الأربعاء: 25/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

حضور فلسطيني في المونديال بالرغم من عدم مشاركة المنتخب الوطني لكرة القدم

نشر بتاريخ: 11/07/2006 ( آخر تحديث: 11/07/2006 الساعة: 20:20 )
بيت لحم - معا -رغم أن المنتخب الفلسطيني لكرة القدم لم يطرق جدار برلين بحثا عن أول ظهور تاريخي له في مونديال كأس العالم الذي أقيم في ألمانيا ، إلا أن ذلك لم يمنع الحضور الفلسطيني اللافت ولو عبر أفلام سينمائية وثائقية لازالت تعرض في ألمانيا وعدد من دول العالم ، لتلقي الضوء ولو بمنحى بسيط على الواقع الرياضي الفلسطيني تحت الاحتلال الاسرائيلي ، إلى جانب عرض واف لحيثيات والتحديات التي واجهها المنتخب الفلسطيني أثناء رحلة التصفيات التمهيدية المؤهلة لهذا المحفل الكروي العالمي الكبير.
ومع إنطلاق المونديال الألماني الذي رأى النور في الثامن من الشهر الماضي ، كان الموعد فلسطينيا حين بدأ عرض فيلم وثائقي تحت عنوان "كأس العالم ان شاء الله" ، للمخرجة الفلسطينية الأصل اللبنانية الجنسية مايا صنبر والذي أخرجته مع زوجها جفري ساوندرز ، حيث يجسد هذا الفيلم معاناة المنتخب الفلسطيني أثناء رحلة التصفيات للمونديال ، والتي فشل في تخطيها بسبب مصاعب جمة تنوعت بين الوضع الصعب في فلسطين وما يعانيه من حصار وإحتلال إلى جانب عدة عوامل أخرى أثرت في مسيرة المنتخب الفلسطيني.
وفي حضور فلسطيني آخر ، قام المخرج التشيلي مارشيلو بينا بإخراج فيلم آخر عن المنتخب الفلسطيني تحت عنولن"... وطار فوق الحائط" ، وهو ما نقله موقع الاتحاد الدولي لكرة الفيفا على شبكة الانترنت ، ويتركز هذا الفيلم لعرض عدد من اللقطات لأبرز نجوم المنتخب الفلسطيني في ظل المعاناة التي يحيوها نتيجة الاحتلال الاسرائيلي.
"كأس العالم إن شاء الله "
وعرض فيلم"كأس العالم إن شاء الله"في بريطانيا ، كما عرض أيضا في بعض محطات التلفزة الفرنسية والامريكية والالمانية ، وفق ما اتفقت عليه مخرجة الفيلم مايا صنبر التي فاوضت احدى المحطات الكبرى لبث انتاجها في بريطانيا. ومن المقرر أن تشهد مدينة نيو اورلينز الامريكية بث نسخة اخرى عن الفيلم بعنوان "الحلم بالهدف" ، الذي تقرر ايضا ان يبث تزامنا على الجدار لذي أنشأته اسرائيل لفصلها عن الضفة الغربية. وهذا الفيلم مستوحى من برنامج تلفزيوني بثته قناة بي بي سي الثانية على حلقات تبعت فيها مسيرات منتخبات البلاد التي تعاني من نزاعات وحروب ، حيث عرضت مخرجة الفيلم صنبر على بي بي سي فكرة انتاج حلقة تتبع خلالها مسيرة المنتخب الفلسطيني ، لكن هذه القصة لم تنته عند هذا الحد لانها حين انتهت من تصوير الحلقة ، ارادت ان تعرف المزيد وان تجيب على المزيد من التساؤلات.
ويتطرق الفيلم إلى المصاعب الكبيرة التي واجهها المنتخب الفلسطيني في التصفيات التمهيدية لمونديال ألمانيا ، وهي مصاعب مختلفة كلياً عن تلك التي تواجهها بقية المنتخبات العالمية التي نالت شرف المشاركة في هذه التصفيات الماراثونية.
