الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة في العيد.. لا شيء أكثر ازدحاماً من مدينة الملاهي

نشر بتاريخ: 14/09/2010 ( آخر تحديث: 14/09/2010 الساعة: 15:03 )
غزة- معا- كل طفل ينتظر بلهفة قدوم دوره ليركب في ملاهي العيد، فلا مجال مطلقاً لتجاوز الطابور حيث يقف المئات من أطفال قطاع غزة، منتظرين أن يحظوا بالفرصة كي يصعدوا على الألعاب المختلفة في مدينة الملاهي الوحيدة الموجودة في القطاع في أيام العيد.

عشرات الحافلات المحملة بآلاف الأطفال وذويهم قادمة من مختلف أرجاء قطاع غزة تصل للمدينة التي بدت غير قادرة على استيعاب العدد الهائل من الأطفال الذين ترتسم على وجوههم علامات الشوق والفرح في لهفة تتصاعد مع كل تحليق يرونه في العاب الملاهي المتعددة.

تتعدد مشاعر الأطفال في كل أرجوحة من مدينة الملاهي فواحدة تضحكهم وأخرى تجعلهم يصرخون فزعا وخوفاً مستنجدين من يديرها بابطاءها إلا أنه يرد على استنجادهم بزيادة سرعتها محدثاً أكبر تشويق للأطفال.

على قائمة الانتظار على لعبة القطار تقف الطفلة حنين _ تسع سنوات_ التي ترددت كثيراً قبل أن تبتعد قليلا عن الطابور كي تتحدث لنا خشيةً من ضياع دورها، قائلةً إنها أتت لمدينة الملاهي كي تفرح وتلهو وتلعب قبل حلول العام الدراسي الجديد الذي تنتهي مع بداياته مثل هذا النوع من المرح الذي تحصل عليه في المواسم والأعياد فقط.

تابعت حنين قائلةً إنها أيضاً لا تهنأ في كل عيد بالحضور إلى مدينة الملاهي فظروف القصف والحصار الإسرائيلي وما خلفه من ضيق معيشي واقتصادي على أسرتها جعل من النادر حضورها لمكان لهو الأطفال الوحيد في قطاع غزة.

ليس بعيداً عن حنين وعلى طابور أرجوحة السلاسل تتوقف السيدة أم العبد الشاويش التي اصطحبت أطفالها الستة إلى مدينة الملاهي لترتسم على وجهها الابتسامة في كل مرة يضحك فيها أطفالها فرحاً بركوب الألعاب.

تقول أم العبد "قدمت بأطفالي الستة كي أعيد إليهم الأمل في الحياة ، فنحن الكبار ما بالك الصغار أصبحنا لا نطيق أوضاعنا الصعبة وحجم الضغوطات النفسية الهائلة علينا بسبب معاناتنا اليومية تارة بسبب القصف الإسرائيلي وتارة أخرى بسبب الحصار وتارة بسبب انقطاع الكهرباء".

فيما أمل أبو محمد القادم برفقة طفله محمد من مدينة خان يونس أن يتم التوسع في المشاريع الترفيهية للأطفال وأن يتم إنشاء أكثر من مدينة ملاهي بحيث تتسع لأطفال قطاع غزة الذين يحتاجون كما باقي أطفال العالم للعديد من المشاريع الترفيهية التي تخفف من معاناتهم.