الاستيطان والسلام وخطاب الرئيس بعيون الصحافة الاسرائيلية
نشر بتاريخ: 26/09/2010 ( آخر تحديث: 26/09/2010 الساعة: 22:50 )
بيت لحم- معا- شكلت قضية الاستيطان وقرار تجميد البناء والموقف المتوقع صدوره اسرائيليا بهذا الخصوص اضافة الى خطاب الرئيس الفلسطيني امام الجمعية العمومية للامم المتحدة مادة دسمة للصحف الاسرائيلية الرئيسية الثلاث "هأرتس ، يديعوت احرونوت، ومعاريف " وحتلت هذه العناوين الكبيرة بمضمونها وشكلها الصفحات الاولى وغالبية الداخلية في الصحف المذكورة التي استنجدت بكل المحللين والكتاب والمفسرين لتنشر تعليقاتهم ومقالاتهم بدلا عن العنوان الرئيس كما فعلت معاريف التي استبدلت عنوانها الرئيسي بثلاثة مقالات لكبار كتابها ومحلليها مثل بن كاسبيت الذي نشر مقالا بعنوان " نتنياهو المفخخ" استعرض فيه موقف الرئيس الامريكي الذي طالب الاطراف وفقا للكاتب وبكلمات واضحه عدم مراجعته قبل نوفمبر القادم.
واعتبر الكاتب نداف ايل في مقال نشرته معاريف اليوم وحمل عنوان " رقصة البلدوزر " ان تجميد الاستيطان او عدمه لا يمثلان المشكلة الحقيقية التي يواجهها نتنياهو وحكومته وانما الصورة والنظرة العامة التي اصطبغت بها حكومته في العالم اجمع كحكومة متطرفة، مضيفا بان قناعة الاسرائيليين ببراغمايتية نتنياهو وليبرمان لم تغيير شيئا في موقف المجتمع الدولي من هذه الحكومة .
" تجميد الاستيطان هو فشل اخلاقي جاء لتسهيل مهمة الرئيس الامريكي باراك اوباما وان تمديد قرار تجميد الاستيطان سيشكل مرحلة اضافية على طريق ضياع السيادة الاسرائيلية وسيعطي اشارة للاعداء في الداخل والخارج تشير الى تردد هذه الحكومة " وفقا لما جاء في مقال الكاتب " ارئيل سيغل" الذي حمل عنوان "لا للتردد ".
واسعترضت صحيفة معاريف في صفحاتها الداخلية جهود اللحظة الاخيرة التي تبذلها الادارة الامريكية لتجنب انهيار المفاوضات واختارت الصحيفة لهذا الاستعراض عنوانا يختزل الموضوع " بين باراك اوباما والبلدوزر ".
وعلى طريقة معاريف اختارت صحيفة يديعوت احرونوت مقالا للكاتب والمحلل المعروف ناحوم بارنيع بعنوان " كيف نهبط عن الشجرة " ليشكل عنوانها الرئيسي.
وجاء في مقال بارنيع بان الرئيس الامريكي والفلسطيني ونتنياهو صعدوا جميعا الى اعلى الشجرة فمن منهم سيسقط ؟ مجيبا بانه وعلى الاقل في هذه المرحلة لن يسقط ايا منهم ولكن الفرصة الضعيفة لانجاز اتفاق فلسطيني اسرائيلي هي من سيسقط عن الشجرة .
ولام بارنيع الرئيس الامريكي على الخطأ الذي ارتكبه حين حول قضية تمديد تجميد الاستيطان من قضية مهمة الى مطلب حاسم ونهائي ما اعطى الفلسطينيين سقفا لا يمكنهم التنازل عنه فيما قلص اوباما في تصريحاته الاخيرة هامش المناورة امام نتنياهو، واضعا اياه امام خيارين امام الاستسلام المهين للمطالب الامريكية او المواجهة المباشرة مع الادارة الامريكية .
واضاف بارنيع بان نتنياهو اخطأ هو الاخر حين ربط قرار التجميد بجدول زمني محدد فشكلت الاشهر العشرة بالنسبة له شجرة غاية في الارتفاع من الواضح ومنذ اليوم الاول لقرار التجميد بان نتنياهو سيجد صعوبة كبيرة في النزول عنها اضافه الى الخطأ الذي ارتكبه حين صرح اكثر من مرة بعدم نيته تمديد قرار التجميد فحول النقاش من موضوع التجميد الى نقاش حول طابعه الشخصي .
اما الرئيس الفلسطيني والحديث لا زال للكاتب بارنيع فقد اخطأ حين سمح لرفاقه بالقيادة بتحويل المفاوضات الى رهينة استئناف البناء في المستوطنات ما جعل موضوعا ذات اهمية ثانوية يحتل الصدارة على حساب مواضيع مصيرية بالنسبة للفلسطينيين .
وخلص بارنيع الى ان فشل القادة الثلاثة في ايجاد صيغة متفق عليها تمكنهم من التعامل الجدي مع المفاوضات وضع صفاء سريرتهم وحسن نواياهم موضع شك كبير .
وخلافا للجميع فضلت صحيفة هأرتس خطاب الرئيس ابو مازن امام الجمعية العمومية عنوانا رئيسيا لها ، مقتبسه عبارته " على اسرائيل ان تختار بين السلام والاستيطان " .
وانضمت هأرتس الى اجماع الصحف الرئيسية في وصفها لخطاب الرئيس الفلسطيني بالمتشدد والعنيف والحاد باعتباره عاد التأكيد على المواقف الفلسطينية المبدأية والثابته من قضية السلام والتسوية .