الأحد: 06/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

شبيبة فتح في دير بلوط نموذج للاعتماد على الذات والعمل من بيت لبيت

نشر بتاريخ: 18/09/2010 ( آخر تحديث: 18/09/2010 الساعة: 07:22 )
رام الله- معا-تقدم تجربة منظمة الشبيبة الفتحاوية في قرية دير بلوط بمحافظة سلفيت نموذجا ساطعا لقدرة المجتمع المحلي على النهوض بذاته اذا توافرت الارادة والانتماء والعمل التطوعي الحثيث.

هذه هي خلاصة تقرير أصدرته "الشبيبة" في موقع دير بلوط، عن عملها وانجازاتها خلال الأشهر الأربعة الماضية.

ففي قرية دير بلوط المحاذية للخط الأخضر والمحاطة بالمستوطنات من كل جانب والمطوقة بجدار الفصل العنصري، قرر مجموعة من الشبان الذين لا تتجاوز أعمارهم العشرينيات أن يأخذوا زمام المبادرة في مشروع تنموي للنهوض بواقع البلدة البعيدة عن المدن الرئيسية والتي طالما اشتكى سكانها من التهميش.

لم ينتظر هؤلاء الشبان دعماً دولياً أو تحفيزاً من أي مسؤول بل بادروا للعمل، ثم وجدوا أن الدعم الرسمي ممكن أمام حقيقة الانجاز، حسب داود خالد عبدالله الطالب الجامعي الذي يتولى مسؤولية المنسق لموقع القرية.

وعلاوة على دورهم في متابعة شؤون شبان القرية وبشكل فردي في أغلب الحالات بغرض الإرشاد والتنمية، تمثل الشبيبة الفتحاوية شبان القرية لدى بلدية دير بلوط وتعبر عن رأيها قولا وفعلا في كل صغيرة وكبيرة، في مثال واقعي على الاشراك الناجح لشريحة الشباب في اتخاذ وتنفيذ القرار المجتمعي.
ولمجموعة الشبان في منظمة الشبيبة الفتحاوية في القرية نشاط واسع على شبكة الانترنت وخصوصا في مجال التواصل مع المغتربين من أبناء القرية.
وعلى صعيد الأنشطة، يقول عبدالله "بادرنا لإقامة مخيم صيفي لأطفال القرية بسبب حاجتهم الماسة للتطوير التربوي والترفيه نظراً لواقع القرية التي يخنقها جدار الفصل والمستوطنات". ويضيف عبدالله ان المخيم "حقق نجاحا لافتا حيث كان تقييمه 97%، واختتم بمهرجان كرمنا خلاله طلبة الثانوية العامة".

ومثل المهرجان الختامي للمخيم حالة فريدة في قرية كدير بلوط، فلأول مرة يعبر أطفال القرية عن مواهب دفينة في مجال الدراما والموسيقى وغيرها من المجالات.

وبعد المخيم، نظمت الشبيبة افطارا رمضانيا جماعيا تحت رعاية محافظ سلفيت عصام أبو بكر، ما ساهم في تمتين الأواصر الاجتماعية والروح الوحدوية لدى أبناء القرية.

وفي هذه الأيام، يبدو مقر الشبيبة في موقع دير بلوط، الذي تم تكريسه لهذا الغرض حديثا جدا، وكأنه خلية نحل من الأنشطة. فيلاحظ الزائر انعقاد دورات تدريبية مختلفة منها ما هو في مهارات الاسعاف الأولى ودورات أخرى في إعداد الكوادر الشبابية ولقاءات مختلفة لأبناء البلدة واستقبالات لوفود وزائرين.
ومع بداية الفصل الدراسي الأول، شكلت منظمة الشبيبة الفتحاوية لجانا للشبيبة الثانوية بمدارس البلدة وكان هناك اقبال مميز من الطلبة والطالبات للانخراط في نشاط زملائهم.

ويقول عبدالله إن منظمة الشبيبة كانت "حريصة كل الحرص على التنسيق والتعاون مع كافة مؤسسات البلدة وخارجها، من بلدية وناد ومدارس ومراكز وأهالي القرية".

ويضرب منسق الشبيبة مثلاً على ذلك بلقائهم سفير دولة فلسطين في دولة روسيا الاتحادية د.فائد مصطفى، وهو أحد أبناء البلدة، الذي قدم لهم دعما ماديا ومعنويا، ووعد بتشبيك جهودهم مع جهود مؤسسات روسية رديفة.

عندما تسأل داود عبدالله عن سر نجاحه، وهو الشاب صغير السن، مع بقية زملائه، في إشاعة التفاؤل والأمل بالتغيير في قرية بعيدة، لطالما شعر أهاليها بمرارة التهميش، يجيبك: الاعتماد على الذات، والعمل من بيت لبيت.