الحديث ذو شجون ... * بقلم : فايز نصار

على بركة الله !
على بركة الله .. وبهمة الرجال انطلق دوري المحترفين ، تماما كما خطط اتحاد اللعبة ، وكما تقتضي الخطة الاستراتيجية للنهوض بالكرة الفلسطينية ، ضمن المشروع الرياضي الوطني ، الذي يقوده اللواء جبريل الرجوب ، ويحظى بمباركة ودعم القيادة السياسية الفلسطينية .

على بركة الله ... انتهت الجولة الاولى ، بنتائج متباينة ، ابتسمت لعدد من الفرق ، وعضت بنابها فرقا اخرى ، لتأتي الجولة الثانية ، بمزيد من النتائج غبر المتوقعة ، التي جعلت هواة التكهن الرياضي يعيدون حسابهم ، بعد وقوفهم على واقع تنافسي جديد ، تتقارب فيه المستويات ، وتختلف في خضمه الحسابات .

على بركة الله ... شاهد الصائمون في سهرات رمضانية مباريات تنافسية ، اعادت الروح للملاعب الفلسطينية ، وجلبت الجماهير الغفيرة للمدرجات ، التي تحولت الى كرنفالات رياضية ، تصفق للمبدعين ، وتلتمس عذرا للمتعثرين في بداية المشوار ، في اتنظار تحسن الاوضاع خلال المحطات الاحترافية القادمة .

على بركة الله ... لاحظ المختصون تحسن الاوضاع الفنية للفرق المحترفة ، من خلال الحوارات التكتيكية الناضجة ، في معظم المباريات ، ومن خلال تحسين الاداء الفني واللعب الجماعي ، وفاعلية الصراعات الكروية ، واستغلال كل مربعات المستطيل الاخضر ، بما يؤكد قيمة الفنيين القادمين من وراء الجدار الاخضر ، ومن خارج الوطن ، واهمية الدورات الآسيوية ، التي نظمها الاتحاد قبل انطلاق المنافسة الاحترافية .

وعلى بركة الله ... اجتهد قضاة الملاعب محاولين قيادة جميع المباريات الى شواطيء النجاح ، وتكللت معظم مهامهم بالتوفيق ، بما يؤكد أيضا اهمية الدورات التأهيلية ، التي نظمها الاتحاد للحكام .. ولكن الجولتين الاولى والثانية سجلتا بعض الزلات التحكيمية ، التي يجب تداركها بسرعة ، لان بعضها لا يتعلق بتقدير الحكم للمواقف المثيرة للجدل ، وإنما لقرارات متسرعة ، قد تبلبل الاوضاع وتنسف كل شيء ، كما حصل عندما توافق احد الحكام ومساعده على احتساب هدف ، تبين انه هدف غير صحيح ، ولحسن الحظ أن عين الحكم الرابع كانت صاحية ، فألغي الهدف .. والامر يقتضي اليقظة من الحكام ، واقناع الجميع بانهم محايدون ، والامر يقتضي من الجماهير الصبر على بعض الهفوات ، لأن رجال القضاء الرياضي بشر ، والامر يقتضي ايضا مزيدا من التمحيص قبل اختيار الحكام للمباريات المختلفة ، ودراسة أداء الحكام في مبارياتهم السابقة ، قبل تعيينهم لقيادة مباريات جديدة ، والامر يقتضي أيضا من الصحافة الرياضية ان تكون واقعية ومسؤولة في التعاطي مع هذا الملف الحساس .

على بركة الله .. انخرط رجال السلطة الرياضية الرابعة في الموضوع الاحترافي ، وسهر المحررون والمصورون حتى مطلع الفجر ، لضمان تغطية اعلامية واقعية ونزيهة لمعظم المباريات ، وجاءت المتابعات واللقاءات مع الفنيين لتكمل خيوط النسيج الاعلامي العصري ، بما يقتضي رفع القبعات لاعلاميينا الرياضيين ، الذين يعملون باخلاص ، كشركاء في المشروع الرياضي الوطني ، ولكن الامر يقتضي مزيدا من التحسن في الأداء ، لأن بعض التقارير التي نقرأها ما زالت تتسم بالكلاسيكية ، وينقصها الابداع .. والامر يقتضي أيضا المزيد من التسهيلات لمهمة الاعلاميين الرياضيين في الملاعب ، من خلال تخصيص اماكن خاصة بالتحرير والتصوير ، في المنصة الرئيسة وحول المستطيل الاخضر.

على بركة الله ... انطلق دورينا الاحترافي ، وشاهد الجميع حسن التنظيم ، وحسن تأدية مسؤولي وموظفي اتحاد الكرة والملاعب لمهامهم ، بما يقتضي الاشادة بدورهم المتقدم ، والذي لايقل أهمية عن دور رجال الامن ، من حماة الوطن ، الذين يسهرون على تأدية رسالتهم ، حتى تسير كل المباريات ، كما يتمنى الخيرون لهذا الشعب.

على بركة الله ... صار عندنا دوري محترفين ، فصفق المراهنون على طاقات هذا الشعب لنجاح المحطتين الاولى والثانية.. ولاك المثبطون السنتهم ، لانهم وقفوا مندهشين أمام روعة الانجاز ، الذي يجب أن يغير قناعاتهم، ويساهم في اعادتهم الى النص المراهن على الفعل الفلسطيني ، عندما يقوده رجال من طينة ابو رامي .

والحديث ذو شجون