الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

عمالنا: العمل بالمستوطنات ليس خيارنا المفضل ونتمنى أن ترحل مصانعهم

نشر بتاريخ: 19/09/2010 ( آخر تحديث: 19/09/2010 الساعة: 13:55 )
القدس- معا- عندما وجه السؤال لمجموعة كبيرة من العمال الفلسطينيين الذي يعملون بالمجمع الصناعي بركان وبعدة مصانع مختلفة وخصوصا مصنع كيتر بلاستيك، هل هناك تناقض بين عمل العمال بتلك المصانع وبين حملة المقاطعة على بضائع المستوطنات؟؟ من جهة وهل هذا يؤثر على عملكم بتلك المصانع؟؟ وهل أنتم جاهزون لترك العمل بالمستوطنات؟؟، جاءت هذه الأسئلة الأكثر تعقيدا في حياة العامل الفلسطيني من جمعية شعب متضامن الفرنسية وناشطات إسرائيليات يعملن في مؤسسة ماذا نربح من الاستيطان؟ (وهي مجموعة نسائية ناشطة ضد المستوطنات)، وجاء اللقاء بالتعاون بين جمعية عنوان العامل والإتحاد العام لنقابات عمال فلسطين.

في البداية قام العمال بشكر كل الأشخاص الذين يعملون بحملة مقاطعة منتجات المستوطنات بالعالم، وأعربوا جميعا أنهم مع المقاطعة وطالبوا بعدم دمج وخلط الأوراق في هذه القضايا الحساسة، فعملهم بالمستوطنات ليس خيارهم المفضل، ولو وجدوا فرصة عمل جيدة لتركوا العمل فورا، فما نسبته أكثر من 95% من العمال الذين يعملون بتلك المصانع هم عمال مستغلون من قبل مشغلهم سواء بالأجر والحقوق أو بطبيعة وظروف العمل، أو بالاثنين معا، ولو خُيّر العمال جميعا بين إغلاق ورحيل المصنع وبين البقاء فيه لاختاروا أن يغلق المصنع ويرحل من مناطقهم، ولكن قسوة العيش وظروفهم وصعوبة الحياة دفعتهم للعمل هناك، رغم معرفتهم أنهم يستغلونهم كثيرا، وأن تلك المصانع لم تأت للتخفيف من معاناة العمال بل زادت من حجم الاضطهاد الذي يتعرضون له.

فالاستيطان والمستوطنات أقيمت بالأراضي الفلسطينية المحتلة منذ بداية الاحتلال عام 67، أي أنها نشأت مع نشأة الاحتلال، والمناطق الصناعية الإسرائيلية الموجودة أقدم مصنع أقيم بها بعد عام 1985، وجاءت تلك المصانع إما من أجل استغلال العمال لتوفر أيادي عمل رخيصة أو للتهرب من استحقاقات قانون العمل الإسرائيلي أو لأنها مصانع تعمل تلوث بيئي خطير بالمنطقة وبالتالي عملها داخل إسرائيل سيلزمها بتوفير وسائل حماية متقدمة ومكلفة وعملها هنا سيخفف من الضغط عليها وبالتالي تتهرب من هذه الاستحقاقات، فلذلك الخلط بين الاستيطان والعمل داخل المصانع، خلط غير حقيقي وقفز بالهواء.

وطالب العمال كل الجهات المختصة بالسلطة الفلسطينية، بمعالجة هذه الملف بهدوء وحكمة وتروٍ وبمسؤولية عالية، من جهة توفير فرصة عمل حقيقية لهم وعدم رميهم بالعراء وعدم تركهم يواجهون ذلك المصير لوحدهم وتمكينهم من العمل بما يتقنوه من مهارات اكتسبوها، والمحافظة على مستحقاتهم المالية التي يجب أن يحصلوا عليها مقابل سنوات عملهم الكثيرة بتلك المصانع، وعدم تضييع تلك الأموال عليهم وبالتالي توفير هذه الأموال على أصحاب المصانع كملايين الشواقل التي ضاعت على العمال الفلسطينيين بمراحل سابقة، وهذه الأموال تمكنهم بالحد الأدنى من عمل شيء ما بحياتهم.

جمعية شعب متضامن اقترحت وبالتعاون مع جمعية عنوان العامل والإتحاد العام لنقابات عمال فلسطين أن يتم العمل على متابعة انتهاكات العمال وتوعيتهم والدفاع عن حقوقهم العمالية، وتوحيد صفوفهم وتشكيل لوبي ضاغط دولي على أصحاب المصانع من أجل توفير حياة كريمة لهم، والبحث عن كل المخارج القانونية التي تحمي حقوق العمال بتلك المصانع بحال تركهم العمل بشكل مفاجئ.

وقد أكد العمال بأن أصحاب العمل بدأوا بالاتصال بشركات تشغيل عمال أجانب لاستبدالهم بالعمال الفلسطينيين، وأي عامل يطلب أن ينهي عمله دون حقوق أو بحقوق زهيدة يوافق صاحب المصنع رغم حرفية ومهنية وخبرة العامل الفلسطيني.