البيت الأبيض يعرب عن قلقه إزاء الدعوة لحرق نسخة من القرآن
نشر بتاريخ: 07/09/2010 ( آخر تحديث: 07/09/2010 الساعة: 20:15 )
بيت لحم-معا- أعرب البيت الأبيض عن قلقه بشأن اعتزام كنيسة صغيرة في فلوريدا إحراق نسخة من القرآن في الذكرى التاسعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، مؤكدا أن هذه الدعوة تضع القوات الأميركية في خطر.
وقال روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الأبيض تعليقا على استنكار الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأميركية في أفغانستان لقرار تلك الكنيسة: "كما قال الجنرال بتريوس فإن ذلك العمل يُلحق الضرر بقواتنا، وكل عمل من ذلك النوع يُلحق الضرر بقواتنا ويثير قلق هذه الإدارة".
وكان الجنرال بتريوس قد استنكر تلك المحاولة التي قال إنها تعرض الجنود الأميركيين للخطر، كما أنها توفر لمسلحي حركة طالبان أداة يستخدمونها لتحريض الناس وضمهم إلى صفوف الحركة.
وأكد بتريوس في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال اليوم الثلاثاء أن تنفيذ كنيسة أميركية معمدانية صغيرة مشروعها بإحراق مصحف على الملأ في ذكرى هجمات 11 سبتمبر/ أيلول قد يؤدي إلى تقويض جهود الولايات المتحدة في أفغانستان ويسفر عن هجمات انتقامية ضد القوات الأميركية العاملة في أفغانستان.
وقال بتريوس إنه في حال تم إحراق المصحف فستكون تلك خدمة لمصالح حركة طالبان في أفغانستان، حيث ستستخدم الحركة المتمردة هذا الأمر في دعايتها ضد الأميركيين كما سيذكي إحراق المصحف مشاعر الغضب في العالم الإسلامي ضد الولايات المتحدة.
وأضاف بتريوس: "أنا قلق بشدة للتداعيات المحتملة التي يمكن أن تنجم عن إمكان إحراق القرآن".
الناتو والفاتيكان ينددان بالدعوة
من ناحيته، أدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن الثلاثاء دعوة الكنيسة الإنجيلية في فلوريدا إلى إحراق نسخة من القرآن.
وأكد راسموسن للصحافيين خلال زيارة لواشنطن أن مثل هذه الأعمال منافية للقيم التي يستند إليها الحلف كما أنه سيكون لها آثار سلبية على أمن قواتنا. وقال اعتقد أن مثل هذه الأفعال تتعارض بشدة مع كل القيم التي نتمسك بها والتي نحارب من اجلها.
كما ندد الفاتيكان الثلاثاء بالدعوة واعتبر أنها تتعارض مع الإيمان المسيحي. ونقلت الصحيفة الناطقة باسم الفاتيكان عن أسقف لاهور ورئيس المجمع الأسقفي الباكستاني لورانس جون سالدانها قوله: "نندد بشدة بهذه النية وهذه الحملة التي تتعارض مع الاحترام الواجب لكل الديانات وتتعارض مع عقيدتنا وإيماننا".
وأشارت الصحيفة إلى أن الإدانات تتصاعد في كل أنحاء العالم إلا أن الأصوات الأكثر قوة هي التي ترتفع من آسيا خصوصا تلك الصادرة عن الكنيسة الكاثوليكية.
تيري جونز: "المخاوف ليست في محلها"
وكانت الكنيسة، التي تدعى Dove World Outreach Center قد أعلنت أنها ستمضي قدما في تنفيذ خطط إحراق نسخة من القرآن في الذكرى السنوية التاسعة لاعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 في الولايات المتحدة.
واعتبر القس تيري جونز الذي يرأس الكنيسة أن مخاوف بتريوس ليست في محلها.
وقال جونز لشبكة CNN ، إنه يأخذ على محمل الجد المخاوف التي أعرب عنها في هذا الشأن قائد القوات الدولية في أفغانستان، لكنه قال انه ينوي بإصرار المضي في تنفيذ ما وعد به.
وأضاف "نحن في الواقع قلقون جدا، جدا" من العواقب التي تحدث عنها الجنرال بتريوس و نستمر في الصلاة لما سيحصل في 11 سبتمبر/ أيلول .
وسئل القس عما إذا كان ذلك يعني صرف النظر عن مشروع حرق نسخة من القرآن، فأجاب "نحن عاقدون العزم على حرقها لكننا في الوقت نفسه نصلي في هذا الشأن".
وأضاف: "متى ستنهض أميركا للدفاع عن الحقيقة؟ وبدلا من أن نكون نحن من يوجه إليهم اللوم على الأفعال أو الجرائم التي ارتكبها آخرون، لماذا لا نوجه إليهم إنذارا؟ لماذا لا نرسل إنذارا إلى الإسلام المتطرف ونقول له إذا ما هاجمتمونا فسنهاجمكم".