الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

شهود عيان يروون مشاهد من حالة الرعب التي تنتاب الجنود الاسرائيليين شمال غزة وهم يقصفون اهل غزة

نشر بتاريخ: 09/07/2006 ( آخر تحديث: 09/07/2006 الساعة: 18:38 )
غزة- معا- هشام زقوت يجيد اللغات الفارسية، الألمانية، الإنجليزية والعبرية، تم سجنه مع كافة أفراد عائلته بمن فيهم والدته الطاعنة في السن في غرفة واحدة في بيت لاهيا إبان الاجتياح.

بجانبه كانت اثنتان من بنات أخيه القادم من كندا وهما لا تجيدان اللغة العربية بالمطلق, وعندما بدأ القصف سمعن بعض الأعيرة النارية في السماء فتوجسن رعباً، يوم الأربعاء الماضي فقط وبعد أن استيقظ المواطنون وجدن دبابات الاحتلال وقد صوبت فوهاتها أمام أبواب المنازل ومن ضمنها منزلهن في حي الإسراء غربي بيت لاهيا شمال مدينة غزة، وأطربن أسماعهن بزخات كثيفة من نيران الطائرات المروحية فسقطت أكثرها داخل الشرفات وانهار بفعل الدبابة الباب الخلفي للمنزل بما فيه الشرفة المحيطة بالمطبخ.

الاحتلال لم يتوقف عند ذلك بل استمر لاحتلال بعض المنازل واقتحم منزل محمد زقوت وأجتاحه يفتش عن شيء مجهول ومن ثم حاصرهم في غرفة واحدة وأغلق عليهم الباب واعتلى الطابق الرابع العلوي وبدأ بإسقاط كافة النوافذ الزجاجية بالرشاشات وبدأ بالأكل والشرب من معلبات جاهزة واستعمال المنزل وكأنه صاحبه.

أما أصحاب المنزل الأصليون فبقوا صامتين مرغمين على الصمت فقط ينظرون عبر نافذة، بعد أن أنذرهم الاحتلال من النظر إليهم بالخارج، دون ماء أو كهرباء أو غذاء فقط قطرات قليلة يقطرهم الاحتلال بها، تم الاستيلاء على ثلاجة المنزل وحماماته وكافة وسائل ضخ المياه وبدأت جرافة الاحتلال بتجريف الحديقة المنزلية المحيطة والاراضي الزراعية الممتدة حتى آخر النظر.

هشام حاول الحديث مع أحد الجنود وسمع أحاديثهم أيضاً وكان منها على حد قوله:" كم نكره هذه المهمة"، " ما لنا وما لغزة"" غزة مثل القبر لا نريد أبداً أن نخدم هنا".

وعندما سنحت له الفرصة للحديث معهم غمزه أحد الجنود في آخر لحظات الاجتياح قائلاً:" ساعتين ونغادر المنطقة"، فالجيش الإسرائيلي وحسب كافة الشهود في مناطق الإسراء، التوام، السيفا والعطاطرة كانوا مجبرين على دخول غزة وغير راغبين بالمطلق مع ما شاهدوه من مقاومة عنيفة، ورغم الآلة العسكرية التي ساندتهم من زوارق حربية حيث تبعد المنطقة التي تم اجتياحها عن البحر قرابة 500 متر فقط، بالإضافة إلى دبابات ومجنزرات وجرافات عاثت بالبيوت والأراضي الزراعية فساداً وقطعت كافة شبكات الكهرباء والمياه والري والآبار والهاتف والاتصالات والدفيئات الزراعية.

العديد من الشهود العيان في دوار السلاطين حيث حي الإسراء أكدوا انهم رأوا قرابة 30 آلية عسكرية وقد أصابتها قذائف وصواريخ المقاومة الفلسطينية، وقال بعضهم أن الجنود كانوا يبكون بشدة أثناء نقل الطائرات المروحية لبعض قتلاهم وجرحاهم ولكن الاحتلال كعادته لم يعترف بأي إصابات سوى قنص جندي كان يعتلي دبابة ولا يعترف أبداً كعادته أيضاً بالواقع النفسي لجنوده الذين يجبرون على لعب لعبة الموت والقيام بدور القاتل والمقتول في أي لحظة.