الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

من وحي الذاكرة * بقلم : محمد العباسي

نشر بتاريخ: 22/09/2010 ( آخر تحديث: 22/09/2010 الساعة: 08:33 )
كيف ذهبت الى ... أثينا
قال الله تعالى :
" من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب"
صدق الله العظيم

خلق الله الكون في ستة أيام واستوى على العرش ليتابع ويشرف على هذا الكون الواسع بعد أن أنزل الكتب السماوية الثلاث الى رسله عن طريق الوحي وفي عصور مختلفة لتتبع الأمم هذه الكتب فحظي متبع شرائع الله بالرضا من رب العالمين وباللعنة لمن قام بغير ذلك واعتبر نفسي ولحسن الحظ أنني من الصنف الأول ولذلك أعطاني رب العزة ما استحق وما أريد فحققت بذلك كافة الطموحات التي كنت أحلم بها بل زيادة على ذلك روعة الايمان بالله التي طغت على كافة أنحاء جسمي .

القدر ساقني دون سابق علم الى مقر وزارة الشباب والرياضة برفقة زميلي في العمل الأخ منذر نصرالله لمناقشة جدول أعمال المؤتمرالرياضي " يداً بيد نحو رياضة أفضل " مع المدير العام للنشاطات الرياضية في الوزارة وعند الوصول الى ورقة عمل الايدلوجية الاولمبية اختلف الاثنان فيمن سيقوم بعرضها فاذا بالدكتور راسم يونس يقول أنت ابا الرائد من سيقوم بذلك لأني أعلم بأنك يوماً قد كتبت شيئاً عن اللجنة الأولمبية وما عليك الا أن تقوم بتعديل هذه الورقة لعرضها في المؤتمر وقمت بالموافقة على ذلك ولم أكن أدري يوماً بأن هذه الورقة ستكون أحد الشروط الأربعة التي ستأخذني الى أثينا .

نعم ... الى أثينا مدينة الحكمة ... مدينة الايكروبولس ,
وفي الشهر السادس من العام 2004 رن الهاتف في مكتبي فاذا بالصديق والزميل أحمد البخاري على الطرف الآخر يسألني سؤالاً غريباً نوعاً ما هل ترغب بالسفر الى أثينا ؟ فضحكت , فسألني مستغرباً علام هذا الضحك فقلت من في هذا الكون لا يرغب في الذهاب الى أثينا لحضور الأولمبياد ومن تم اختياره لذلك يكون قد ولد ليلة القدرلأنك تدري بأن السفر في رحلة كهذه لا يمكن الحصول عليها بسهولة لوجود اجسام رياضية متعددة بالوطن لها سلطة الاختياربالاضافة الى وجود ( الشللية ) المقيتة وكنت اعلم جيداً بأنه لن يكون لي حظاً وافراً في مثل هذه الرحلات لأنني للأسف لن أجد أي جسم سيرشحني لذلك ...

أقول للأسف لأنها هذه حقيقة وسطنا الرياضي في ذلك الوقت ولأنك تعرف مدى علاقاتي بهذه الاطراف وعدم رضاهم عني وكثرة الشكوى من كتاباتي النقدية فاذا به يفاجئني ويقول بأن الرحلة سوف تخضع للمنافسة وأن لها شروط أربعة وأنت في رأيي تملك القدرة على هذه المنافسة والفوز بها وأن منافسك الوحيد فقط الاعلامي حسين عليان والذي يعمل في التلفزيون الفلسطيني حينها أيقنتُ أن الموضوع أصبح جدياً وعليّ أن لا أفوت هذه الفرصة ويجب عليّ أن أقوم بسؤال الصديق " أبو حسام" عن الشروط الأربعة اللازمة للمنافسة حيث أخبرني بها وهي :

أولاً : أن يحمل المنافس بطاقة إعلامية دولية سارية المفعول .
ثانياً : أن يكون المنافس عمل أو يعمل محرراً رياضياً في وسيلة مقروءة .
ثالثاً : إجادة اللغة الانجليزية .
رابعاً : أن يكون المنافس قد كتب شيئاً عن اللجنة الأولمبية.

والشرط الرابع هو الذي دفعني القدر إليه وكان منحة من رب العالمين ومن حيث لا أحتسب بالمشاركة في مؤتمر الشباب والرياضة وصدق زميلي أحمد البخاري على قدرتي بالمنافسة على هذه المشاركة فالبفعل فزت بها لأن الشروط الأربعة قد أنطبقت عليّ وغادرت الى أثينا بعد موافقة اللجنة الاولمبية الدولية على ذلك وقد علمت من الصديق عماد عكة ممثل اللجنة الأولمبية بالقدس في حينه بأن اللجنة الأولمبية الفلسطينية قامت بتصوير ورقتي عن الايدولوجية الأولمبية مئة نسخة وتوزيعها في غزة .

وفي هذه العجالة لا بد أن أنوه الى الدور الكبير الذي لعبه الزميل الإعلامي أحمد البخاري في هذه الرحلة والى الأريحية وعدم الأنانية التي تمتع بهما مما يجعلني ألا أنسى فضل هذا الانسان ما حييت ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله .