مع بدء الوساطة التركية - اسرائيل تفتح معبر ايرز لمدة ساعتين لخروج الاجانب واسرائيل شرعت في قصف كل من يتحرك شمال القطاع
نشر بتاريخ: 05/07/2006 ( آخر تحديث: 05/07/2006 الساعة: 22:30 )
معا -تحمل الشواهد المرئية للاجراءات والتحركات العسكرية الاسرائيلية حول قطاع غزة نذر عملية عسكرية واسعة قد تحدث خلال الساعات القادمة.
فقد فتح الاسرائيليون اليوم حاجز ايرز لمدة ساعتين ليتسنى للاجانب مغادرة القطاع فيما رفضت اسرائيل دخول الصحفيين كما كانت وعدت سابقا اسرائيل وتتوعد بادخال قوات كبيرة الى شمال القطاع فيما امريكا طلبت من اسرائيل ضبط النفس حيث ان وزير الخارجية التركي عبد الله غول وافق على طلب كونداليسا رايس الوساطة عند حركة حماس لاستعادة الجندي الاسرائيلي الاسير .
وبحسب السيناريو فان الجيش قد اخذ الضوء الاخضر للبقاء كما يشاء في تلك المنطقة والاخطر من ذلك انه تلقى الضوء للتوغل الى المسافة التي يرغب .
وعلى صعيد اخر فان ضباط الادارة المدنية سيرافقون الجيش المحتل للتعامل مع السكان من اجل منع نقص الغذاء والدواء وهو نذير لبقاء القوات لفترة طويلة قد تصل الى اسابيع .
ويعزز هذا الاجراء اذا ما اقترن بقرارات المجلس الوزراي المصغر في اجتماع عاجل اليوم توسيع المنطقة الامنية شمال غزة الاعتقاد بقرب العملية العسكرية ضد القطاع.
وعند منتصف الليل شنت الة الحرب الاسرائيلية حملة قصف واسعة للعديد من الاهداف خصوصا شمال القطاع طالت كل من يتحرك في تللك المناطق مما ادى لاستشهاد فلسطينيان اثنان جراء قصف الطائرات الحربية الاسرائيلية لمنطقة السودانية بثلاث صواريخ عند منتصف الليل حيث استشهد احد افراد كتائب عز الدين القسام ويدعى اسامة حجازي جراء قصف الطائرات الاسرائيلية منطقة تقع بالقرب من مقر الشرطة البحرية في منطقة السودانية شمال القطاع.
وبعد لحظات قصفت الطائرات الاسرائيلية موقع الشرطة البحرية الفلسطينية نفسه مما ادى لاستشهاد رامي او هاشم وهو احد منتسبي الشرطة البحرية الفلسطينية اضافة الى اصابة 9 فلسطينيين جراح ثلاثة منهم وصفت بالخطيرة.
من جهة ثانية اصيب اثنين من الصحفيين الفلسطينين العاملين في محطة تلفزيون الجزيرة خلال عملهما على تغطية الاحداث المتسارعة في قطاع غزة.
وافاد مراسل وكالة معا الاخبارية ان قوات اسرائيلية خاصة اطلقت النار من سيارة مسرعة على جموع المواطنيين على حدود بيت حانون ما ادى لاصابة كل من محمد كفكين واسامة الكفارنة والذان يعملان في احد المكاتب الصحفية كفني صوت وسائق و وصفت جراحهما بالمتوسطة.
الهجمة الاسرائيلية على مناطق شمال قطاع غزة لم تقتصر على القصف الجوي فقد اجتاحت عددا من الدبابات والاليات الاسرائيلية مناطق عدة في شمال غزة واشتبكت مع المقاومين فيها خصوصا في منطقة جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا.
هذا وتعمدت الاليات الاسرائيلية لتنفيذ انسحابات صورية بين الحين والاخر بهدف جعل المقاومين والمواطنيين للظهور وملاحقتها مما يسهل عليها عمليات القصف وقنص المقاومين.
كما وركزت القوات الاسرائيلية عملياتها في منطقة مستوطنة دوغيت شمال القطاع حيث قالت مصادر اسرائيلية ان اطلاق الصواريخ على عسقلان تم من تللك المنطقة "المستوطنة سابقا" قبل انسحاب اسرائيل منها في اطار الانسحاب الاسرائيلي من القطاع العام الماضي.
