هل ينجح الطاقم الفلسطيني المفاوض في تجاوز الغام اسرائيل التفاوضية؟
نشر بتاريخ: 13/09/2010 ( آخر تحديث: 14/09/2010 الساعة: 09:55 )
رام الله - معا- هل ينجح طاقم المفاوضات الفلسطيني في تجاوز الألغام المنصوبة له خلال الاجتماع المقرر أن يبدأ اليوم في شرم الشيخ ؟، من الواضح ان الاجابة على مثل هذه التساؤل تكون صعبة باعتبار ان الجانب الاسرائيلي الذي يذهب لجلسة اليوم وهو شبه مرتاح من اية ضغوط عليه، الامر الذي يؤشر الى ان الجانب الفلسطيني سيكون امام خيارات صعبة سيما ان المعلومات الاولية تؤكد ان طاقم المفاوضات "الاسرائيلي" ذاهب الى جلسة اليوم وهو محمل بمجموعة من " الالغام" التي قد تعصف بالمفاوضات من اللقاء الاول سيما اذا ما اصر على اعادة فتح جدول اعمال المفاوضات لطرح قضايا جديدة للتفاوض حولها واغراق جدول اعمال المفاوضات بقضايا جديدة مثل اشتراط انجاز التسوية السياسية مع الفلسطينيين بانتزاع اعتراف منهم بان اسرائيل هي دولة لكل الشعب اليهودي، اضافة الى محاولته اخراج القدس من مفاوضات الوضع النهائي، والتمسك بمطلب الوجود الاسرائيلي الامني في منطقة الاغوار.
ووفقا لمسؤولين فلسطينيين فان طرح اسرائيل لمثل هذه المطالب ستكون كفيلة بتفجر "الالغام الاسرائيلية" في العملية التفاوضية باعتبار طرحها يمثل ارتدادا اسرائيليا عن اسس عملية السلام التي قامت عليها منذ مؤتمر مدريد.
وقال مسؤول فلسطيني بارز " لا يمكن تجاهل حقيقة ان مسار المفاوضات سيكون ملبدا بالالغام وان خط سير المفاوضات ليس خطا مستقيما "، في اشارة واضحة الى حجم التحديات والصعوبات التي قد تشهدها عملية المفاوضات الحالية .
الطاقم الفلسطيني المفاوض يكاد يكون متاكدا بان الجانب الاسرائيلي سوف يعمل من اجل فتح جدول اعمال المفاوضات من جديد، ويؤكد مسؤولون مشاركون في الطاقم التفاوضي بان ذلك يكاد يكون هدفا اسرائيليا بعينه كون هذا المسعى ينسجم مع اهداف نتنياهو الذي يعمل من اجل بدء المفاوضات من نقطة الصفر كما صرح بذلك اكثر من مرة ما يعني هروبا معلنا من اية التزامات باي تقدم تحقق في المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية في عهد رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق يهود اولمرت.
وكشفت مصادر فلسطينية رسمية في وقت سابق، عن ان نتنياهو انكر اطلاعه او معرفته بما جرى في المفاوضات في عهد حكومة اولمرت، موضحة في الوقت ذاته بان اولمرت التزام قبل رحيله بوضع ملف كامل حول المفاوضات على طاولة رئيس الوزراء المقبل الامر الذي يؤكد ان نتنياهو يحاول التنصل والهروب من حقيقية ما تم انجازه في تلك المفاوضات التي وصلت الى مراحل متقدمة.
من المؤكد ان قبول الجانب الفلسطيني بفكرة فتح" لغم" جدول اعمال جلسات المفاوضات من جديد يمثل انتصارا حقيقيا لنتنياهو ونواياه السياسية في العمل باتجاه اعادة المفاوضات الى مرحلة ما قبل مؤتمر مدريد، ما يشكل صفعة قوية لكل المحاولات الساعية الى مواصلة المفاوضات وتحقيق اية انجازات حقيقية في مسار التسوية.
