مركز حقوقي: قرار وزير السياحة الاسرائيلي نقلة نوعية في مخططات التهويد
نشر بتاريخ: 21/09/2010 ( آخر تحديث: 21/09/2010 الساعة: 09:28 )
القدس- معا- اشار تقرير لوحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية صدر اليوم الثلاثاء، الي أن قرار وزير السياحة الإسرائيلي ستاس ميسيجنيكوف بتخصيص مبلغ 5 ملايين شيقل، لما أسماه "مواقع سياحية إسرائيلية" في البلدة القديمة وبلدة سلوان، وحي الشيخ جراح في المدينة، يمثل نقلة نوعية جديدة، في مخططات التهويد الإسرائيلية لمدينة القدس، وتغيير طابعها العربي والإسلامي.
واعلن ميسيجنيكوف يوم اول امس الاحد، عن قرار وزارته تخصيص مبلغ 2 مليون شيقل لدعم مشاريع استيطانية يهودية في بلدة سلوان، أو ما أطلق عليه "مدينة داود"، إضافة إلى مبلغ مليون ونصف المليون شيقل للبؤر الاستيطانية، وما يسمى مغارة الصديق "شمعون" في حي الشيخ جراح، ومثل هذا المبلغ أيضا خصص لمشاريع استيطانية يهودية داخل البلدة القديمة من القدس.
ويأتي القرار الإسرائيلي هذا بدعم مشاريع استيطانية في البلدة القديمة ومحيطها، تاليا لقرار اتخذه وزير المعارف الإسرائيلية قبل أقل من عام بتعزيز ما أسماه "الروابط الثقافية والعقيدية" لطلبة المدارس في إسرائيل مع التراث اليهودي في القدس، من خلال إلزام هؤلاء الطلبة بزيارة المدينة المقدسة وأحياء سلوان والشيخ جراح مرتين في العام، وتخصيص نحو 5 ملايين شيقل لهذا الغرض.
واشار تقرير مركز القدس إلى أن بلدية الاحتلال في القدس بالتعاون مع وزارة السياحة وسلطة الآثار الإسرائيلية، بدأت منذ نحو عام ورشة بناء ضخمة في أحياء بلدة سلوان خاصة في وادي حلوة وعين اللوزة وبئر أيوب، فيما انتهت من قبل بتحويل منطقة وادي الرباب جنوب سلوان إلى متنزه كبير ومنطقة سياحية من الدرجة الأولى، إضافة إلى بناء عشرات الوحدات الاستيطانية على سفح التلة المشرفة على تلك المنطقة لتتداخل مع بيوت المواطنين في حي الثوري المجاور.
ويرتبط رصد هذه المبالغ الضخمة بمشاريع أخرى جاري العمل بها، مثل شبكة الأنفاق الممتدة داخل مساحة واسعة من بلدة سلوان، تبدأ بما يطلقون عليه مدينة داود وتتجه نحو عين سلوان التاريخية، ومن هناك تتجه هذه الأنفاق المسجد الأنفاق مخترقة أسفل عقارات المواطنين في وادي حلوة، وتسببت العام الماضي ومطلع هذا العام بوقوع عدن انهيارات أرضية كان أخطرها الانهيار الذي وقع في أرضية مدرسة وكالة الغوث مطلع العام المنصرم وأسفر في حينه عن إصابة 17 طالبة.
ونوه التقرير إلى أن معظم هذه المشاريع تتم تحت مسمى تطوير البنية التحتية لبلدة سلوان، في حين أن الوقائع على الأرض تشير إلى أن ما يجرى هو تعزيز وجود نحو 40 بؤرة استيطانية في البلدة في إطار مخطط شامل يرمي إلى تهويد بلدة سلوان وجعلها يهودية خالصةـ تزامنا مع ما يجري من حفر للأنفاق في محيط المسجد الأقصى وأسفله، وما ينفذ من أعمال توسعة تتم على مدار الساعة في باحة البراق، والتخطيط لبناء مبنى ضخم بمساحة تزيد عن 600 متر مربع، وربط تلك المنطقة بمركز القدس الغربية عبر نفقين جاري العمل بهما في هذه المرحلة.
