الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

تجارة الخردوات والنفايات الصلبة حرب جديدة على البطالة

نشر بتاريخ: 10/09/2010 ( آخر تحديث: 11/09/2010 الساعة: 15:28 )
اريحا - تقرير معا - تجارة الخردوات والنفايات الصلبة اصبحت من المهن الايسر والاسهل لكل من يبحث عن فرصة عمل، فلا يحتاج العاملون بها لراْسمال كبير اذا ما توفرت الارادة والكد والصبر على تحمل التعب وملاحقة سيارات النفايات قرب مكبات النفايات للاستئثار بمجموعة من قطع الاثاث المعدني التالف او هياكل السيارات او مخلفات البناء خاصة الحديد او تحمل مناكفة الاطفال، وربما يسعى البعض لتطوير هذة التجارة من خلال التجول في الحارات والازقة والمنادة بمكبرات الصوت لجلب العاملين في هذه التجارة والتي بات الاطفال من اكثر المتعاملين بها، اذ يتخصص البعض بشراء الحديد بمختلف انواعة واحجامة واخرين يشترون النحاس والالمنيوم.

وقد اسهم الحصار الاسرائيلي والاجراءات "الامنية" الاسرائيلية والتي حرمت الالاف العمال من الحصول على تصريح عمل داخل اسرائيل في تنمية تجارة الخردوات، اذ يرى العديد من المتعاملين بهذه التجارة انها اسهل الفرص لتوفير الحد الادنى من الدخل للانفاق على اسرهم في ظل اقتصادية صعبة.

ويؤكد يوسف مسالمة احد العاملين في تجارة الخردوات بأنه يوفر دخل يومي يمكنه من الانفاق على افراد اسرته وانه يتوجه بسيارته من محافظة الخليل الى اريحا ومدن اخرى لشراء الخردوات لبيعها مرة اخرى لاحد التجار، مشيرا ان البعض من الباعة يكونون من الاطفال او بعض ممن امتهن بيع الخردوات لقلة فرص العمل، واشار الى ان عدم تمكنه من الحصول على تصريح للعمل هو السبب وراء توجهه للانخراط في هذه التجارة.

اما احمد ابو قطام فقال نحن الان في فصل الصيف والموسم الزراعي تعرض للخسارة ولا مجال امامي للعمل سوى في هذا المجال، لذلك استغل سياراتي للعمل في جمع وشراء الخردوات والتي توفر يوميا ما بين 70 الى 120 شيقل وتمكنني من توفير الوقود لسياراتي والانفاق على اسرتي.

والى الشمال من قرية فصايل في الاغوار الوسطى، اقام المستوطنون مكبا نموذجيا لطمر النفايات حيث تقوم بعض البلديات بطمر نفاياتها في هذا المكب مقابل اجور محددة لكل طن من النفايات، وتتم بعد ذلك عملية المعالجة واعادة تدوير بعض النفايات ومن ثم بيعها للتجار خاصة السماد العضوي والذي يستخدم في المشاتل، فيما تعاني العديد من المدن والقرى من مشكلة عدم التخلص من نفاياتها بسبب التعنت الاسرائيلي والذي يحول دون توسيع المكبات القائمة والتي اصبحت قريبة من سكن المواطنين وتسببها في مكارة صحية كبيرة كما هو الحال في مدينة اريحا، اذ يرفض الجانب الاسرائيلي الموافقة على توسعة موقع مكب النفايات والذي تمول الحكومة اليابانية انشائه بدعوى وقوعه في المنطقة "C" والحال ينسحب على مشروع المجاري والصرف الصحي.

ويرى المهندس احمد الفارس مدير زراعة اريحا ان هناك امكانية كبيرة للاستفادة من مخلفات الزراعة واعادت تصنيعها لتعويض النقص في الاسمدة والناجم عن قرارات المنع التي تفرضها سلطات الاحتلال على بعض الاسمدة، مشيرا ان هناك افكارا تناقش من اجل اعادة تدوير سعف النخيل واستخدامه كاعلاف للمواشي.

وحول امكانية اعادة تصنيع الخردوات والمعادن، قال المهندس اسعد حسونة من مصنع الصلب والحديد باريحا، بأن هذه العملية تحتاج لبنية تحتية وهذا غير متوفر في الاراضي الفلسطينية مما يضطرنا اعادة شحنها للخارج لتدويرها، وان الجانب الاسرائيلي لا يسمح بذلك لاسباب كثيرة، وتمنى حسونة ان تتوفر البنية التحتية الازمة للبدء بعملية التحويل مما سيوفر الاف فرص العمل ويزيد دخل العاملين بها ويسهم في التغلب على البطالة.