الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

حماس تقول إن مصر وافقت على التعديل والأحمد يحمل الرفض إلى دمشق

نشر بتاريخ: 22/09/2010 ( آخر تحديث: 22/09/2010 الساعة: 19:21 )
بيت لحم- غزة- خاص معا- قلّل عزام الأحمد رئيس وفد حركة فتح للمصالحة، من التفاؤل إزاء التوصل إلى اتفاق وشيك للمصالحة بين حركتي فتح وحماس ينهي الانقسام الفلسطيني، في وقت حاولت حركة حماس أن تعطي إشارات لحدوث تقدم ما في جهود المصالحة، بعد اللقاء الذي جرى بين رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل والوزير عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية في مكة قبل حوالي اسبوعين.

وبينما يحزم الأحمد امتعته للتوجه إلى دمشق الخميس، وعلى جدول أعماله لقاء قادة حماس هناك، جدد رفض حركته القاطع لإجراء أي تعديل على الورقة المصرية، كما تطالب حركة حماس، التي ترفض التوقيع على تلك الورقة التي تم التوصل اليها بوساطة مصرية في 28 أيلول 2009، إلا بعد أن يتم التوصل إلى اتفاق حول ورقة تفاهمات تطالب الحركة بالحاقها بالورقة المصرية.

وأكد الأحمد في حديث للزميل كريم عساكرة، أنه سيلتقي في دمشق بقيادة حركة حماس ليسمع منها ما ستطرحه، إلا أنه أبدى عدم تفاؤل بحدوث تغيير على موقف حماس، التي اتهمها باتباع أسلوب الإثارة الإعلامية بين الحين والآخر للتغطية على موقفها، "لو أنها حريصة لوقّعت على الورقة المصرية في 15 تشرين الاول من العام الماضي".

وفي حديث أجراه الزميل أيمن أبو شنب مع القيادي في حركة حماس أيمن طه، قال إن مصر لا تمانع أن يكون هناك توافق فلسطيني- فلسطيني حول الملاحظات المقدمة على الورقة المصرية ومن ثم التوقيع على اتفاق للمصالحة تكون الورقة والتفاهمات الفلسطينية مرجعية لتنفيذه.

وقال طه لـ "معا" إن عمر سليمان، أبلغ خالد مشعل أن مصر لا تمانع من قبل أن يكون هناك اتفاق فلسطيني- فلسطيني، ومن ثم التوقيع على ورقة المصالحة الفلسطينية".

وأضاف "أننا سمعنا هذا الكلام لأول مرة ولذلك سنفحص ذلك على الأرض من خلال اللقاء مع حركة فتح"، مشيرا إلى ان الرئيس محمود عباس كان قد ابلغ جهات فلسطينية انه لا يريد إغضاب مصر.

ورد الأحمد على تصريحات القيادي في حماس بالقول: "إن تصريحات أيمن طه غير صحيحة ويبدو أنه غير ملم بالحقائق، فمصر لم يكن لديها فيتو على التفاهمات الفلسطينية لأنها ليست طرفا في الخلاف".

وأضاف أنه "عندما أعدت الورقة المصرية في 28 أيلول 2009 في القاهرة، بمشاركة وفد من حماس على رأسه خالد مشعل، راعت فيها بعض أراء حماس وعبرنا عن استيائنا ورغم ذلك وقعنا"، قائلا: "بشأن موضوع التفاهمات أبو مازن اول من صرح بموقف حركة فتح وأنا ابلغت قيادة حماس عشرات المرات انه سيتم مراعاة ملاحظات جميع الفصائل بما فيها فتح وليس حماس وحدها".

وفي رده على موقف فتح الرافض لإجراء أي تعديل على الورقة المصرية، اعتبر أيمن طه تصريحات عزام الأحمد تعطيلا لجهود المصالحة، مؤكدا أن المشكلة ستكون لدى فتح، وقال: "نحن جاهزون على أن يكون هناك توافق على الورقة المصرية، وورقة التفاهمات الفلسطينية هي مرجعية التنفيذ".

وبشأن لقاء الأحمد في دمشق قيادة حماس، أكد طه انه سيتناول موضوع المصالحة، معربا عن أمله أن يكون اللقاء ايجابي.

وقال: "إن المصالحة مستمرة ومقدمة على غيرها رغم الخلافات، ومن غير المقبول ان تستمر حركة فتح في إجراءاتها من تنسيق أمني مع الاحتلال وملاحقة قيادة الحركة وعناصرها بالضفة ومن ثم الحديث عن المصالحة".

أما عزام الأحمد، فقد رأى أن لقاءاته الجديدة مع قيادة حماس تاتي في إطار سلسلة متواصلة من اللقاءات المماثلة كان آخرها لقاء قبل عيد الفطر بيومين مع ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان، وقبل رمضان أيضا جرى بين الاثنين لقاء مماثل، قال الأحمد إنه افضى الى تفاهمات على بعض النقاط، ولكن سرعان ما خرجت حماس في غزة لتنفي أن يكون اللقاء ايجابيا، وحمدان نفسه تحدث في احد اللقاءات الصحافية بتناقض فمرة وصفه بالايجابي ثم عاد وتراجع عن حديثه، وفق ما قال الأحمد.

وأشار إلى أنه طلب من أسامة حمدان أن لا تستخدم حماس اللقاءات بينها وبين فتح ذريعة لاتهام الأخيرة بمحاولة توفير غطاء للمفاوضات مع اسرائيل، إلا أنه وبحسب- عزام الأحمد- خرج حمدان على فضائية "المنار" ليوجّه الاتهام لفتح باستخدام الحوار كغطاء للمفاوضات.

وبشأن الأوضاع في الضفة الغربية، واتهامات حماس لحركة فتح، لم ينف الأحمد وجود توتر ولكنه نفى أن يكون لحركة فتح أي تدخل في ما تقوم به الاجهزة الأمنية في الضفة من نشاطات، كما أن فتح وبعض الفصائل تطاردها أجهزة الأمن التابعة لحماس في غزة وهذه "ثقافة الانقسام"، حسب تعبيره.

وطالب عزام الأحمد وسائل الإعلام بأن تمتنع عن الحديث بشأن المصالحة مالم يكن هناك شيء جديد على الأرض، وان لا تحول هذه القضية إلى "مهني ملهاة"، و"سوق عكاظ" مبتذل.

ورداً على سؤال عن موقفه من حركة حماس وهو يلتقي قادتها بشكل مستمر، رد الأحمد بالقول "ما زلت مقتنعا في كل لقاءاتي مع حماس أن الحركة ليس لديها إرادة وقرار لانهاء الانقسام والتوقيع على المصالحة، فشبكة علاقاتها ومصالحها تمنعها من إنهاء الانقسام، مع العلم أن أكبر خطر يهدد الشعب الفلسطيني استمرار انفصال الضفة الغربية عن قطاع غزة.

وبشأن الجهود التي يبذلها رجل الاعمال منيب المصري للوساطة بين حركتي فتح وحماس، والموجود في غزة للقاء قيادة الأخيرة، قال أيمن طه: "إن المصري يواصل جهوده المستمرة لبلورة موقف وهناك بعض الأفكار ولكن لا يوجد أي جديد في الموضوع سوى الاستمرار في جهوده لإنهاء الانقسام".

فيما رأى الأحمد أن حركة فتح لا تتعامل مع أي وساطة من طرف فلسطيني سواء شخصية أو فصيل، لانه لا يوجد حواجز بيننا ونناقش مع حماس مباشرة القضايا، ولكن من حق الجميع أن يتحرك".