينية القائمة على رفض أي تنازل يقدم للإسرائيليين، في كافة المواضيع المطروحة للنقاش والتمسك بالأسس التي تمسك بها الرئيس الراحل ياسر عرفات في مفاوضات كامب ديفيد، وعلى المفاوض وقف هذه المفاوضات إذا تراجعت إسرائيل عن قرار تجميد الاستيطان، أما إذا تواصلت هذه المفاوضات مع استمرار الاستيطان فستكون كارثة".

أما زياد الحموري عضو اللجنة الوطنية لمقاومة الإبعاد ومدير عام مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، فعبر عن شكوك كبيرة إزاء هذه المفاوضات، مؤكدا، "جميع المؤشرات تفيد برفض هذه المفاوضات، بالنظر إلى أن نسبة نجاحها ضئيلة جدا، وهو ما يؤكده أيضا حتى مؤيدو هذه المفاوضات.

وأضاف "ما جرى في واشنطن إجراء احتفالي فقط، في حين أن تصريحات باراك هناك حول إمكانية التوصل إلى حل هي تصريحات بلا قيمة، وتكرار لما كان طرحه في كامب ديفيد وتبين لاحقا أنه مجرد مناورة".

لكن سلوى هديب وكيل وزارة شؤون المرأة وعضو المجلس الثوري لحركة فتح عبرت عن تأييد مطلق لهذه المفاوضات، وقالت:" نحن ندعم المفاوضات المباشرة في هذه المرحلة ليس لثقتنا بالاسرائيليين بل لنضع الأمريكيين والإوروبيين أمام مسؤولياتهم. وكما قال الرئيس لن نخسر شيئا اذا ما فشلت المفاوضات، ولأننا نعوّل كثيرا على أن الحل النهائي للصراع هو باقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، بما فيها القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، ودونما ذلك لن يكون هناك مفاوضات، وبالتالي من المهم بحث القضايا العالقة مثل الاستيطان، والجدار، والقدس، واللاجئين".

وعبرت هديب عن إدانتها الشديدة لعمليتي الخليل ورام الله، وقالت إنها تشتّم من هاتين العمليتين رائحة مؤامرة تستهدف منح الإسرائيليين الذريعة للتهرب من استحقاقات المفاوضات.

في حين عبر د. محمد جاد الله عضو الائتلاف من أجل القدس، وعضو اللجنة الوطنية لمقاومة الإبعاد عن تشاؤمه الكبير إزاء استئناف المفاوضات المباشرة وما يمكن ان تسفر عنه، وقال: "ليس هناك من في رأسه عقل يمكنه أن يرى بارقة امل في الخروج بأي نتائج من هذه المفاوضات".

وأضاف أن "إسرائيل تذهب بشروط وإملاءات أصبحت واضحة ومعروفة. فهي تتحدث عن يهودية الدولة، وإسقاط حق العودة، وشطب القدس من المفاوضات، وتتمسك بالاستيطان والتوسع الاستيطاني، وتطالب بسيطرة وحضور دائم في غور الأردن. في المقابل يذهب المفاوض الفلسطيني وفي جعبته شعارات باعها لشعبه، وفي الواقع هو خالي الوفاض. ثم أنه يذهب إلى هذه المفاوضات بعد أن خسر شعبه تماما، وبدلا من أن يستند إلى قوة الشعب في التفاوض يعلن القطيعة معه ويمد ذراع البطش نحوه. إذن هي مفاوضات بدون ضمانات، وبدون مرجعية دولية شرعية، وبدون إسناد شعبي مقابل إملاءات إسرائيلية ودعم أميركي وتواطؤ أوروبي وعربي، واذا نجحت هذه المفاوضات فستنجح بالشروط الاسرائيلية وهذا يساوي تصفية القضية الفلسطينية تماما".

وتابع: "إذا فشلت لرفض الفلسطيني التوقيع فهي تأييد للوضع القائم وتصعيد له، وهذا نجاح كامل لإسرائيل أيضا وتصفية غير مباشرة للقضية الفلسطينية، وبالتالي هذه المفاوضات أخطر من كارثة 48".