الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مسجات العيد برام الله- "كل مفاوضات مباشرة وغير مباشرة وانت بخير"

نشر بتاريخ: 10/09/2010 ( آخر تحديث: 11/09/2010 الساعة: 11:34 )
رام الله - تقرير خاص معا - "كل رمضان وعيد ومفاوضات مباشرة وغير مباشرة وانتم بخير"، هذه كانت احدى عبارات التهنئة بحلول عيد الفطر السعيد التي جرى ارسالها من قبل مواطن الى الاصدقاء والزملاء في العمل، في اشارة الى ان موضوع المفاوضات التي بدأت بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي كان من بين اكثر المواضيع اهتماما بالنسبة للمواطنين في عيد الفطر السعيد.

مثل حلول عيد الفطر السعيد مناسبة لتبادل رسائل التهنئة باعداد مضاعفة بين المواطنين الى حد ان اغلبية المواطنين اضطروا الى تخصيص ساعات من يوم العيد للرد على "المسجات" التي تصلهم عبر هواتفهم النقالة في هذه المناسبة، وسط محاولة العديد منهم ابتداع انماط جديدة في كتابة الرسائل وارسالها الى الاصدقاء والزملاء والاحباء.

ورغم انشغال المواطنين بعيد الفطر ومساعيهم لتدبر اوضاعهم المالية وزيارة الاهالي، الا ان الموضوع السياسي "المفاوضات المباشرة " كانت حاضرة في الجلسات العامة حيث تعكس هذه المفاوضات مرحلة انتظار وترقب في اوساط المؤيدين والمعارضين لانطلاقتها الجديدة المفترض ان تبدأ في الرابع عشر من هذا الشهر في لقاء يجمع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في شرم الشيخ من اجل بحث تفاصيل جدول الاعمال لجلسات المفاوضات المرتقبة.

مسؤولون فلسطينيون اكدوا ان الاتفاق على جدول اعمال جلسات المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي سيكون ميدانا للصراع الشرس بين الطرفين، باعتبار ان ما يتم الاتفاق عليه في جدول الاعمال يحدد مسار المعركة التفاوضية التي من المتوقع ان يشتبك فيها الطرفان وسط محاولة كل طرف وضع البنود التي تحقق مصالحه في هذه المفاوضات الامر الذي يتيح للطواقم الاميركية التي ستراقب عن بعد مجرى الاشتباك التفاوضي، مساحة التدخل والضغط باتجاه جسر الهوة بين الموقفين لتجنب انهيار هذه العملية حتى قبل ان تبدأ او كما يصفها المثل الشعبي "من اول غزواته انكسرت عصاته".

ويحرص الطرفان على عدم التطرق مسبقا لطبيعة البنود التي ستكون على جدول اعمال جلسات المفاوضات، الا ان المؤشرات الصادرة عن الطرفين توضح بان كل منهما سيحاول تضمين جدول الاعمال ما يتيح له تحقيق مكاسب سياسية في هذه المفاوضات.

ورغم حالة التكتم الشديدة التي يمارسها الجانب الاسرائيلي بخصوص البنود المتوقع طرحها على جدول اعمال الجلسات المفترض حسمه في اللقاء المرتقب الاسبوع المقبل في 14 من الشهر الجاري في شرم الشيخ، فان موضوع دولة الشعب اليهودي سيكون احد البنود التي سيطرحها ببنيامين نتنياهو بقوة في هذا اللقاء من اجل حشر الفلسطينيين من البداية في الزاوية ومقايضتهم حول هذا البند الذي يسعى من خلال الحصول على اعتراف فلسطيني رسمي بيهودية الدولة، والتمهيد لتحميل الجانب الفلسطيني في حال رفضه لهذا الاعتراف كما هو متوقع ، مسؤولية افشال المفاوضات بعدم منح اسرائيل هذا الاعتراف .

ويضاف الى هذا المقترح السعي الاسرائيلية الى تجزئة جدول الاعمال الى جداول مخصصة لكل قضية من قضايا الحل النهائي"القدس، اللاجئين، المستوطنات، المياه ، الحدود ، الامن"، بحيث يجعل لكل قضية جدول اعمال خاص بها ما يعني في حال موافقة الجانب الفلسطيني على ذلك نجاحه في تجزئة المفاوضات الى مراحل بحيث ترتبط كل مرحلة بنجاح المرحلة التي قبلها ويحقق من وراء ذلك كسب وقت طويل للوصول الى نهاية المفاوضات قد يصل الى عشرات السنوات من خلال قدرته على تعطيل وعرقلة تنفيذ اية مرحلة يريدها .

الفلسطينييون يرفضون مبدأ تجزئة القضايا التفاوضية ويطالبون بمفاوضات رزمة واحدة وبعد الاتفاق فانهم لا يعارضون فكرة مرحلية التطبيق لما يتم الاتفاق عليه، وحسب ما اكده مسؤول فلسطيني بارز فان الرئيس الاميركي الذي ينظر بعين الى المفاوضات السياسية بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني وينظر بعينه الثانية الى انتخابات الكونغرس الاميركي في شهر 11 المقبل ، وافق خلال اجتماعات واشطن ،على مطلب الجانب الفلسطيني على فكرة البدء بالمفاوضات على الحدود والامن واضاف اليها بند التبادلية، حيث يمثل هذا الموقف الاميركي المتقدم دعما للجانب الفلسطيني في مطلبه خاصة انه يرى ان حسم المفاوضات حول الحدود يوفر الكثير من الوقت والجهد ويعطي هذه المفاوضات اهمية وجدية باعتبار ان الاتفاق على الحدود يحسم اغلبية القضايا المفترض بحثها في مفاوضات الحل النهائي .

مفاعيل تفجير المفاوضات موجودة في قبضة الجانب الاسرائيلي لكنه يسعى جاهدا من اجل اجبار الفلسطينيين على تحمل مسؤولية التفجير من خلال ماكينة اعلامية جاهزة للترويج على المستوى الدولي وخاصة الغربي منه واقناعه بان الفلسطينيين هم من يتحملون مسؤولية اية تفجيرات محتملة في هذه المفاوضات على غرار ما فعله يهودا باراك مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مباحثات كامب ديفيد الأخيرة.