الاب مسلم: من يدعو لإهانة الأديان خارج عن المسيحية
نشر بتاريخ: 14/09/2010 ( آخر تحديث: 14/09/2010 الساعة: 14:48 )
بيت لحم- معا- دانت لجنة العالم المسيحي الدعوات التي اطلقها القسيس الامريكي اليميني المتطرف لحرق نسخ من المصحف الشريف
مؤكدة انتماءها الكامل للأمة العربية والإسلامية.
وقالت الاب منويل مسلم رئيس لجنة العالم المسيحي بفلسطين في بيان وصل "معا" نسخة عنه: "اننا وفي خضم احتفالات عيد الفطر السعيد، وبينما في فلسطين نستغل فترة العيد هذه لجعلها فرصة للتقارب والتسامح يطل علينا قسيس متطرف من الولايات المتحدة الأمريكية بدعوات لإحراق نسخ من القرآن الكريم إحياءً لذكرى هجمات الحادي عشر من أيلول، وفيما أجواء الحقد والتطرف في العالم تزداد احتقاناً نتيجة للممارسات والتصريحات المماثلة لدعوة هذا القسيس، يتوجب علي ككاهن فلسطيني، وباسم كل مسيحيي فلسطين أن أقف وأقول كلمة حق، وهي اننا ندين هذه الدعوات المشبوهة، ونؤكد الانتماء للامتين العربية والاسلامية".
واضاف قائلا: "إن الكنيسة وهي بحد ذاتها دعوة للمحبة والتسامح والغفران، تنادي باحترام جميع الأديان واتباعها وبالحوار الإنساني فيما بينها، على أساس قاعدة مفادها أن جميع البشر أخوة أبناء لأب واحد بغض النظر عن اعتقاداتهم وأديانهم. وعليه، فإن كل من يدعو إلى إهانة الأديان الأخرى واصحابها، وإلى الانتقاص من احترام كتبها المقدسة ورموزها، انما هو خارج عن تعليم الكنيسة وتعليم يسوع المسيح مؤسسها، وهو خارج عن رسالته وخطه". مضيفا: "هذا القسيس هو مثال حي على هذا الخروج والضلال، لا بل أنه شيطان في الكنيسة يلزمه صوم وصلاة لطرده من بيننا، وقد صدق فيه قول السيد المسيح: "أنتم ملح الأرض، فإذا فسد الملح فبأي شيء نملحه؟ إنه لا يصلح لشيء إلا لأن يُلقى خارجاً وتدوسه الناس" إننا كمسيحيين فلسطينيين نرى فيه صهيونياً متطرفاً يشجع بدعواته الإرهاب الصهيوني في فلسطين واعتداءاته على الأرض، والإنسان، والمقدسات" على حد تعبيره.
وتوجه الاب منويل مسلم إلى هذا القسيس بدعوة شخصية لزيارة بيته في بيرزيت، موها: "على الرغم من أنه لا يستحق دخول بيوتنا كفلسطينيين، بيوت العزة والسماحة، لكني اود ان اعلمه السماحة الإسلامية، وعظمة القرآن الذي ينوي إحراقه"، قائلا: "فالأولى به أن يقرأ القرآن، ويحاول أن يكتشفه وأن يتعرف إليه. وإنه ما كان ليقدم على هذا التصرف إلا بسبب جهله بالقرآن وتعاليمه".
وشدد الاب مسلم على "ان المسيحيين بفلسطين لا يهتزون ولا يخافون من دعوات هذا القسيس المجنونة، لانه متطرّف حاقد لا يتجاوز عدد اتباعه عدد اصابع اليد، لا يستطيع، هو أو أي من أمثاله النيل منهم او من القرآن الكريم"، قائلا: "فالقرآن والإسلام أكبر وأعز من إهانة أشباه هذا المتطرف الحاقد الذي لا يلقى الدعم سوى من مؤسسة تبيع الأثاث العتيق".
واكد الاب على "اننا كمسيحيين فلسطينيين نؤكد انتماءنا الكامل إلى أمتنا العربية والإسلامية، ونعلن أننا جزء لا يتجزا من الوطن العربي جنباً إلى جنب مع أخواننا المسلمين".
وكذلك شدد مسلم على "ان الحضارة الفلسطينية هي حضارة واحدة لشعب واحد اسهم المسيحي والمسلم كل على طريقته الخاصة وبابداعه الخاص على بلورتها ورفع شانها. ولما كانت المسيحية والاسلام هما حضارة فلسطين فان القران الكريم هو قران للمسيحيين والانجيل المقدس هو انجيل للمسلمين. لذالك فنحن مع المسلمين قلبا واحدا ورايا واحدا وفكرا واحدا للدفاع عن قرآنهم، وإسلامهم، ومقدساتهم. هذا وأننا نرى في دعوات إحراق القرآن الكريم اعتداءً مباشراً علينا وعلى انجيلنا، وتعبيراً واضحاً عن حقد مسموم على كل ما يمت للعرب وللمسلمين وللمسيحيين العرب بصلة. هذا الحقد الملتهب قد ارتفع إلى درجة أنه جعلنا جميعاً وجعل قرآننا مصدراً بل ملهماً للإرهاب". وعليه، فإن الكنيسة في فلسطين تدين هذه الخطوة الشيطانية، وتدعو إلى جعل يوم عيد الفطر من كل سنة "يوماً للقرآن الكريم" تكريما وتمجيدا لملهمه سبحانه وتعالى."