هذا وتحلق الطائرات الحربية الاسرائيلية على مختلف انواعها من استطلاع ومروحية وحربية بشكل مكثف في سماء القطاع مما ينذر بمزيد من الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني.
كما واطلقت الطائرات المروحية الاسرائيلية نيران رشاشاتها الثقيلة بكثافة باتجاه منازل المواطنين في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة بالاضافة الى اطلاق النيران باتجاه منازل المواطنيين بشكل كثيف ايضا في محيط مطار ياسر عرفات الدولي بمدينة رفح جنوب القطاع.
وكانت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الاسلامية حماس تبنت في وقت متاخر من ليلة الاربعاء اطلاق صاروخين من طراز قسام باتجاه مدينة عسقلان للمرة الثانية خلال 24 ساعة.
وكانت مصادر عبرية قد قالت انه تم نقل ثمانية اسرائيليين بينهم اربعة اطفال الى المستشفى بسب حالة الهلع الشديد نتيجة سقوط الصاروخ في حي شمشون بالمدينة.
كما افادت المصادر العبرية ان صاروخ قسام اخر سقط في منطقة زيكيم الاسرائيلية القريبة من عسقلان مما ادى لاشتعال النيران في احد الاحراش دون وقوع اصابات.
من جهتها قالت مصادر امنية اسرائيلية ان صاروخ القسام الذي سقط في عسقلان الليلة اطلق من منطقة المستوطنة المخلاة في اطار الانسحاب الاسرائيلي الصيف الماضي دوغيت.
وبحسب هذه المصادر فان مدى صاروخ اليوم بلغ 12 كيلومتر اي ان صاروخ اليوم والامس هما من نفس النوعية وانهما مزودان بمحركات اضافية تساعدها على الوصول الى مدينة عسقلان.
على صعيد اخر أطلقت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس هذه الليلة ايضا صاروخ قسام باتجاه مستوطنة ناحل عوز.
وقالت الكتائب في بيان وصل لوكالة معا ان هذا القصف ياتي في سياق معركة وفاء الاحرار مؤكدين ان الكتائب ستتصدي لاي عدوان علي القطاع وستلقن الاحتلال دروسا لن ينساها".
وكانت اسرائيل هددت امس حركة حماس على لسان اولمرت الذي قال " يجب ان تقلق من رد قاس لا سابق له "وذلك ردا على اطلاق الصاروخ حيث نفذ الجيش مساء امس عملية عسكرية واسعة قصفت خلالها الطائرات مقر وزارة الداخلية ومواقع تابعة لحركة حماس في غزة.
وكان المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر قرر اليوم توسيع المنطقة العازلة شمالي قطاع غزة لانشاء منطقة امنية فيها , كما قرر تصعيد الغارات على حماس والحكومة التي تمثلها وعلى الفصائل التي تنفذ عمليات ضد اسرائيل .
وناقش المجلس في جلسته العاجلة التي عقدت صباح اليوم سقوط صاروخ قسام محلي الصنع في قلب مدينة عسقلان اضافة الى ازمة الجندي الاسير معربين عن قلقلهم من سقوط الصاروخ في عسقلان.
وقال مسؤول اسرائيلي سياسي لصحيفة يديعوت احرونوت " ان اكثر من 200 الف اسرائيلي باتوا الان تحت تهديد صواريخ غزة والحديث عن تهديد جدي لذلك لا تفكر اسرائيل بحل سلمي وانما تفكر بتصعيد الخطوات العسكرية ضد حماس " .
وبحسب مقربين من الكابينيت فان مشاعر الوزراء المشاركين في الجلسة كان يغلب عليها طابع الانتقام اكثر من البحث عن حل جذري ويجمع المراقبون الاسرائيليون ان الجيش سيوسع من احتلاله لمناطق شمال قطاع غزة التي سبق واحتلها من قبل دون جدوى .
كما نادى عدد من الوزراء بشطب فكرة اللقاء المزمع بين اولمرت وابو مازن والتي اتفق عليها في البتراء الاردنية قبل نحو اسبوعين ، وذلك بدعوى انه لم يعد ذي صلة .
