الفلسطينيون من أكثر شعوب الارض تعرضا للتعذيب مقارنة بعدد سكانها
نشر بتاريخ: 15/09/2010 ( آخر تحديث: 15/09/2010 الساعة: 16:36 )
رام الله- معا- تجربة التعذيب التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي وعاشها معظم ابناء الشعب الفلسطيني تمتد الى ما بعد التحرر من الاسر وتظهر على شكل آلام جسدية او نفسية، عرَفها المختصين بالقانون بانها تجربة مريرة، وفلسطين من اكثر الشعوب التي عاشت تجربة المعاناة من التعذيب الذي يهدف الى انتزاع الاعتراف وقتل الروح المعنوية للأسير الفلسطيني.
حالة التعذيب التي تبدأ منذ لحظة الاعتقال الاولى وصفها خضر رصص المدير التنفيذي لضحايا التعذيب "بالاجتياح" قائلا "يعمد الاحتلال الى تسبب الرعب للمجتمع وقتل الروح المعنوية للمواطنين، والاطفال يحملون معهم المعاناة الى الكبر.
واضاف رصص خلال برنامج بلا قيود الذي ينتجه مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب بالتعاون مع تلفزيون وطن، ضمن مشروع "كسراً للصمت، لا للتعذيب" الممول من الاتحاد الاوروبي: "التحقيق يبدأ بالعزل من اجل انتزاع اعتراف- وعزل الاسير يؤدي الى هلوسات لدرجة ان الاسير يبدأ بسماع اصوات لا تحصل، والعصبة على الاعين لفترة طويلة تؤدي الى مشاهدة اشياء غير موجودة اصلا".
واضاف" الانسان جسد ونفس وروح ، وقوة الشخصية تؤدي الى الشفاء من اثار التعذيب والمرض خاصة في حالة الاشخاص المتعلمين".
وتمتد رحلة التعذيب عند الاسير الفلسطيني وتظهر على شكل اطراب نتيجة تجربة الاعتقال التي غالبا ما تؤدي الى عدم الشعور بالامان، واشار رصص الى المحاكمات التي تعرض لها بعض الاطفال الفلسطينيين في المحاكم الاسرائيلية على خلفية امنية.
واشار رصص الى ظهور اعراض فورية للتعذيب مما يسمى بالصدمة النفسية مثل التوتر والقلق وعدم الشعور بالسعادة.
وقال ان بعض الاسرى يقوم بالأستثمار بالخيال داخل السجن، ويتخيل الاماكن والاشياء التي يحب ان يشاهدها شرط عدم المبالغة حتى لا تصبح نوع من انواع المرض، منوها الى الدور الكبير الذي يقع على عاتق الاسرة والمجتمع في توفير الدعم النفسي للاسير بعد التحرر خاصة وان الاسير الذي يقضي فترات طويلة داخل السجن يفقد الكثير من المهارات التي يتمتع بها الاخرون كونه يركز مهارته على مهام محدودة داخل السجن، كما انه يبدأ بالمقارنة بينه وبين الاخرين الذي تقدموا على مستوى حياتهم الشخصية.
وتابع رصص قولة " التغذية غير الصحية ومحدودية الحركة ونوعية الطعام تدفع الاسير بأتجاه المرض الذي تظهر اعراضه على معظم الاسرى داخل وخارج الاسر".
من جانبه وصف الدكتور حازم عاشور رئيس وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية الاسير الفلسطيني بالمعذب بطريقتين داخل السجن وخارجه، قائلا "الاحتلال عدو فاشي لا يميز بين صغير وكبير وتجربة الاعتقال التي عاشتها معظم الاسر الفلسطينية هدفت الى اذلال جماعي للمواطنين".
واوضح عاشور ان اثار التعذيب الجسدي تظهر مباشرة على الاسير اما الاثار النفسية فقد تظهر لاحقا وبطرق شتى مما يجعل الاسير عرضة للالم والمعاناة الدائمة.
وقال الدكتور حازم عاشور "رغم تعدد اثار الصدمة في المجتمع الفلسطيني الا ان نسبة طالبي الخدمة النفسية محدودة مقارنة بالاحداث الصادمة التي تعرضوا لها" منوها الى التحسن الذي طرأ لدى الاطباء في التعامل مع المرض والتميز بين المرض العضوي والنفسي.
وقال "يوجد اساليب وقاية قد تؤدي في معظم الاحوال الى التغلب على اثار الاعتقال مثل الظروف الايجابية للمجتمع المحيط بالاسير المحرر او من زملائه داخل السجن، ولكن الاهم ان يمارس المعتقل حقوقه كإنسان، والتوعية احدى مراحل العلاج من التعذيب".
ونوه عاشور الى عملية التكيف التي تقوم بها الاسرة الفلسطينية نتيجة غياب احد افرادها خاصة عندما يكون الغائب هو رب الاسرة مما يجعل الام تقوم بنفس الدور الذي كان يقوم به الآب وهذا يمكن ان يدخل افراد الاسرة في حالة اكتئاب نتيجة الشعور بالعجز وغياب احد افرادها.
وكانت مؤسسات فلسطينية قد اصدرت تقريرا يؤكد قيام الاحتلال الاسرائيلي باعتقال حوالي 650 الف مواطن فلسطيني منذ قدوم الاحتلال سنة 1967.