ووجد المنتخب الفلسطيني صعوبات كبيرة في تجميعه بفضل ظروف الاحتلال والحصار المضروب على الأراضي الفلسطينية الذي يقيد حركة المواطنين ، مما يجعل التنقل بين المدن والقرى دربا من المستحيل ، وهذا الشيء أعاق كثيرا تجمع المنتخب الفلسطيني في مكان معين داخل الأراضي الفلسطينية ، مما اضطر مسؤولون الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إلى تجميعهم في دول عربية مجاورة ، للانخراط في معسكرات تدريبية استعدادا للتصفيات ، وهذا ما أظهره الفيلم ، علما بأن المنتخب الفلسطيني يضم بين صفوفه لاعبين من قطاع غزة والضفة الغربية إلى جانب لاعبين من أصول فلسطينية في دول عربية كلبنان ، مصر ، سوريا ، الكويت وآخرين من دول لاتينية وأوروبية كتشيلي والولايات المتحدة والسويد.
وقالت مخرجة الفيلم مايا صنبر وهي بالمناسبة من انتجت الفيلم زوجها جفري ساوندرز ان الرياضة هي المجال الوحيد الذي يمكن فيه التطرق الى فلسطين كدولة.. كرة القدم والالعاب الاولمبية هما من المجالات القليلة جدا التي ترد فيها رسميا كلمة فلسطين ، التي لا ترد حتى في الامم المتحدة اذ تستعمل المنظمة الدولية عبارة السلطة الفلسطينية. وقالت صنبر لهيئة الإذاعة البريطانية ( بي بي سي ) أن اختيارها لتتبع مسيرة المنتخب الفلسطيني اختارت ان تتبع المنتخب الفلسطيني بهدف "رواية قصة هذا الفريق ، ولاظهار التنوع الموجود داخل الفريق الفلسطيني الواحد في محاولة لكسر ما يعرف بالنماذج المقولبة". وينقل الفيلم في مراحل متعددة مراحل كثيرة في تحضيرات المنتخب الفلسطيني لتصفيات كاس العالم ، ويتطرق لأمور عدة ، لكنه يتطرق في أوقات أخرى لبعض الفكاهات ترد على العقبات والصعوبات التي واجهت منتخب فلسطين.
ومن أبرز تلك العقبات الانتظار الطويل للاعبي غزة كي تعيد إسرائيل فتح معبر رفح الحدودي كي يتمكنوا من السفر إلى مصر أو غيرها من أجل الدخول في معسكر تدريبي أو مباراة رسمية طالما اسرائيل أعاقتهم من الوصول لذلك ، كما يروي الفيلم كيف لعب المنتخب الفلسطيني مبارياته المهمة والحاسمة له في التصفيات ، والتي كان من المقرر ان يستضيفها على ارضه وامام جمهوره ، في قطر ودون جمهور. من جهته قال قائد المنتخب الفلسطيني صائب جندية أن هذا الفيلم سلط جانبا كبيرا من المعاناة التي يحياها الشعب الفلسطيني عامة ، ومنتخب فلسطين ، على وجه التحديد ، مؤكدا أن ما تعرض له الفيلم عاني منه المنتخب الفلسطيني في مراحل عديدة خلال هذه التصفيات ، وغيرها من البطولات التي شارك بها المنتخب.
وأضاف قائد المنتخب أن مخرجة الفيلم وطاقمها بذلوا الكثير من أجل إنجاح الفيلم ، ومن أجل التطرق لكل ما عاناه لاعبي المنتخب الفلسطيني ، مشيدا في الوقت ذاته بدورهم في إيصال رسالة للعالم بمعاناة الشعب الفلسطيني ، ومنتخبه الذي سطر كثيرا من الانجازات بمشاركاته رغم كل شيء.
وتطرق جندية إلى الفيلم الآخر".. وطار فوق الحائط" ، مشيرا إلى أن هذا الفيلم يلامس بقوة الواقع الذي يحياه الشعب الفلسطيني ايضا ، ويعرض ما يتعرض له نجوم منتخب فلسطين ، ومن ضمنهم هو وبقية وزملائه ، مؤكدا أنه تعرض للكثير من هذه المضايقات في عديد المرات شأنه كشأن الكثير من الفلسطينيين.