ومما لا شك فيه فان "اللغم الاسرائيلي الاكبر"، سيكون في موضوع الاستيطان واستئنافه سيما ان نتنياهو حريص على البدء بالمفاوضات ووضع الجانب الفلسطيني تحت ضغط الاستيطان وتحويله الى سيف مسلط ليس على رقبة الجانب الفلسطيني بل على رقبة عملية السلام والعملية التفاوضية برمتها.
واكثر ما يدلل على ذلك هو ما اعلنته "حركة السلام الاسرائيلية " حول خطط جاهزة للشروع في بناء الاف الوحدات الاستيطانية الجديدة ، فضلا عن الوقائع على الأرض ، التي تجري تحت سمع وبصر المواطن الفلسطيني ، الامر الذي يدفع قيادات فلسطينية بمستوى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، تيسير خالد، الى دعوة الوفد الفلسطيني المفاوض الى عدم التوجه الى شرم الشيخ والانتظار الى ما بعد السادس والعشرين من الشهر الجاري ، حتى تتضح بشكل رسمي الصورة بشأن اعتزام حكومة المستوطنين في اسرائيل استئناف بناء الاف الوحدات الاستيطانية في اكثر من 26 مستوطنة في الضفة الغربية مع انتهاء فترة التجميد المزعوم للبناء في المستوطنات ، الذي اعلنته الحكومة الاسرائيلية قبل نحو عشرة اشهر .
وقال خالد " ان الذهاب الى الاجتماع المقرر في شرم الشيخ في وقت تناور فيه حكومة المستوطنين الاسرائيلية حول جدول اعمال الاجتماع وتشهر فيه كذلك سيف البناء في المستوطنات في وجه الجانب الفلسطيني من شأنه أن يضعف التضامن الدولي مع الجانب الفلسطيني وأن يغري هذه الحكومة لإستئناف نشاطاتها الاستيطانية دون كوابح بحجة أن الجانب الفلسطيني قد تراجع عن مطلبه بوقف جميع اشكاال النشاط الاستيطاني كشرط لا غنى عنه لتوفير اجواء تساعد على انطلاق مفاوضات جادة ومسؤولة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ، ومن شأنه كذلك أن يشجع المستوطنين على ممارسة المزيد من أعمال العربدة واستباحة اراضي وممتلكات المواطني الفلسطينيين على نحو غير مسبوق .
وكشف خالد في تصريح صحفي ، عن وجود محاولات من قبل الادارة ألأميركية خلف الكواليس ترمي الى التوصل الى ما تسميه بحلول وسط حول تمديد التجميد المزعوم للبناء في المستوطنات ، بحيث تجمد حكومة اسرائيل نشاطاتها الاستيطانية لفترة اربعة اشهر قادمة في بعض المستوطنات وتواصل البناء الاستيطاني دون الإعلان عن ذلك في القدس وفي ما تسميه بالكتل الاستيطانية ، مستخدمة في ذلك نفس الخدع التي استخدمتها بموافقة اميركية على امتداد الجولات المكوكية لمبعوثها جورج ميتشيل وعلى امتداد فترة المفاوضات غير المباشرة ومفاوضات التقريب.
ورأى خالد ان الادارة الاميركية الحالية لم تعد مؤهلة لرعاية مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ، الأمر الذي بات يتطلب التوجه الى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية ومجلس حقوق الانسان والدول السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف الرابعة والى محكمة الجنايات الدولية ودعوتها جميعا الى تحمل مسؤولياتها والضغط على حكومة اسرائيل لوقف جميع نشاطاتها الاستيطانية باعتبارها تندرج وفق القانون الانساني الدولي ووفق القانون الجنائي الدولي في خانة جرائم الحرب .
وبغض النظر عن المواقف السياسية المعلنة، فان الجانب الفلسطيني الذي ينظر اليها اميركيا واسرائيليا على انه الطرف الاضعف مطالب بالسعي الى تجنب الوقوع في الافخاخ والالغام المنصوبة اليه، سيما ان الاخطاء في مفاوضات قضايا الوضع النهائي ستكون كارثية على الشعب الفلسطيني بعكس ما شهدته المفاوضات طيلة السنوات الماضية.