الثلاثاء: 04/02/2025 بتوقيت القدس الشريف

مهرجان للمبادرة الوطنية في الذكري 3 لرحيل القائد د.حيدر عبد الشافي

نشر بتاريخ: 25/09/2010 ( آخر تحديث: 25/09/2010 الساعة: 19:16 )
غزة – معا - تصادف اليوم الذكرى الثالثة لرحيل القائد الوطني الكبير د حيدر عبد الشافي و بهذه المناسبة نظمت المبادرة الوطنية الفلسطينية مهرجانا وطنيا خطابيا شارك فيه قادة و ممثلو فصائل العمل الوطني و الإسلامي و ممثلو مؤسسات المجتمع المدني و شخصيات وطنية و اعتبارية ووجهاء و رجال الإصلاح ، بالإضافة لحشد من أعضاء و مناصري المبادرة الوطنية في قاعة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لقطاع غزة بالمدينة ظهر اليوم .

و ألقى د . زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية و عضو اللجنة المركزية لحركة فتح كلمة استعرض من خلالها السيرة الكفاحية و النضالية للدكتور الراحل حيدر عبد الشافي و إسهاماته الخلاقة في تأسيس م. ت . ف و العديد من المؤسسات الأهلية بهدف مقاومة الاحتلال مشيدا بمواقفه و رؤيته السياسية الثاقبة و بعد نظره السياسي خلال ترأسه للوفد الفلسطيني لمؤتمر مدريد و مفاوضات واشنطن كما و أشاد بالدور الوطني و الكفاحي الذي جسده الدكتور الراحل حيدر عبد الشافي مبينا ما تميز به من أخلاق وطنية أصيلة و صلابة للموقف و المبدأ واصفا إياه برجل الوحدة الوطنية لما تمتع به طيلة حياته برفضه للتعصب و الفئوية التي طالما وقف صلبا للقضاء عليها .

إلى ذلك فقد وجه د . الأغا رسالة للمجتمع بأن السلام لا يمكن أن يقوم بالقوة الغاشمة ، مطالبا الأسرة الدولية بضرورة ممارسة ضغطا أكبر و تأثيرا على إسرائيل و إجبارها بقوة القانون الدولي للتراجع عن مخططاتها العنصرية سيما التي تستهدف تهويد مدينة القدس

و أكد د . الأغا على أن الوحدة الوطنية هي سلاحنا الأقوى و الأكيد لمواجهة الاحتلال و سياساته العدوانية معتبرا في الوقت ذاته انه لا يجوز ان تبقى المصالحة الوطنية أسيرة لبعض التحفظات و التدخلات الخارجية و الإقليمية مشددا على أن توضع مصالح شعبنا فوق كل اعتبار داعيا إلى أن تحقق المصالحة الوطنية عما قريب و هدفها إنهاء الانقسام بشكل حقيقي و ليس استعراضا إعلاميا لرفع العتب و حتى نتمكن من التفرغ جميعا لمواجهة العدوان الإسرائيلي .

من ناحيته استذكر د . رياض الزعنون في كلمة رفاق و أصدقاء د . حيدر عبد الشافي استذكر أهم و ابرز المحطات التي عايشها معه طيلة سني العمل الكفاحي و النضالي موضحا كيف استطاع د حيدر أن يجمع بين عمله الإنساني كطبيب و بين قيادته للعمل الوطني كمناضل صلب و عنيد و مقدام و رفضه للمناصب المختلفة و التي كانت تعرض عليه حينه لإيمانه المطلق بأن تأسيسه للهلال الأحمر و التجمعات الأخرى كانت بهدف مقاومة الاحتلال مشيرا إلى دوره البارز في الاهتمام بالإنسان الفلسطيني و تمكينه و تعزيز صموده على الأرض الفلسطينية من ناحية و أهمية تعليمه من ناحية أخرى باعتبار أن د حيدر كان يعتبر المدارس قلاع لمقاومة الاحتلال .

و أشار د . الزعنون إلى أن ما ميز د حيدر عبد الشافي عن غيره من المناضلين الوطنيين غيرته على قضيتنا الوطنية و نزاهة مبادئه الخلاقة و تواضعه و اهتمامه الرفيع بالإنسان الفلسطيني .

و في كلمته باسم المبادرة الوطنية الفلسطينية شدد القيادي جمال الرزي على أهم ما خلفه الدكتور الراحل حيدر عبد الشافي رئيس و مؤسس المبادرة الوطنية من ارث متوافر من المبادئ الوطنية الأصيلة التي جسدها طيلة سني عمره الثمانية و الثمانين التي قضاها في الدفاع عن المسحوقين من أبناء شعبنا و مدافعا قويا و صلبا عن حقوق الإنسان و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و تكافؤ الفرص و رفضه للتسلط و الجهوية باعتباره رجل الوحدة الوطنية من الطراز الأول معتبرا أن بصماته الوطنية ما زالت راسخة في كل مكان ساهم في تأسيسه بدءا من الهلال الأحمر و مرورا بلجنة التوجيه الوطني و الجبهة الوطنية و حركة البناء الديمقراطي وصولا لتأسيس المبادرة الوطنية الفلسطينية كحركة سياسية و اجتماعية للتعبير عن الأغلبية الصامتة في المجتمع الفلسطيني .

و أشاد الرزي بالمواقف الشجاعة و الجريئة التي اتخذها د . حيدر عندما قاد وفد التفاوض في مؤتمر مدريد عام 1991 و مغادرته لمنصب عضوية المجلس التشريعي ردا على عدم تحقيقه للديمقراطية و مكافحة الفساد .

و في السياق ذاته اعتبر الرزي أن لا نجاح للمفاوضات مع إسرائيل في ظل استمرار الاستيطان رغم ما تحاول حكومة نتنياهو تضليل العالم بالوقف الجزئي للتوسع و البناء الاستيطاني داعيا في الوقت ذاته لاستخلاص العبر من تجربة د . حيدر عبد الشافي عندما وقف صلبا عنيدا في قيادته للمفاوضات عام 1991 .

و في ختام كلمته شدد الرزي على أن الوفاء للدكتور الراحل حيدر عبد الشافي لا يكون إلا من خلال تحقيق الوحدة الوطنية لمواجهة الاحتلال و تحقيق النصر و الحرية لشعبنا الفلسطيني .