وكانت سلطات الاحتلال قامت خلال السنتين الماضيتين بتفكيك دار الإمارة الأموية جنوب غلاب المسجد الأقصى، ونقلت بعضا من حجارتها الضخمة التي تزن 5 أطنان إلى باحة الكنيست الإسرائيلي، فيما استخدمت الحجارة الأخرى في بناء حديقة إسمنتية ومسرح بملاصقة الجدار الجنوبي للمسجد للأقصى تعرض فيه كل عام عدة عروض فنية وأفلام عن التاريخ اليهودي المزعوم في المدينة المقدسة.
في حين شهد العام 2010 تعزيزا بناء الكنيس اليهودية على بعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصى، كما هو الحال بالنسبة لكنيس الخراب الذي أثار افتتاحه مطلع هذا العام مواجهات عنيفة أصيب خلالها عشرات المقدسيين.
واتخذ القرار الإسرائيلي ببناء هذا الكنيس في العام 2001، وفي حينه تم إقرار تمويل بنائه عبر ميزانية متعددة من عدة وزارات إسرائيلية.
وفي سنة 2003 انطلق المشروع التهويدي برسم المخطط الشامل للكنيس، وقبل نحو 4 سنين بدأ بناء الكنيس فعليا واستمر إلى هذه اللحظة، وبحسب المصادر العبرية فإن تكلفة البناء وصلت إلى نحو 45 مليون شيقل (نحو أكثر من 10 مليون دولار أمريكي)، وساهم في التمويل إضافة إلى وزارات المؤسسة الإسرائيلية، عدد من "الأثرياء" اليهود، وبحسب مصادر عبرية فإن هؤلاء المتبرعين اليهود تبرعوا لبناء الكنيس اعتقادا منهم أنّ بناء "كنيس الخراب" يرتبط ببناء الهيكل الثالث المزعوم ويعتبر خطوة متقدمة من خطوات بناء الهيكل الثالث المزعوم ، وليس أدل على ذلك من الإعلان الذي نشر مؤخرا باللغتين العبرية والإنجليزية واعتبار يوم 1632010م، اليوم التالي لافتتاح "كنيس الخراب" على انه اليوم العالمي من أجل بناء الهيكل، وقد سبق وان نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مقالا وخبرا عن نبوءات يهودية حول نفس الموضوع.
وأوكل بناء "كنيس الخراب" إلى شركة استيطانية تابعة للحكومة الإسرائيلية تسمى "شركة تطوير الحي اليهودي في البلدة القديمة بالقدس"، وفي قرار حكومي إسرائيلي آخر فقد أوكلت مهام إدارة "كنيس الخراب" إلى ما يسمى بـ "صندوق تراث المبكى" وهي شركة تابعة للحكومة الإسرائيلية تتابَع بشكل مباشر من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، علما بأن أن مديري الشركتين الحكومتين هم من غلاة المستوطنين اليهود، في حين أن أن وزراء متعاقبين في المؤسسة الإسرائيلية قاموا بزيارة ومتابعة بناء "كنيس الخراب".
ويقف على رأس أهداف بناء "كنيس الخراب" اختلاق تاريخ عبري موهوم بالإضافة إلى محاولة إخفاء معالم المسجد الأقصى المبارك خاصة منظر قبة الصخرة، بصفته المعلم الأوضح والأبرز في القدس وعبر جميع جهاتها، لهذه الأسباب تعمّدت المؤسسة الإسرائيلية جعل بناء "كنيس الخراب" بناء مقببا عاليا وكبيرا، وهي تتعمّد نشر صور لـ " كنيس الخراب " على انه " المعلم الأبرز " في البلدة القديمة بالقدس، وتشير مصادر عبرية أن لقبة الكنيس 12 شباكاً، تُظهر أن الكنيس هو المعلم الأكثر ارتفاعا في البلدة القديمة بالقدس، وأن مخططات الاحتلال بالنسبة لـ "كنيس الخراب" ليست جديدة بل تعود إلى أعوام 1948 م وعام 1970م، حيث أشارت مصادر عبرية قبل نحو سنة ونصف انه تم العثور على بقايا أسلحة داخل الموقع الذي يتم فيه بناء " كنيس الخراب "، حيث خبأت عصابات الهجاناة هذا السلاح في أحد أقبية الموقع، كما أن الاحتلال قام عام 1970م ببناء قوس في الموقع إشارة إلى التخطيط المستقبلي لبناء "كنيس الخراب".
