الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

دعم مالي مع وقف التنفيذ * بقلم : ياسين الرازم

نشر بتاريخ: 18/09/2010 ( آخر تحديث: 18/09/2010 الساعة: 20:54 )
استبشرت الاندية المقدسية اخيراً خيراً عندما قررت وزارة شؤون القدس ومحافظة القدس ووحدة القدس في ديوان الرئاسة ومديرية الشباب والرياضة مجتمعة في شهر تموز الماضي وفي اجتماع رسمي حضره ابرز الشخصيات الرسمية ورؤساء الاندية واحتضنه مقر المحافظة بضاحية البريد تخصيص ميزانيات شهرية ثابتة لاندية القدس داخل جدار الفصل العنصري وعددها ثلاثة وعشرين نادياً وبأثر رجعي من شهر ايار الماضي تتراوح بين الف واربعة الاف دولار للنادي الواحد .

ونشرت الصحف المحلية والمواقع الالكترونية الرياضية على صدر صفحاتها هذا الخبر غير المسبوق وهذا القرار المسؤول وتعاونت الاندية المقدسية واستجابت على وجه السرعة في توفير المستندات والوثائق الادارية والمالية التي طلبت منها كشرط اساسي لصرف المخصص عن اشهر ايار وحزيران وتموز ، وبذل مدير الاندية في مديرية القدس جهوداً طيبة ومشكورة لاستكمال جمع المستندات المطلوبة من الاندية التي حددت اوجه الصرف والزمت نفسها بالتزامات مالية مختلفة ما رتب عليها ديوناً لم تكن في الحسبان ومنها من انخرط بالدوريات الرياضية ومنها من يستعد للمشاركة في الدوريات والمسابقات الرياضية واشترى اللوازم الرياضية للفرق على امل الالتزام بالصرف ومع مرور الايام باتت هذه الاندية تضرب اخماس بأسداس وباتت اداراتها مطالبة بتسديد الديون بعد ان لم يتم صرف اي مبلغ رغم مرور اكثر من الشهرين على الاجتماع وصدور القرار .

ان اندية القدس ليست كغيرها من الاندية ، وان كنت لا احبذ الخوض في هذا الموضوع الا ان الامانة تفرض علي الحديث عن القدس وهموم مؤسساتها ومنها الرياضية ، ولا ابالغ اذا ما قلت ان معظمها باتت عاجز عن الوفاء بأبسط المصاريف التشغيلية فما بالكم ونحن نعيش في عصر الاحتراف الرياضي الذي حول ادارات الاندية المقدسية من رموز وطنية ورياضية واجتماعية الى متسولين يستعطفون الشركات واصحاب رؤوس الاموال واهل الخير لمدهم ولو بالقليل من المال للوفاء بالتزامات المالية المستحقة عليهم لشركات الباصات واصحاب المحلات الرياضية وشركات الهاتف والمياه والكهرباء ومالكي مقرات الاندية التي اغلبها مستأجرة .

قد يقول قائل ان النادي الذي لا يستطيع مجاراة عصر الاحتراف ولا يستطيع تجنيد الاموال والجهات الداعمة فليغلق مقر ه ويلغي نشاطاته ويسرح لاعبيه ويلزم بيته وبالعامية ( اللي معوش ما بلزموش ) واذا كان هذا المنطق هو السائد او الذي قد يسود في المستقبل نقول ان الاندية في القدس هي المؤسسات الوحيدة التي ما زالت تعمل وتكد وتتعب وتعمل اداراتها بشكل طوعي لايمانها الراسخ بمدى اهمية ان تبقى مقرات هذه الاندية مفتوحة امام الشباب المقدسي المستهدف في كل امر من امور حياته ، فلذلك ستبقى هذه الاندية مفتوحة امام الشباب المقدسي ويجب ان تبقى كذلك لان البديل مر وصعب ،لاننا لانريد ان نساهم بفتح العشرات من المقاهي الجديدة في افضل الاحوال ، و اريد الاستزادة في الامر خشية الوقوع في المحظور من القول .

اوجه كلامي بالدرجة الاولى الى دولة رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض وعطوفة محافظ القدس المهندس عدنان الحسيني ووكيل وزارة الشباب والرياضة موسى ابو زيد ورئيس وحدة القدس في ديوان الرئاسة المحامي احمد الرويضي والدين كانت لهم اياد بيضاء في دعم البرامج والانشطة والمشاريع الصغيرة في القدس والى كل من كان له علاقة او مساهمة مشكورة في استصدار هذا القرار متمنياً عليهم جميعاً اتخاذ الاجراءات الكفيلة والتي من شأنها الاسراع في صرف المستحقات المتأخرة للاندية المقدسية ، فما زلنا في القدس وسنبقى نفتخر بمؤسسانتا الرسمية وبكم و نسعى لان تأخذ دورها الوطني والسيادي في معركتنا مع الاحتلال من خلال تمسكنا بمؤسساتنا الرياضية والحفاظ عليها عليها وعلى وجهها المقدسي الفلسطيني وقلبها وقالبها الوطني .