خلة: قضية استرداد جثامين الشهداء والمفقودين مسيّسة ضد الفلسطينيين
نشر بتاريخ: 22/09/2010 ( آخر تحديث: 22/09/2010 الساعة: 18:57 )
رام الله -معا- اكد سالم الخلة منسق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء على أن قضيّة استرداد الجثامين لو كانت قضية قانونية بحتة، لتمكن الأهالي من استرداد جثامين أحبائهم بسرعة، لكن المحكمة الإسرائيلية العليا مسيّسة ضد الفلسطينيين، خاصة إذا ما تعلّق الأمر بالإفراج عن فلسطينيين "دون مقابل". فيما أشار إلى أن الإسرائيليين يدّعون الخوف الدائم على "أمنهم"، "فما الخطر الذي يمثله شهداء محتجزون في ظروف لا إنسانية؟".
كان ذلك ضمن اجتماع سنوي عقدته القيادة الوطنية لحملة استرداد جثامين الشهداء أمس في مقر مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان في رام الله، قدّم فيه الخلّة منسق الحملة تقريراً يستعرض فيه انجازات العام المنصرم وأبرز اتجاهات العمل المقترحة للعام القادم، والتنظيم لفعالية اليوم الوطني للحملة الذي كان في 27 آب، والذي سيعقد في 2 تشرين الأول في قصر الثقافة في رام الله.
فيما أكّد الخلة على أن الجنازات الرمزية التي خرج فيها أهالي الشهداء ستتحوّل إلى جنازات حقيقية، وتمثّلت أولها بجنازة الشهيد مشهور العاروري الذي تمكن العاملون على الحملة من تحرير جثمانه في آب الماضي. متأكداً أن العام القادم سيأتي وتتحرر فيه عشرات من الجثامين المحتجزة في مقابر الأرقام، ليستردوا أحبتهم وتكحيل عيونهم بزيارتهم في مقابر ترد لهم كرامتهم كشهداء يستحقون العناء الذي تبذله كل القوى الوطنية والشعبية.
ويرى الخلة أن القضية أصبحت قضية دولية، وقبل ذلك قضية إجماع وطني لم يسبق لها مثيل، والجميع يعمل من أجل تدويلها، خاصة بعد النتائج الملموسة التي حققتها الحملة من خلال الإفراج عن جثمان الشهيد العاروري، بجهود شبكة من التحالفات الوطنية. كما أشار إلى أن الجامعة العربية التي تبنت قرارات الحملة وتوجهاتها، ساعدت كثيراً في تعميم هذه القضية وإيصالها إلى العالم، أضف إلى ذلك أن وسائل إعلامية عالمية أسهمت في نشر القضية وتدويلها.
وأشار الخلة في نقاط إلى الخطوات الأساسية القادمة، تتمثل في ضرورة العمل على استكمال عملية التوثيق، التي وصلت حتى الآن إلى 320 حالة تقريباً، وتمثّل حسب تقدير العاملين في الحملة ما نسبته 90% من الحالات، فيما يرى أن من المهم الالتفات إلى الحالات الخارجية في الدول العربية، مثل سوريا والأردن، لأن الشهداء العرب لا يقلّوا أهمية عن الشهداء الفلسطينيين، ودمهم وكرامتهم واحدة، لأنهم ضحّوا من أجل فلسطين.
وشدّد الخلة على أهمية استمرارية العمل الجماهيري إلى جانب العمل الوطني والسياسي، لأن العمل من أسفل السلم يضمن التقدّم بشكل صحيح، كما أضاف "ما حكّ جلدك مثل ظفرك، هذه قضية تهم أبناءنا وآباءنا وأهلنا المستشهدين، وليس من المعقول أن نركن على عملهم وحدهم دون الوقوف صفّا واحداً". كما طالب الصليب الأحمر من هذه الناحية تفعيل دوره الذي اقتصر على نقل الرسائل، وأن يكون أداة ضاغطة على الحكومة الإسرائيلية، لأن القضية قضية عادلة وإنسانية. كما أكّد على أن الظروف التي يقع تحتها الشهداء المحتجزون ظروف لا إنسانية، وعلى الصليب الأحمر المطالبة بحق كرامة الشهيد، مستشهداً بما يعرف بالقوانين الدولية.
وأشار الخلّة إلى ضرورة استمرارية الضغط على حكومة السلطة الفلسطينية لإشراك الوزارات والسفارات في تبنّي الحملة و دعمها عالمياً ومحلياً، ويثمّن إدراج مطلب استرداد جثامين الشهداء إلى المطالب الفلسطينية من الحكومة الإسرائيلية.
وأكّد الخلة على أن الممارسات الإسرائيلية باتت مفضوحة أمام الرأي العالمي، ويساعدهم ذلك في الضغط بشكل مضاعف على الحكومة الإسرائيلية وكسب الرأي العالمي في قضيتهم الحقوقية، مشكلين عجلة دوارة للضغط ضد السياسة العنصرية التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
وأشار الخلة إلى الخطوة الكبيرة القادمة التي تتعلق بعقد مؤتمر للأسرى في المغرب منتصف الشهر القادم، من أجل تعريف العالم العربي والعالم بقضية الأسرى. كما يسعى القائمون على الحملة إلى عقد مؤتمر وطني يستدعى فيه شخصيات اعتبارية من الوطن العربي والعالم.
وأكّد عصام أبو الحاج مدير مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان على أن العمل يجب أن يكون عملاً مشتركاً، كل واحد من موقع مسؤوليته، لأن القضية بحاجة إلى نفس طويل، خاصة أن التعامل يقتصر مع عدوّ انمحت من قاموسه الإنسانية. ورغم أن عمر الحملة لا يتعدّى العامين، إلا أن الإنجازات التي عملتها الحملة متقدّمه، وعلى القوى الوطنية العمل على استمرارية هذه الحملة حتى استرداد كامل الشهداء المحتجزين.
فيما أجمع الحاضرون من مؤسسات ومراكز ولجان شعبية على أن قضية استرداد جثامين الشهداء قضية مثقلة بالهموم وتحتاج إلى تظافر الجهود الشعبية والرسمية، وعلى الجميع العمل بشكل تحالف قوي يضمن استرداد الجثامين كحق لا رجعة عنه.
وأشار شريف الشحرور من طولكرم كمسؤول في لجنة الحملة في محافظته إلى أن التجارب تثبت أن العمل الجماعي هو الأمر الأكثر فعالية من أجل زيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية، وزيادة الوعي إلى هذه القضية الجوهرية بين أبناء الشعب الفلسطيني.
وفتح الحوار، فأكّد أبو الرائد وهو شقيق أحد المفقودين أن قضيتهم لا يجب أن تظلّ طيّ الكتمان والنطاق المحلّي، بل يجب أن يعرف بها العالم أجمع، خاصة أن أهالي المفقودين يعانون بشكل مضاعف إذ أنهم لا يعرفون مصير أبنائهم.
وطالب أشرف أبو مصلح من نابلس وهو ابن الشهيد عيسى أبو مصلح الذي استشهد عام 1969 وتحتجز الحكومة الإسرائيلية جثمانه منذ ذلك الوقت، بضرورة الكشف عن مصير الشهداء وأماكن احتجازهم، وأهمية الحملة في استرداد الجثامين لدفنهم بما يليق بكرامتهم الإنسانية.