داخلية المقالة تكشف عن اعتقال "شبكة عملاء" واعترافات "خطيرة"
نشر بتاريخ: 23/09/2010 ( آخر تحديث: 23/09/2010 الساعة: 15:24 )
غزة - معا - أعلنت وزارة الداخلية بالحكومة المقالة اليوم الخميس، أنها ضبطت شبكة من العملاء الذين شاركوا في عدة مهام طلبت منهم من قبل جهاز المخابرات الإسرائيلي داخل قطاع غزة منذ الانتفاضة الأولى وحتى ما بعد الحرب على غزة شتاء 2008-2009.
وأكدت الوزارة على لسان الناطق باسمها خلال مؤتمر صحفي أمه كل الصحفيون بغزة اليوم على أن جهاز الأمن الداخلي بالوزارة ضبط عددا كبيرا من بين فئة قليلة ضلت من أبناء قطاع غزة وتعاونت مع الاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على أن القانون فوق الجميع وأنها لن تسمح بأخذ القانون باليد.
وتابع الناطق باسم الوزارة م.إيهاب الغصين قائلا :" أن الاحتلال فشل في تحويل قطاع غزة لمستنقع من العمالة والخيانة مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية بالتابعة للحكومة المقالة نجحت في توجيه ضربة موجعة للاحتلال".
وحول الإشاعات التي انتشرت بالقطاع قبل خروج وزارة الداخلية بهذا المؤتمر للكشف عما أسمته "شبكة من العملاء"، قال الغصين أن الإشاعة نبعت من مصدرين هما :" الاحتلال الإسرائيلي ومواقع صحافية تابعة لحركة فتح".
ونفى الغصين إشاعات طالت رموزاً وقطاعات خدماتية أو أمنية بالشارع الغزي قائلا :" أنه على سبيل المثال بالقطاع الصحي فإنه يجري التحقيق مع معتقل واحد وما روج عن اعترافات قيل انه اعترف بها ليست دقيقة".
وصرح الغصين باسم واحد من قال انه من العملاء وهو ج. س وكان طبيباً وتمكن من الهرب إلى رام الله مشدداً على انه مطلوب للعدالة في غزة.
وكشف الغصين خلال المؤتمر عن اعتقال شبكة من العملاء "عدد كبير" أدلوا باعترافات خطيرة قال :" انهم تورطوا إما في رصد ومتابعة أماكن ومواقع المقاومة وبيوت القيادات الفلسطينية من أجل استهدافها حيث تم استهداف بعضها بالفعل او في زرع عبوات في أماكن المرابطين ومواقع التدريب للمقاومة بهدف قتلهم وانفجر بعض من هذه العبوات في المواطنين وأدى إلى استشهاد وإصابة الكثيرين".
واضاف الغصين ان اخرين استفادوا من حالة الانقسام في تجميع معلومات أمنية، متهما عناصرا تتبع لحركة فتح بذلك، بتجميع معلومات عن قيادات في الحكومة والفصائل الفلسطينية وتحركاتها، ورابعاً عملاء عملوا على اختراق فصائل المقاومة لتحقيق العديد من المهام المخابراتية تجاه عناصر ومواقع هذه الفصائل.
وقال الغصين أن الأجهزة المختصة نجحت في الحصول على اعترافات خطيرة وكشفت العديد من العملاء الذين وقفوا وراء عمليات اغتيال لقيادات من المقاومة وتنفيذ سياسة مخابرات العدو تجاه الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة.
واستعرضت الداخلية في مؤتمرها بعضاً من الجرائم التي تم كشفها، تمثلت في قيام العملاء بجمع المعلومات الأمنية وإرسالها لمخابرات الاحتلال و"هو الأمر الذي يدعم ما سمي ببنك الأهداف والذي اعتمد عليه جيش الاحتلال في تحديد الأهداف المراد قصفها" كما قال الغصين.
