د.خاطر:المرحلة القادمة تشكل تهديدا حقيقيا للهوية الدينية للقدس
نشر بتاريخ: 28/09/2010 ( آخر تحديث: 28/09/2010 الساعة: 12:40 )
القدس- معا- حذر الدكتور حسن خاطر الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات ان حاضر ومستقبل المدينة المقدسة يزداد سوءا وتعقيدا يوما بعد يوم، وان آثار وثمار مشاريع ومخططات التهويد المستمرة منذ عقود بدات تظهر في صور مفزعة تنبيء بحجم الكارثة التي توشك ان تعم المدينة ومقدساتها واهلها.
وقال د.خاطر في بيان وصل "معا" ان حجم اليهود والجماعات اليهودية التي باتت تجتاح القدس وساحة البراق والمسجد الاقصى في تزايد مستمر، مبينا ان هذه الاعداد تجاوزت في الاحتفال بعيد المظلة 40 الف مستوطن، مؤكدا ان هذا العدد مرشح للزيادة في الاعياد القادمة بسبب قرب استكمال مشروعي القطار والمصعد الكهربائي، وهو ما من شانه ان يفتح ابواب القدس والاقصى على مصراعيها امام مئات الالاف من المستوطنين الذين سيتمكنون بواسطة هذه المشاريع العملاقة من الوصول الى ابواب الاقصى دون مشقة ودون خوف ودون الحاجة الى ركوب الحافلات او السيارات.
واكد ان مسالة الوصول الى الاقصى من قلب القدس الغربية او من أي مستوطنة في محيط المدينة لن يستغرق سوى دقائق معدودة الامر الذي سيجعل من تدفق اليهود الى ساحة البراق والمسجد الاقصى امرا سهلا وبصورة مستمرة ومتزايدة.
وحذر د.خاطر من ان هذا التطور بات يهدد هوية القدس وهوية المسجد الاقصى وعلى وجه الخصوص ساحة البراق التي هي في الاساس جزء لا يتجزأ من مسرى الرسول محمد(ص) وجزء من عقيدة المسلمين منذ بداية الاسلام والى قيام الساعة، خصوصا وان اجراءات العزل والتضييق في الدخول الى البلدة القديمة والاقصى تزداد يوما بعد يوم وسلطات الاحتلال تمعن في سياسة عزل مئات الالاف من الفلسطينيين عن الوصول الى القدس والصلاة في مقدساتهم الاسلامية والمسيحية.
وقال ان هذه الاحتفالات تأتي ايضا بدعم من المسيحيين الصهاينة الذين اصبح لهم اليوم خمسين ممثلا "للسفارة المسيحية الدولية" في القدس والتي يوجد لها فروع في اكثر من ثمانين دولة في العالم، كلها تعمل على تحسين صورة اسرائيل وتامين الدعم المالي والدعم العام لتهويد القدس وبناء الهيكل، وقد شارك هذا العام اكثر من سبعة الاف من هؤلاء في احتفالات عيد المظلة في ساحة البراق، وصبوا جام غضبهم وابتهالاتهم على ايران العدو الاستراتيجي لاسرائيل، وذلك بمشاركة رئيس حاخامات اسرائيل "يونا ميزجر" ورئيس الكنيست وعدد كبير من الحاخامات ورجال السياسة.
واوضح الامين العام للهيئة الاسلامية المسيحية ان الصورة الدينية الاصيلة والعريقة لمقدسات البلدة القديمة المعروفة بالوانها الاسلامية والمسيحية توشك اليوم ان تضمحل وتشوه وتطمس بفعل هيمنة هذه الصورة الدخيلة على المشهد الديني والحضاري العام للمدينة، خصوصا وان سلطات الاحتلال تقوم باغلاق ابواب المدينة وابواب المقدسات في وجوه المسلمين والمسيحيين بنفس القدر الذي تقوم فيه بفتحها في وجوه اليهود والمستوطنين والمؤيدين من مختلف ارجاء العالم، وتقوم في الوقت نفسه باغراق البلدة القديمة باكثر من سبعين كنيس يهودي كان اخرها كنيس الخراب الذي بات شبحه يخيم على مقدسات البلدة القديمة.
وقال ان وصول عدد المصلين اليهود الى هذا الرقم الكبير مؤشر خطير على تحطيم القيود والمحرمات الدينية اليهودية التي كانت تمنع اليهود من زيارة المكان لاسباب دينية محضة، وقال: ان هذا التطور الخطير يعني انفلات هؤلاء المتدينيين من كل ضوابط التدين الحقيقي باتجاه مزيد من التطرف ومزيد من الهستيريا، مبينا ان ما جرى ويجري في ضواحي القدس من جرائم على يد المستوطنين هو مؤشر على بداية ترجمة هذه الهستيريا في صورها الاولية، محذرا من ان هذا المنهج مرشحا لمزيد من التصعيد والعدوان.
وطالب المجتمع الدولي ممثلا بمسلميه ومسيحييه ومؤسساته ان يتنبه لما يراد بالمدينة المقدسة وان يتحرك لحماية القدس وهويتها الدينية التي توشك ان تبدل وتغير على مراى العالم اجمع.