الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

تبرئة الشرطي الاسرائيلي قاتل الشهيد حازم أبو الضبعات من القدس

نشر بتاريخ: 20/09/2010 ( آخر تحديث: 20/09/2010 الساعة: 17:10 )
القدس- معا- برأت "الوحدة القطرية للتحقيق مع أفراد الشرطة في وزارة القضاء الإسرائيلية"، الشرطي الاسرائيلي رتسون بورا قاتل الشاب المقدسي حازم عادل "محمد حافظ" أبو الضبعات من سكان حي الثوري في القدس المحتلة من تهمة قتل الشهيد أبو الضبعات، وأوصت بإعادته إلى عمله في شرطة تل أبيب، بعد أن خلصت تحقيقاتها إلى أن ما حصل لم يكن متعمدا.

بدوره وصف وائل أبو الضبعات عم الشهيد حازم قرار وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة في وزارة القضاء الإسرائيلية بتبرئة القاتل بأنه نزل على العائلة نزول الصاعقة، وشكل صدمة كبيرة لها، في وقت لا تزال المحكمة الإسرائيلية تنظر في القضية، وتستمع إلى إفادات كل من أمجد شاهين وفتى قاصر في السابعة عشرة من عمره كانا مع الشهيد لحظة قتله بدم بارد اللذين أكدا أن حازم قتل وهو ملقى ووجهه على الأرض بينما يداه مكبلتان خلف ظهره، فيما تمارس الشرطة على المعتقلين المذكورين ضغوطا شديدة لإرغامهما على تغيير إفادتهما لتتطابق مع ادعاءات الشرطي القاتل مقابل إطلاق سرحهما.

ودعا أبو الضبعات وسائل الإعلام المحلية والأجنبية العودة إلى مقابلة أجراها التلفاز الإسرائيلي في قاعة المحكمة مع الشاهد أمجد شاهين يوم عرضه على المحكمة في الرابع عشر من أيلول يؤكد فيها "أن الشرطي وبعد أن ألقى بالشهيد حازم على الأرض وصفه بابن الزانية، فما كان من الشهيد إلا أن رد عليه الشتيمة وقال له بل أنت ابن الزانية، عندها سارع الشرطي باطلاق النار على ظهر حازم فأرداه قتيلا".

وأضاف:" ما جرى لابن شقيقي تؤكده جرائم قتل عديدة اقترفتها عناصر الشرطة بحق مواطنين فلسطينيين سواء من القدس أو من داخل الخط الأخضر وانتهت بتبرئة القتلة بل ومكافأتهم كما حدث مع 36 عملية قتل تمت في غضون الأعوام الثلاثة الماضية، ومن أبرز من قضوا شهداء بهذه الطريقة الشهيد زياد الجولاني قبل أكثر من 3 أشهر، ومن قبله سمير داري سائق سيارة الأجرة من العيسوية، وغيرهما كثير..".

واتهم عم الشهيد حازم وحدة التحقيق مع الإراد الشرطة بالتواطؤ في كل جرائم القتل التي اقترفها شرطيون إسرائيليون، وقال:" أتحدى أن تكون هذه الوحدة أصدرت وعلى مدى سنوات عملها تقريرا أو حكما ينصف الضحايا من الفلسطينيين، بل غالبا ما انتهت تحقيقاتها إلى القول بـ" عدم وجود أدلة"، "الأدلة ضعيفة"، مشيرا إلى أنه كان تقدم في السابق بثلاث شكاوى ضد عناصر من الشرطة اعتدوا عليه انتهت بتبرئة المعتدين.

وختم أبو الضبعات حديثه بالقول "أن قرار تبرئة القاتل رتسون بورا لن يمنع العائلة من ملاحقته قضائيا حتى ينال جزاءه كقاتل ارتكب جريمته بدم بارد، ولم يكن هناك أي مبرر لما قام به اللهم العنصرية المتفشية في صفوف الشرطة والتي تمنح غطاء من أعلى المستويات الرسمية سواء في الحكومة اليمنية المتطرفة أو من قبل قيادة الشرطة التي أعلن مفتشها العام توفير كامل الدعم للقاتل ورصد لهذا الغرض 100 ألف شيكل من ميزانية شرطته".

وعبر زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية عن استهجانه واستغرابه الشديدين لقرار وحدة التحقيق مع عناصر الشرطة بتبرئة القاتل حتى قبل أن تقرر المحكمة والجهات القضائية الحكم على جريمة القتل هذه.

وقال :"هناك شهود يجب الاستماع إلى شهاداتهم ممن رافقوا الشهيد لحظة إعدامه، وما تؤكده رواياتهم أن رفيقهم قتل بدم بارد وهو ملقى على الأرض، ولم يعرض عناصر الشرطة لأي خطر، كما أن الروايات تفند ادعاءات الشرطي بأنه كان ينظف سلاحه وانطلقت رصاصة بالخطأ.

وطالب الحموري بمحاكمة القاتل وتقديمه إلى القضاء، لكنه أعرب عن تشاؤمه حيال تحقيق ذلك، خاصة أن جميع جرائم القتل التي راح ضحيتها فلسطينيون انتهت بتبئة القتلة، أو إصدار أحكام مخففة جدا عليهم انتهت بإطلاق سراحهم.

وكانت وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس نشرت قبل يومين تقريرا اشتمل على إفادات دحضت رواية الشرطة الإسرائيلية بشأن استشهاد الشاب أبو الضبعات، ويستدل من المعلومات التي حصل عليها باحثو الوحدة، أن النار أطلقت على الشاب أبو الضبعات وهو ملقى على الأرض ويداه مقيدتان خلف ظهره ما ينسف رواية الشرطة الإسرائيلية التي ادعت أن إطلاق النار تم بعد إيقاف الشبان وخلال قيام أحد عناصر الشرطة بتنظيف مسدسه انطلقت رصاصة "بطريق الخطأ" فأصابت الشهيد في صدره ما تسبب بوفاته على الفور.

ووفقا لإفادة عائلة الشهيد، فقد كان نجلها حازم البالغ من العمر 22 ربيعا من سكان حي أبو طور بالقدس -الثوري – في رحلة استجمام في تل أبيب مع اثنين من أصدقائه، ولدى وصولهم منطقة تل أبيب طلب منهم شرطي إسرائيلي التوقف، لفحص أوراقهم الثبوتية، وكذلك رخص السيارة التي تعود لوالد الشاب امجد شاهين من سكان حي كفر عقب شمال المدينة. ولكن الشرطي الإسرائيلي لم يكتف بالتأكد من صحة أوراق الأصدقاء الثلاثة، بل قام بشتم الشباب، فما كان من الشاب أبو الضبعات إلا أن رد عيه بالمثل، وعلى الفور قام ذلك الشرطي بتقييد يدي "حازم" إلى الخلف وألقى به أرضا، ثم قام ذلك الشرطي بإطلاق النار على الشاب "حازم" الذي كان مقيدا ووجهه إلى الأرض!.