الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

قصة يوسف مع لم شمل زوجته هل يعيد الأمل لمئات الفلسطينيين؟

نشر بتاريخ: 21/09/2010 ( آخر تحديث: 21/09/2010 الساعة: 17:09 )
بيت لحم- معا- كثيرة هي قصص المعاناة والألم التي يعيشها ابناء الشعب الفلسطيني بفعل الاحتلال وممارساته، فكيف عندما يكون جل ما يصبو اليه الفلسطيني بطاقة هوية تمكنه من العيش بحياة طبيعية بعيدة عن التشتت والغربة؟.

المواطن يوسف جعاريم (49 عاما) من مدينة نابلس، والذي يشغل منصب المدير العام بوزارة الداخلية، يحلم بحصول زوجته على تصريح زيارة مؤقت لها، لتعيش في الضفة الغربية الى جانبه وجانب وابنائها بعد 10 سنوات من الغياب القسري عن الوطن.

الحكاية بدأت في الـ 22 من آب عام 2000 بعد زواج يوسف التقليدي من فتاة فلسطينية الاصل شاءت لها الاقدار ان لا تحمل هوية بلدها، والقدر نفسه دفعها الى السفر لزيارة اهلها في الاردن بعد تصاعد وتيرة انتفاضة الاقصى، فكانت زيارة مؤقتة، واصبحت فيما بعد نفيا قسريا أديا لحرمانها من العودة ليس لشيء سوى انها لا تحمل ما يثبت انها فلسطينية، فلا الاولاد ولا الزوج يشفعون لها للاقامة في بلدها امام القوانين الاسرائيلية "الجائرة".

طاقم "معا" زار يوسف في منزله الذي يُخيّل لك عند دخوله انه لشاب أعزب وليس لاب وأم وطفلين، حاول يوسف منذ لحظة دخول الطاقم ان يشرح له انه صاحب قضية انسانية على الرغم من منصبه وعلاقاته، وقال: "تعبت، وحياتي ليست طبيعية، وانا اعاني نفسيا واجتماعيا وجسديا وماديا، ولم اترك اي باب الا وطرقته لحل مشكلتي، ولو مؤقتا بحصول زوجتي على تصريح زيارة"، مضيفا "الكثيرون كانوا ياتون الي بحكم موقعي ويشتكون من قضايا شبيهة او مماثلة لقضيتي ولم اكن املك امامهم سوى رواية قصتي لهم، هم يخففون من همي وانا احاول التخفيف من همهم".

تحدث يوسف لطاقم "معا" عن حياته كيف يأكل؟ وكيف يرتب منزله؟ وكيف يمارس نشاطاته الاجتماعية المحدودة؟، وعلاوة على ذلك كيف يهتم بابنه وابنته اثناء تواجدهم معه، فهو اصر على تسجيل ابنائه في هويته، حتى لا يتكرر ما حصل مع والدتهم، وتكلم مطولا عن حلمه في حياة مستقرة، وعن الامه واماله، وابسطها، رؤية زوجته لمنزلهما الذي لم تراه مزدانا باثاثه"

وبعد لقاء مطوّل معه، زفّتْ وكالة "معا" البشرى التي لم تخطر على بال يوسف يوما، الذي ذهب لتقديم طلب تصريح لزوجته يوم عيد زواجه، في 22 من الشهر الماضي، وتم قبول طلبه في 992010، بعد أن تكلم طويلا عن معاناته، اذا برئيس هيئة الشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ يتصل مع يوسف ليخبره بالنبأ السعيد بالموافقة على قدوم زوجته والذي تغيّرت عند سماعه ايماءات وتقاسيم وجهه ولم يصدق الخبر في البداية، ضحك كثيرا تنهد كثيرا وبعدها بدأت دموعُه تنهمر، لانه بسماعه الخبر عادت له الحياة مبتسمة فلقاء الاحباب قد اقترب.

أول ما قاله يوسف بعد سماعه الخبر "في تاريخ 991999 افرج عني من سجون الاحتلال بعد اعتقال دام ثماني سنوات وكنت محكوما بـ40 عاما فاعتبرت هذا التاريخ يوم ميلادي، واليوم 992010، اصبح يوم ميلادي الثاني بعد الامل في عودة عائلتي تحت سقف بيت واحد" واستطرد قائلا: "سنوات الاسر والعزل ساعدتني في تحمل الم الوحدة وكذلك الامل والتفاؤل، ودائما اقول ان زوجتي وابنائي يحملون جزء كبيرا من المعاناة التي عشتها واعيشها"

قصة يوسف واحدة من مئات القصص التي جرعها الاحتلال قهرا وعنوة لابناء الشعب الفلسطيني، ومعاناته بالحصول على تصريح زيارة لزوجته بارقة امل تحققت فاعادت له الروح التي كانت تسافر كل يوم للقاء الاحبة، وبانتهائها تعيد ملف الحق في الاقامة والتجنس للطاولة، وتستدعي ضرورة حل هذه القضية جذريا، ففلسطين حق لكل من يسري في عروقه الدم الفلسطيني.