وقال الغصين: "من بين المعلومات التي ترتب عليها جرائم قتل، اغتيال القائد العام لسرايا القدس الشهيد ماجد الحرازين في 17/12/2007، حيث تم ضبط العميل الذي قام بتحديد منزل القائد في سرايا القدس ماجد الحرازين والذي طلب منه ضابط المخابرات الاسرائيلي الذهاب إلى منزل ماجد وإعطائه رقم سيارته المتوقفة أمام منزله والتي كانت من نوع سكودا بيضاء وتحمل لوحة أرقام أمامية"، مضيفاً: "بعد إعطاء الرقم توجه المذكور إلى منزله وبعدها بساعتين سمع المذكور نبأ استشهاد المجاهد ماجد الحرازين فاتصل على الضابط والذي اخبره بان يذهب إلى منزل ماجد الحرازين للتأكد من خبر استشهاده ورصد ما يحدث هناك".
وتابع: "تم ضبط العميل الذي يقف خلف استهداف الاحتلال لمجموعة من كتائب شهداء الأقصى فجر الاثنين 7/6/2010 خلال تدريبهم على شاطئ البحر مما أدى إلى استشهادهم وهم الشهيد إبراهيم الوحيدي، والشهيد فايز الفيري، والشهيد حامد ثابت، والشهيد نائل قويدر، والشهيد محمود راضي، والشهيد زياد راضي، كما تم ضبط احد العملاء الذين أدلوا بمعلومات خطيرة عن مجموعة من المقاومين أثناء تنفيذ ما يعرف باسم غزوة الخيول بتاريخ 8/6/2009 والذي أدلى بمعلومات مفصلة عن مكان تحركهم ما أدى إلى استهدافهم من قبل قوات الاحتلال".
وواصل الغصين: "قام احد العملاء بمتابعة وتحديد منزل م. نزار عوض الله وتم استهداف المنزل وتدميره في الأيام الأولى من الحرب، إضافة إلى الإبلاغ عن تجمع لمواطنين مقابل مدرسة الشقيري – جباليا – فتم استهدافهم واستشهد المواطن مصعب الجعبير، وأًصيب أربعة آخرين في تاريخ 26/11/2007، كما تم بتاريخ 1/3/2008الإبلاغ عن تجمع لعناصر الشرطة مقابل مركز شرطة خانيونس لتم استهداف جيب الشرطة واستشهاد رأفت حمد، وفي 15/4/2008 اتصل ضابط المخابرات بأحد العملاء وسأله عن إبراهيم أبو علبة قائد كتائب المقاومة الوطنية في ساعات العصر وطلب منه الاتصال عليه ومعرفة مكانه ليقوم بإبلاغ الضابط بمكانه وبعد ساعات يسمع صوت انفجار فعرف المذكور بأن إبراهيم أبو علبة تم استشهاده".
واستعرض الغصين أمثلة من المعلومات المنسوبة لأكثر من عميل حول إبلاغ مخابرات الاحتلال عن العديد من الأهداف والتي تم قصفها خلال الحرب على غزة في ديسمبر 2008، قائلاً: "تم في 13/1/2009 الإبلاغ عن منزل آل أبو جياب ومنزل أبو هاني الكردي مما أدى إلى استهدافهما واستشهاد كل من أسامة أبو جياب واحمد مصطفى أبو عيشة، بينما في 2/1/2009 قام احد العملاء بتحديد منزل غازي أبو عيادة ومنزل فؤاد الحلبي لتم قصف المنزلين بعد يومين من التحديد، وفي 17/1/2009قام احد العملاء بالاتصال على ضابط المخابرات وأبلغه بأن هناك جيب يتبع المقاومة يقف أمام منزل وليد فاضل وبه صاروخ ليتم قصف المنزل واستشهد همام عيسى".
