الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

"الحكام الضحية" * بقلم : خضر ابو عبارة

نشر بتاريخ: 17/09/2010 ( آخر تحديث: 17/09/2010 الساعة: 14:43 )
في لقاء طغت عليه المصالحة وتصفية الاجواء على خلفية الاشكالية التي حصلت في المباراة النهائية في بطولة اندية بيت لحم في كرة السلة بين فريقي ارثوذكسي بيت لحم وفريق ابداع الدهيشة والتي انتهت بفوز الارثوذكسي على ابداع وبالاعتداء على حكمي المباراة جريس الحذوة وفؤاد كنعان، التقى العديد من الرياضيين وممثلي الاندية المحلية والاتحاد الفلسطيني لكرة السلة ووزارة الشباب والرياضة بالاضافة الى جاهة كريمة ضمت شخصيات اجتماعية ووطنية وذوي الاهتمام في حديقة النادي الارثوذكسي العربي الرياضي في بيت جالا.

وقد انتهى اللقاء الرياضي-العشائري بتطييب خواطر المعتدى عليهم وفض الاشكال باجواء عكست روح التسامح والاخوة والروح الرياضية التي يتميز بها حكامنا المحليين لا سيما حكام كرة السلة.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه مرارا وتكرارا والذي بات يطرق بقوة على طاولة الاتحاد الفلسطيني لكرة السلة هو متى ستنتهي معاناة هؤلاء الحكام الذين لا يستقيم عليهم سوى وصف "الحكام الضحية" او "الحكام المطسة" ؟؟؟؟ متى ستنتهي العربدة ويتوقف منطق الزعرنة والاستزلام في الملاعب السلوية ؟؟؟ متى سنرتقي الى مستوى هذه اللعبة المخملية البعيد عن الغلاظة والتي تتميز عن غيرها باللياقة والفن والابداع والجمال والذوق الرفيع؟؟؟

فضرب الحكام السلويين بات ظاهرة تستوجب الوقوف امامها، وانا شخصيا شاركت في اكثر من لقاء مصالحة كان الحكم فيها جميعا، ان لم يكن الحكم نفسه في غير مرة، هو الضحية والمعتدى عليه والامر المحزن والمثير للشفقة ان هؤلاء الحكام بشخوصهم المحددة هم العامل الثابت في المعادلة اما المتغير فهو المعتدي.

وفي كل مرة تتوجه جاهة كريمة عشائرية ورياضية بعضها ثابت وبعضها متغير مطالبين الضحية بالتنازل وابداء الكرم والتسامح على اعتبار ان التسامح والكرم جزء من طبيعتنا العربية والشرقية وينتهي اللقاء ببوسة الراس المعهودة وبتنازل الحكم المغلوب على امره عن كامل حقوقه بخاطر او دون طيب خاطر.

وهو الامر الذي يلقي بقفاز التحدي امام الاتحاد الفلسطيني لكرة السلة وامام اللجنة الاولمبية الفلسطينية لا سيما وان رياضتنا الفلسطينية تشهد تحولا نوعيا وتطورا قفزيا اعاد الثقة بنا وبالجهود الادارية والفنية المبذولة ليس على المستوى المحلي والعربي وحسب بل وعلى المستوى الدولي حتى يمكننا القول اننا بتنا جزءا لا يتجزأ من المنظومة الرياضية العالمية.

ان المستوى الجديد الذي بلغته رياضتنا المحلية واستجابتها للكثير من المعايير الدولية على مستوى الهيكلة والبناء تتطلب استجابة وتغييرا حقيقيا في الاخلاق والسلوك والروح الرياضية. فالرياضة اخلاق وذوق رفيع وفن وليس مجرد انتصار وهزيمة.

لقد باتت الاتحادات الرياضية الاداة التنظيمية المباشرة ومعول البناء في الملاعب الرياضية ، ولذلك فان الاستمرار في عملية البناء والنهوض بمستوى ادائنا وسلوكنا في الملاعب يتطلب اتحادا قويا متماسكا قادرا على اتخاذ القرارات الجريئة دون مواربة او محاباة او تردد.

اننا نهيب بالاتحاد الفلسطيني لكرة السلة ان يتحمل مسؤولياته ويقف بجدية امام ظاهرة الحكام "المطسة" هؤلاء الذين باتوا مثارا للشفقة والالم والحزن لما يتعرضون له في الملاعب....بل ان بعضهم تنحى جانبا واعتكف عن التحكيم بينما يقف البعض الاخر على منصة الانتظار مهددين بالانسحاب اذا ما استمرت هذه الظاهرة حتى نجد انفسنا بدون حكام سلويين.... ولعلنا نطرق جدار خزان الاتحاد بقوة متسائلين: متى تتوقف اعمال الزعرنة والبلطجة السلوية !!! متى تتوقف ظاهرة ضرب الحكام !!! متى تتوقف مهزلة الحلول العشا-رياضية ليحل محلها القرارات الرياضية والاجراءات التأديبية الصارمة.
اننا نصرخ فهل من مجيب؟؟؟؟

* رئيس النادي الارثوذكسي العربي الرياضي – بيت جالا