الطفل الشهيد عمار حنون سرد قصة اختطافه خلال العملية العسكرية في مخيم جنين قبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة متاثرا بجراحه
نشر بتاريخ: 11/07/2006 ( آخر تحديث: 11/07/2006 الساعة: 17:39 )
جنين - معا - افاد احمد عموري 35 عاما خال الشهيد عمار حنون في حديث خاص مع مراسل الوكالة في جنين ان الشهيد سرد له قصة اختطافه من امام مركز خدمات مخيم جنين وتعرضه للضرب والتحقيق معه في مركز تحقيق الجلمة اثناء وجوده في مستشفى الرازي وقبل اعلان الاطباء عن وفاته متاثرا بجراحه التي اصيب بها بعد ان اخترقت عدة رصاصات وشظايا من القوات الخاصة الاسرائيلية جسده خلال العملية العسكرية الاسرائيلية على مخيم جنين بتاريخ 6/7/2006 والتي استهدفت اغتيال زكريا الزبيدي قائد كتائب شهداء الاقصى في فلسطين وحسام جرادات قائد سرايا القدس في الضفة ومحمود السعدي احد قيادات الجهاد الاسلامي السياسيين في جنين.
وقال عموري على لسان الشهيد عمار قبل استشهاده :ان الشهيد حنون كان في بيت العزاء للشهيد فداء قنديل يقدم واجبه كعادته وكان يساعد اهل الشهيد في تقديم القهوة للمعزين ويستقبلهم من المدخل وقبل غروب الشمس خرج ومن معه من المعزين للجلوس خارج المركز بسبب الرطوبة والحرارة داخل المركز وشاهد عمار سيارة من نوع باسات سوداء اللون تقترب من المركز وخرج منها اربعه من افراد القوات الخاصة الاسرائيلي واطلقوا النار العشوائي على المواطنين المتواجدين خارج المركز كما شاهد سيارة صغيرة من نوع سوبارو وباص من نوع مرسيدس مغلقة 412 كان تقف على دوار الحصان القريب من المركز وكان يتواجد فيها مجموعه كبيرة من جنود الاحتلال وقوات خاصة خرجوا من سياراتهم عندما اطلقت القوات الخاصة المتواجدة امام المركز والذين كانوا في سيارة الباسات.
واضاف عموري على لسان الشهيد عمار "كان عمار متواجدا امام محل ملابس وقريب من المركز حيث حاول الهرب من رصاصات القوات الخاصة الاسرائيلية فشعر بشيء دخل في رجله وكانت رصاصة اصيب بها فألقى بنفسه على الارض احتماء من الرصاص المتطاير كما حاول الزحف على بطنه ليدخل احدى المحلات القريبة فتفاجأ بأربعة من القوات الخاصة كانوا قد لبسوا الزي العسكري وهجموا عليه مرددين كلمات "لقيناك يا خفيف ... واخيرا مسكناك يا خفيف".
وقال العموري ان شخصا من كتائب شهداء الاقصى يدعى باسم خفيف مطلوب لقوات الاحتلال الاسرائيلي منذ زمن وظنت قوات الاحتلال ان عمار حنون هو خفيف الشخص المطلوب لهم وقاموا باختطافه ورميه في دورية عسكرية كانت بالقرب من افراد القوات الخاصة.
وتابع عموري قصة اختطاف حنون حسب روايته قبل استشهاد حيث قال "ان جنود الاحتلال كانوا يضربون عمار وهم في طريقهم الى الجلمة حيث كانوا يوجهون الشتائم والاهانة والضرب المبرح رغم اصابته في رجله وهم يقولون "واخيرا انت بقبضتنا يا خفيف" وكان عمار يقول لهم "انا لست خفيف انا عمار" فكانوا يردون عليه بالضرب قائلين "اخرس".
وذكر العموري ان الدورية التي اختطفت عمار قامت برميه على حاجز الجلمة الواقعه شمال مدينة جنين وجاءت مجموعه اخرى من جنود الاحتلال وقاموا بجره مسافة 400 متر تقريبا حتى وصلوا به الى مركز تحقيق الجلمة وقاموا بضربه وتوجيه الشتائم عليه .حيث قاموا بضربه على كافة اجزاء جسمه مركزين على رجله المصاب في نوع من الضغط عليه ليعترف انه خفيف وليس عمار .
واضاف عموري والدموع تذرف من عينيه والحرقة طغت على اعصابه وهو يفرك يديه قهرا على ما حدث مع ابن اخته عمار "بعد ضربه والتحقيق معه قاموا بتفتيش ملابس عمار بعد ان اعياه التعب بسبب الاصابة والضرب والتحقيق وجدوا هويته في احدى جيوبه وتأكدوا من ان الذي اختطفوه ليس خفيف الشخص المطلوب لهم وانما طفل لم يتجاوز السادسة عشرة واسمه عمار حنون كان يقدم واجبا انسانيا ووطنيا لاهل مخيمه الصامد".
وقامت قوات الاحتلال الاسرائيلي بارسال سيارة اسعاف فلسطينية من اجل اخذ عمار الى احدى المستشفيات في مدينة جنين فتوجهت به السيارة الى مستشفى الرازي حيث كنت على رأس عملي وعلمت انه موجود في الجلمة فلحقت سيارة الاسعاف للاطمئنان عليه.
واضاف :كانت نفسية عمار سيئة بسبب الضغوطات عليه خلال التحقيق معه في الجلمة وتحسنت بعد مضي ساعتين من الزمن وقدم له العلاج اللازم لرجله المصاب برصاصة او عدة رصاصات من قبل القوات الخاصة وكانت الكدمات جراء الضرب ظاهرة على وجهه واطرافه.
وقال احمد عموري "اثناء وجودي مع عمار في المستشفى قمت بتفحص جسمه اذ رأيت ثقبا على خاصرته وناديت على الطبيب ليتعرف على الثقب قام الطبيب بوضع يديه على المكان وقال: انها مجرد شظايا رصاص ولا يوجد خوف مع ان عمار كان يتألم من بطنه ويتأوه وقمت بمناداة الطبيب عدة مرات لفحصه وتخفيف الألم عليه وخاصة بعد ان وجدت عدة ثقوب اخرى موجودة على ظهره .
واضاف العموري بقينا على هذا الحال حتى الصباح وقد ازدادت صحة عمار سوءا مع العلم ان عائلته تعلم انه مصاب فقط في رجله وعند الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعه جاء الطبيب حسب طلبنا حيث كان الاطباء قد اهملوا العناية به وقال الطبيب لهم انهم سيقومون بتصويره عن طريق الاشعة بعد صلاة الظهر ليعرفوا ان كانت الثقوب شظايا ام رصاص دخلت ظهره وبطنه واستشهد عند الساعة الثانية عشرة من ظهر الجمعه وهو ينتظر الطبيب ليقوم بتصويره ومعرفة الثقوب التي على جسمه.
واعتقد عموري ان عمار كان مصابا بنزيف داخلي في جسمه جراء الثقوب مطالبا باسم عائلة الشهيد عمار حنون بتشكيل لجنة تحقيق حول سبب موت عمار مع انه مصاب برجله حسب ما قاله الطبيب ومعرفة ما هي الثقوب التي كانت على جسمه؟