السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كيف تسلل زعماء الجريمة المنظمة الى حقول الغاز الاسرائيلية والشركات ؟

نشر بتاريخ: 15/09/2010 ( آخر تحديث: 16/09/2010 الساعة: 08:40 )
بيت لحم- معا- هل يسيطر قادة الاجرام المنظم في اسرائيل على حقول الغاز الكبرى التي اعلنت اسرائيل عن اكتشافها مؤخرا ؟ وهل استعانت الشركات الاسرائيلية بمنظمات الاجرام للضغط على الشركات الاجنبية المشاركة بالتنقيب ؟ هذه الاسئلة الخطيرة التي طرحتها صحيفة يديعوت احرونوت الناطقة بالعبرية على صدر صفحتها الاولى اليوم " الاربعاء" وجدت اجابتها القاطعه من خلال الوثائق التي كشفت النقاب عنها لاول مرة والتي تثبت بالملموس ان قادة الاعمال والمال الاسرائيليين استعانوا بزعماء الاجرام المعروفين كي يعملوا كمحكمين في الخلاف الذي انفجر مؤخرا بين الشركاء في شركة التنقيب عن الغاز " رتسوي المساهمة المحدودة" وهي احدى الشركات المسؤولة عن حقول الغاز الكبرى التي اكتشفت قبالة السواحل الاسرائيلية والمعروفة باسم حقول" ليفتان ".

واضافت الصحيفة ان اشهر المجرمين المتورطين بالقضية المجرم المعروف مائير افيرغيل ، والمجرم شالوم دومرني الذي تعتبره الشرطة احد رؤساء الجريمة المنظمة في المنطقة الجنوبية وكذلك المجرم شقيق القاتل المعروف هرتسيل افيطان ورجال سوق الاوراق المالية يغئال لانو وهو احد مالكي بنك " ايغود" ومدير عام شركة " ريتسوي" .

وقالت الصحيفة ان القضية بدات قبل اكتشاف حقل " ليفتان " العملاق بكثير بين رجل الاعمال المعروف وصاحب اكبر شركة بناء في الجنوب والمعروفة باسم " غلوبوس " شلومو شوكرون وبين شركة التنقيب عن الغاز " رتسوي" حيث انفجر بين الطرفين خلافا يتعلق بالاعمال واخذ كل طرف يتهم الاخر باستخدام مجرمين لتهديده وتوعده بالتقل .

وبينت الوثائق التي حصلت عليها الصحيفة انه وفي احدى الليالي سمع " شكورون " طرقات على باب مكتبه وحين فتح الباب وجد احد المجرمين الكبار واقفا امامه والى جانبه مجموعه من المجرمين المخضرمين " اسم المجرم لم يظهر في كتاب الدعوى المرفوعه للمحكمة ولكن وثائق اخرى وصلت للصحيفة تبين ان المقصود المجرم شلوم دومرني" .

ووفقا للوثائق تلقى رجل الاعمال " شكرون " من المجرم اقتراحا " لا يمكن ان يرفضه " عليك ان تحضر هذه الليلة الي بيت الحارس في قرية " ترومان " وهناك سيجري حسم النزاع وفعلا مصحوبا بالمجرم الكبير وصل رجل الاعمال الى بيت الحارس وهو عبارة عن فيلا فاخرة ليجد في انتظاره المجرم الخطير مائير افيرغيل وجرت الامور على النحو التالي كما ورد في الدعوى القضائية :

في المرحلة الاولى حاول المجرم افيرغيل لعب دور المحكم وبعد ان انصت باهتمام وصبر لاقوال الاطراف طلب منهم الحضور في اليوم التالي الي بيته الخاص لعقد اجتماع بحضور مدراء شركة " ريتسوي" دون ان ينسى انه اوضح لمدير شركة " غلوبوس " ضرورة ان ينفذوا اوامره بشكل تام .

في اليوم التالي حضر مدراء شركة " غلوبوس " الى بيت المجرم للمشاركة في " النقاش والبحث " بناء على التعليمات التي تلقوها في بيت الحارس ولاحظ مدراء شركة غلوبوس ان مائير ينوي حسم الموضوع وصار املهم الوحيد ان لا يتعرضوا للاذى الجسدي .

وبعد فترة تدخل مائير في القضية عمقا وتفصيلا توصل الى نتيجة مفادها بضرورة نقل القضية لرجل " مختص " واوضح للحضور بانه شخصيا سيعمل على تعيين محكما للنظر في القضية وبعد فترة من " المشاورات " مع شركة غلوبوس اعلن بانه سيفتتح عملية التحكيم التي سترجي في مكتب المحاماة " مرام دوحوت " واستمرت عملية التحكيم طيلة عام كامل بمشاركة المحامي اساف برام الذي روى للمحكمة كيف وصل المجرم مائير الى مكتبه وتعرف على قدراته واختاره ليكون محكما علما بان المحامي لم يكن يعرف شخصية مائير .

وفي الفترة الاخيرة وحين اتضح بان مائير لن يطلق سراحه من السجن وان هناك امكانية لتسليمه للولايات المتحدة قررت شركة غلوبوس الهروب من فخ التحكيم كما اوضحت للمحكمة بقول ممثلها " بعد ان اعتقل قادة الاجرام على يد الشرطة وانخفض مستوى تهديدهم وان لم يختف نهائيا لم يبق امامنا سوى تقديم طلب اخلاء طرفنا من التحكيم المفروض".