وأضاف الناطق باسم الداخلية: "أبلغ احد العملاء مخابرات الاحتلال عن ثلاثة مقاومين من ألوية الناصر وتم استهدافهم بالقرب من مستشفى كمال عدوان واستشهدوا من بينهم محمد بارود وتامر السيلاوي، إلى جانب الإبلاغ عن منزل قامت كتائب القسام بتفخيخه لاستهداف الوحدات الخاصة على جبل الكاشف وتم استهدافه، كما أبلغ أحد العملاء مخابرات الاحتلال عن وجود سلاح خفيف في جيب ماجنوم تابع لمركز شرطة الزيتون ليتم قصفه مباشرة وإصابة عبد الرازق الفيومي, وقد ابلغ عن الجيب الماجنوم الآخر التابع للمركز وتم استهدافه واستشهاد محمد الهواري وإصابة شخص آخر اسمه احمد.
وأضاف: "أبلغ العملاء مخابرات الاحتلال عن منزل عماد شابط ومنزل أبو محمود حسونة ومؤسسة الجريح "شارع يافا, بجوار مسجد المحطة" ومخرطة مقابل مؤسسة الصخرة ومنزل مقابل مدرسة الهاشمية وآخر مقابل مسجد المحطة يعود لآل حميد ليتم قصفهم بعد الإبلاغ عنهم مباشرة، كما تم تحديد منزل القائد القسامي الشهيد عيسى البطران مما أدى إلى استشهاد زوجته وأربعة من أبنائه خلال حرب الفرقان مع الإشارة أن القائد القسامي عيسى البطران التحق بعائلته في31/7/2010، أضف إلى ذلك قيام احد العملاء في 5/1/2009م بمتابعة والإبلاغ عن منزل زكريا أبو عيشة (قائد في كتائب القسام) مما أدى إلى استهداف منزله واستشهاد ستة من أفراد عائلته وذلك خلال حرب الفرقان".
وتطرق الغصين خلال المؤتمر إلى الحديث عن أحد العملاء الذين كان لهم دور خلال الحرب، مشيراً إلى أنه صاحب ملف أمني لدى الأجهزة الأمنية المقالة، حيث أنه اعتقل طرف جهاز الأمن الداخلي بتهمة أخرى سابقا، وأثناء انتظار إنهاء الإجراءات القانونية اللازمة لاعتقاله وصدور قرار باعتقاله، قال الغصين :"تواصل مع السلطة في رام الله وبالتنسيق مع مخابرات الاحتلال لينجح بالهرب إلى رام الله"، مؤكداً أن المدعو "ج.س" متهم بالعمالة مع وجود دلائل تؤكد هذه التهمة و"سيتم متابعة إجراءات محاكمته غيابياً".
وبين أن العملاء تمكنوا من تجهيز معلومات لبنك الأهداف اسلارائيلي تحضيراً لعدوان جديد على قطاع غزة، من بينها: "تحديد المؤسسات والسيارات التي تتبع حماس بمنطقة النصر ومعسكر الشاطئ، كما تم تحديد وتصوير مؤسسات وجمعيات تابعة لحركة حماس وفصائل المقاومة الأخرى، إلى جانب تحديد منازل لقيادات من القسام في رفح، ومنازل من أبناء حركة حماس في الشمال، وأخرى لعدد من رجال المقاومة ومن فصائل مختلفة في الشمال".
وقال ان هناك مهام إجرامية قام بها العميل لنفسه منها وضع عبوات ناسفة وتتبع المقاومة وتم اعتقال البعض البعض وهم في طور الإعداد، إحداها أدت لبتر ساق احد المواطنين برفح واستشهاد أحد عناصر كتائب القسام وان اخرين شاركوا الاحتلال في الاجتياحات وتنفيذ اعمال بحق المقاومين من بينهم عميل اعترف بالمشاركة في اختطاف القيادي بالقسام مهاوش القاضي برفح .
من جانبه كشف المسؤول في جهاز الأمن الداخلي ابو عبد الله لافي عن أجهزة تنصت وتصوير زود بها العملاء لوضعها بالأماكن التي يحددها رجل المخابرات الإسرائيلي وعرض البعض منها امام الصحفيين.