اولمرت الذي بات يشعر بان خطته الانسحاب احادي الجانب من الضفة الغربية والتي اطلق عليها " الانطواء " في خطر محدق يحاول ان يشرح لوزرائه ان الخطة لا تزال ممكنة .
وكانت حركة حماس، حذرت الاحتلال الإسرائيلي، بسفك الدماء في شوارعه وتجمعاته، إن فكر في تنفيذ تهديداته المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني.
وجددت الحركة في بيان تلقت "معا" نسخة منه، أنها ستواصل المضي قدما في برنامج المقاومة، ولن تسمح بالمطلق بأي محاولة لإسقاط الحكومة الحالية.
وقال البيان :"أن برنامج المقاومة، والذي اكدت عليه الحركة في برنامجها الانتخابي، نال تصويت أغلبية ساحقة من المجتمع الفلسطيني"، مؤكدة على أن تهديدات الاحتلال لن تخيفها ولن تخيف الشعب الفلسطيني كون حقه أكبر من " غي الاحتلال "، و" عزيمته أقوى من جبروت هذا الاحتلال".
وهددت الحركة قائلة :"إن محاولة إفقاد الشعب الفلسطيني أمنه وإذا ما فكر الاحتلال في تنفيذ تهديداته فلن يفقد الشعب الفلسطيني وحده الأمن، وإذا ما سالت الدماء في غزة فلن تسلم منها شوارع وتجمعات الكيان الصهيوني".
وحذرت الحركة الاحتلال الإسرائيلي من القيام بأي محاولة لإسقاط الحكومة، متوعدة برد قاس وعنيف وغير مألوف .
وقالت:" وإذا ما فكر المحتلون بأي تغييرات إستراتيجية فستشملهم أيضا، لأن حركة حماس لن تسمح بأي محاولة لإسقاط الحكومة الحالية، أو النيل من شعبنا الفلسطيني، وسيكون ردنا بأشكال مختلفة ومتنوعة لم تعهد من قبل".
كما شددت على تحذير سابق أطلقته مهددة الاحتلال من أي مساس بنواب ووزراء الشعب الفلسطيني الذي خطفهم أو غيرهم، واصفة ذلك إذا ما تم بأنه تغيير لـ "قواعد اللعبة على الساحة الفلسطينية - الصهيونية"، وأن إسرائيل لن تسلم منه كذلك.
وقدمت الحركة نصيحة للاحتلال بعدم الوقوف أمام إرادة الشعب الفلسطيني الذي التف حول مطالب الفصائل المختطفة للجندي الإسرائيلي قائلة :"أن الجميع سيدافع - في وحدة واحدة ولحمة واحدة- من أجل تنفيذ هذه المطالب آجلا أو عاجلا وأن هذا الشعب متوحد حول هذه القضية، متشبث بها، مصر على جني ثمارها".
ودعت كافة فصائل المقاومة، والقوى الحية في الشعب إلى التوحد الصادق في خندق المقاومة، والاستبسال وراء المطالب التي يتبناها آسرو الجندي.
ووجهت الحركة نداء ونصيحة لمن أسمتهم "العقلاء في هذا العالم " بالتدخل السريع والانخراط الحقيقي في حلّ الأزمة، مضيفة أن مخططات حكومة أولمرت قد تحمل آثارا كارثية ستمتد آثارها لتطال المنطقة برمتها.
وأعربت الحركة عن اسفها مما وصفته ازدواجية المعايير لدى المجتمع الدولي قائلة:" لن نناشد المجتمع الدولي، إذا ما غابت عبارات الشجب والاستنكار، لكننا نسجل هذه الازدواجية البائسة في المعايير، حيث تتحرك الحكومات لإنقاذ أسير صهيوني واحد بينما لم يتحرك أحد لإنقاذ عشرة آلاف أسير يذوقون الموت كل لحظة في زنازين الاحتلال، متسائلين عن معنى الإرهاب الذي تتشدق به الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها إن لم يكن هو ما تمارسه قوات الاحتلال يوميا من قصف واغتيالات وتخريب وتدمير".
هذا وكانت كتائب عز الدين القسام، جناح حماس العسكري، قد هددت الاحتلال الإسرائيلي بضرب أهداف مشابهة لما يقصفه في مدينة غزة متوعدة بأعمال لا يتوقعها الاحتلال.