الأحد: 22/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

هنية: الجندي الأسير مجرد ذريعة لنوايا مسبقة ضد الحكومة واذا لم تسمح اسرائيل للفلسطينيين العيش بسلام فلن تنله هي ايضا

نشر بتاريخ: 11/07/2006 ( آخر تحديث: 12/07/2006 الساعة: 00:35 )
غزة- معا- أكد رئيس الوزراء إسماعيل هنية أن الحملة العسكرية الضارية التي تشنها إسرائيل على غزة ماهي إلا تنفيذ لنوايا مسبقة لتدمير حكومة حماس وإرغام الناخب الفلسطيني على التراجع عن اختياره ، وما أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط إلا ذريعة لتبرير الغزو الجديد.

وقال هنية في مقال نشر اليوم بصحيفة "واشنطن بوست" ان الغزو العسكري الإسرائيلي تتويج لحرب دبلوماسية واقتصادية مستمرة منذ خمسة أشهر بتوجيه من الولايات المتحدة وإسرائيل .

وأضاف "أنه بالإضافة إلى محاولة إسقاط الحكومة المنتخبة ديمقراطيا، تسعى إسرائيل إلى زرع بذور الفتنة بين الفلسطينيين بزعم أن هناك منافسة محمومة على الزعامة بيننا".

وقال أحب أن أنفي هذه الفكرة تماما لأن الزعامة مترسخة في فكرة الشورى الإسلامية..وانه على الرغم من اختلافنا في بعض الآراء فإننا متحدون في الاحترام المتبادل وجل اهتمامنا منصب على خدمة الشعب الفلسطيني".

واردف قائلا ان غزو غزة واختطاف قياداتنا والمسؤولين الحكوميين يرمي إلى تقويض الاتفاقات الأخيرة التي تم التوصل إليها بيننا وبين إخواننا في فتح والفصائل الأخرى من أجل تحقيق الإجماع لحل الصراع. وأكد أن العقاب الجماعي الإسرائيلي لن يزيدنا إلا قوة وتماسكا في العمل معا".

وتساءل هنية وهو يرى ما بنته المنح والهبات الدولية يتحول مرة أخرى إلى أنقاض تحت قصف طائرات إف-16: مارأي الأمريكيين؟

وأضاف "أن الأمريكيين قطعا يفكرون في الجندي الذي تم أسره في معركة في الوقت الذي يظل فيه آلاف الفلسطينيين من بينهم مئات من النساء والأطفال في السجون الإسرائيلية عقابا لهم على مقاومتهم لاحتلال غير قانوني ومستمر أدانته القوانين والأعراف الدولية".

وأشار الى أن الأمريكيين ينظرون إلى الأمر على أنه مواجهة بين إسرائيل وبين إرهابيين في حين تمتلك إسرائيل واحدا من أكبر 13 جيشا في العالم تستخدمه لحكم منطقة لاتتجاوز مساحة "نيوجيرسي" ولايمتلك "أعداؤها" فيها الحد الأدنى من الأسلحة التقليدية, متسائلا من إذن هو المغلوب على أمره والضعيف هنا؟.

وأعرب رئيس الوزراء عن أمله في أن تولي الولايات المتحدة القضية بعض التفكير العميق والعقلاني في الأسباب الأصلية والحقائق التاريخية وهي الحالة التي أعرب عن يقينه أن واشنطن ستتساءل عندها لماذا يتعين على دولة من المفترض أنها "شرعية" مثل إسرائيل أن تخوض عقودا من الحرب ضد شعب لاجيء دون أن تحقق أي من أهدافها حتى الآن؟ .

واستبعد هنية أن تفضي أي من الخطوات الأحادية التي اتخذتها إسرائيل العام الماضي إلى السلام. وقال "ان هذه الخطوات-الانسحاب المؤقت من غزة وإحاطة الضفة الغربية بجدار عازل- ليست خطوات نحو حسم الصراع بل إنها أعمال جوفاء ورمزية لاتتعامل مع الجذور الحقيقية للصراع".

وأوضح أن سيطرة إسرائيل على مقدرات الحياة للشعب الفلسطيني ليست محل شك وهو ماتشهد عليه المعاناة الاقتصادية للفلسطينيين منذ انتخابات يناير الماضى .

واضاف" أن سياسات التوسع المستمرة، والسيطرة العسكرية والاغتيالات تسخر من فكرة السيادة أو وجود طرفين متكافئين. وقال ان الجدار الذي يشق الأراضي الفلسطينية لايمكن أن يكون إشارة على حسن النية بشأن التعايش في المستقبل".