ويوجد في موقع كنيس الخراب كان بناء عثماني، ضمن الأبنية الإسلامية التي كانت بجانب المسجد العمري، وأن "كنيس الخراب" اليوم يقام على أرض وقفية وعلى حساب بيوت فلسطينية تابعة لحارة الشرف، وهي حارة كبيرة في البلدة القديمة بالقدس فشل الاحتلال بالاستيلاء عليها عام 1948 م، ووقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م، حيث تم الاستيلاء عليها وطرد أهلها الفلسطينيين، وهدم أغلب البيوت، وإقامة حي استيطاني كبير سماه الاحتلال " حارة اليهود" .
وكان موقع عبري باسم "فيرست نيوز" نشر خبرا مفاده أن أحد وزراء المؤسسة الإسرائيلية وهو وزير العلوم والتكنولوجيا، طالب بإضافة المسجد الأقصى على قائمة "التراث اليهودي"، وانه كان من الخطأ عدم إدراجه في القائمة التي أعلن عنها في وقت سابق، كما وطالب "هرشكوفيتس" بإقامة وبناء كنيس يهودي داخل المسجد الأقصى، كبناء مؤقت الى حين بناء الهيكل الثالث المزعوم، وأشار موقع "فيرست نيوز" إلى أن أقوال "فيرست نيوز"، جاءت في مقال نشرته دورية عبرية تسمى "عولام قطان" - " العالم الصغير ".
كما افتتح كنيس آخر باسم أوهيل اسحق عند نهاية ملتقى شارع الواد بساحة البراق، وهو مكون من 6 طوابق ثلاثة منها أرضية والثلاثة الأخرى ترتفع فوق الأرض وتطل مباشرة على ساحات المسجد الأقصى، في حين يقدر عدد الكنس والمدارس الدينية والمعاهد التلمودية اليهودية ومقرات الجمعيات الاستيطانية المنتشرة جميعها حول المسجد الأقصى بنحو 60 كنيسا ومدرسة ومعهدا تدار جميعها من قبل حاخامات نشطاء في جمعيات يهودية ناشطة في التحضير لبناء الهيكل، وتتلقى دعما غير محدود من قبل وزارات إسرائيلية مختلفة مثل وزارتي البناء والإسكان والسياحة وبلدية الاحتلال.
كما توجد نحو 70 بؤرة استيطانية يقطنها أكثر من ألف مستوطن وتتوزع في معظمها حول المسجد الأٌقصى في شارع الواد، عقبة الخالدية، عقبة السرايا حارة السعدية، برج اللقلق، وشارع السلسلة، فيما توسع انتشار هذه البؤر إلى الحي المسيحي في المدينة المقدسة خاصة في سوق الدباغة، ومنطقة الجبشه.
ولا تشمل هذه البؤر الاستيطانية الحي اليهودي الذي أقيم على أنقاض حارة الشرف الفلسطينية بعيد سقوط المدينة بأيدي الاحتلال في العام 1967، حيث يقطن هناك قرابة ثلاثة آلاف مستوطن.
وتشير آخر المعطيات الديمغرافية إلى أن عدد سكان البلدة القديمة من المقدسيين الفلسطينيين تصل إلى نحو 36 ألف مقدسي، مقابل نحو أربعة آلاف مستوطن يقطنون داخل الحي اليهودي وفي البؤر الاستيطانية السبعين.