وقال هنية انه مع هذا فهناك علاج يتسق والمباديء الراسخة للفلسطينيين وإن كان صعبا .. واضاف "ان الأولويات الفلسطينية تتضمن الاعتراف بلب الصراع على أرض فلسطين التاريخية وحقوق شعبها، حسم قضية للاجئين منذ عام 1948، استعادة كل الأراضي التي احتلت عام 1967، ووقف الهجمات الإسرائيلية والاغتيالات والتوسع العسكري".

وقال رئيس الوزراء الفلسطينى في مقاله بصحيفة "واشنطن بوست" انه على النقيض من تصوير الإعلام الأمريكي للأزمة، فإن الصراع ليس فقط على الضفة وغزة بل إنه صراع قومي أوسع نطاقا لايمكن أن يحل إلا من خلال التعامل مع الأبعاد الكاملة للحقوق الوطنية الفلسطينية بطريقة نزيهة".

وأوضح أن هذا يعني إقامة دولة في الضفة وغزة وعاصمة لها في القدس الشرقية العربية، وحل مشكلة لاجئي 1948 بشكل عادل على أساس الشرعية والقوانين الدولية.

وأشار الى أن مفاوضات ذات معنى مع تخلي إسرائيل عن سياساتها التوسعية ومع التزامها بالقانون الدولي، يمكن أن تمضي فقط بعد أن يبدأ هذا العمل المضني.

وقال هنية ان الأمريكيين أرهقوا بالتأكيد من هذه الحماقة بعد نحو 50 عاما وأكثر من 160 مليار دولار قدمها دافع الضرائب الأمريكي لبناء قدرة إسرائيل الحربية "الدفاعية".. ولابد أن بعض الأمريكيين يتساءلون: أليس فشل كل هذه الدماء التي أريقت والأموال التي بددت في تحقيق أي نتائج ملموسة لفلسطين دليلا على أن السياسات الأمريكية لم تستند منذ البداية على الحقيقة التاريخية والعدل والمساواة؟.

وأكد هنية "إننا مع هذا لانريد أن نعيش عالة على الهبات الدولية ولا على المنح الأمريكية بل نريد فقط مايتمتع به الأمريكيون من حقوق ديمقراطية واستقلالية اقتصادية وعدالة".

وقال" إننا اعتقدنا أن اعتزازنا بإجراء أعدل انتخابات في العالم العربي ستجد لها صدى طيبا لدى الشعب والحكومة الأمريكية، لكن حكومتنا الوليدة ما لبثت أن ووجهت منذ بدايتها بعمليات تخريب معلنة وصريحة من قبل البيت الأبيض.. وان هذا العدوان مازال مستمرا ضد 9ر3 مليون فلسطيني مدني يعيشون في أكبر معسكر للسجون في العالم".

ولفت الى أن تواطؤ أمريكا في جرائم الحرب هذه يتوارى خلف الضوء الأخضر الذي تمنحه لإسرائيل مغلفا في عبارة ان"لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها."

وتساءل : هل كانت إسرائيل تدافع عن نفسها عندما قتلت أسرة من 8 أفراد على شاطيء غزة الشهر الماضي وثلاثة من أفراد عائلة الحجاج يوم السبت الماضي كان من بينهم الطفلة روان البالغة من العمر 6 سنوات؟ وقال إنني أأبى أن أصدق أن الشعب الأمريكي يقبل مثل هذه الأعمال اللاإنسانية".

وقال هنية إننا نبعث بهذه الرسالة: إذا لم تسمح إسرائيل للفلسطينيين بأن يعيشوا في سلام وكرامة واستقلال وطني فإن الإسرائيليين أنفسهم لن ينعموا بهذه الحقوق.

وأضاف أن حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم ضد الجنود المحتلين وضد الاعتداءات هو حق يكفله القانون وينص عليه ميثاق جنيف الرابع.

وقال إذا كانت إسرائيل على استعداد للتفاوض بشكل جدي وعادل وحسم قضايا 1948 الأساسية، وليس فقط القضايا الثانوية منذ 1967، فسيكون من الممكن التوصل إلى سلام عادل ودائم .. وقال انه تأسيسا على الهدنة، فإن الأرض المقدسة مازال أمامها الفرصة لأن تكون قوة اقتصادية هادئة ومستقرة لجميع أبناء سام في المنطقة. واختتم قائلا" إذا عرف الأمريكيون الحقيقة، فسيصبح الممكن حقيقة".