الأربعاء: 25/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مسعفون وحقوقيون: الاحتلال يستخدم "قنابل غاز" منتهية الصلاحية

نشر بتاريخ: 30/09/2010 ( آخر تحديث: 30/09/2010 الساعة: 11:50 )
القدس - معا - كُشف أمس الاربعاء خلال مؤتمر صحفي عقد في خيمة سلوان عن استخدام قوات الاحتلال الاسرائيلي، القنابل الغازية والصوتية منتهية الصلاحية، والتي تخلف آثارا ملموسة كالإرهاق وارتفاع حرارة والاستفراغ وضيق تنفس، وآثارا على المدى البعيد قد تؤثر على البيئة.

وطالب حقوقيون ومسعفون وشخصيات دينية ووطنية خلال المؤتمر الذي دعت له لجنة الدفاع عن سلوان ومركز إعلام القدس، بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في أنواع القنابل التي تم استخدامها في قمع المتظاهرين والمواطنين خلال الأحداث التي شهدتها مدينة القدس خلال الأسبوع الماضي.

وأوضح فخري أبو دياب عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان انه كان ملفتا للنظر الحالة الصحية التي يصاب بها المواطنون عقب إطلاق القنابل بين المنازل وفي الأزقة وعلى المتظاهرين حيث الإرهاق وارتفاع حرارة والاستفراغ، وعندما تم نقل بعضهم الى المستشفيات لتلقي العلاج تم إبلاغنا بإصابتهم بحالة تسمم.

وأضاف أبو دياب:" لقد قمنا بجمع بعض القنابل التي ألقيت لمعرفة أنواعها واكتشفنا انها منتهية الصلاحية منذ عام أو 6 شهور وأكد الأطباء أن الغازات الموجودة داخلها تتأكسد وتسبب أضرارا كبيرة على الإنسان والبيئة، مضاعفة عن اثرها الاصلي وهو اصابة المتظاهرين".

بدوره طالب محمد صادق مدير مركز إعلام القدس بتشكيل لجنة تحقيق دولية بأنواع الأسلحة التي استخدمت في أحياء القدس خلال هذه الفترة.

وقال ان القدس أصبحت مختبرا لاختبار الأسلحة والمواد الغازية والرصاص، وباتت كذلك ميدانا لاستخدامها بشكل عشوائي، وتطرق صادق إلى الإجراءات الإسرائيلية في المدينة وضواحيها كالجدار والحواجز ومنع المصلين من دخول الأقصى والتي تستدعي ذلك الى تحرك دولي عاجل لانقاذ المدينة وسكانها.

وتحدث جواد صيام مدير مركز معلومات واد حلوة عن تنامي ظاهرة "عربدة المستوطنين وحراسهم في سلوان" حيث أصبحوا يستخدمون أسلحتهم بشكل عشوائي ضد السكان الذين أصيبوا جراء ذلك.

وقال صيام: أصبح حراس المستوطنين يساعدون الجيش بتفريق المظاهرات وقمع المواطنين بإطلاق الرصاص، إلى جانب القنابل التي تطلقها القوات، مشيرا إلى الاعتداء على المسعفين والصحفيين خلال تواجدهم بالميدان.

وتطرق صيام إلى الحادثة التي أدت إلى استشهاد سامر سرحان، نافيا الرواية الإسرائيلية التي تحدث بها القاتل وتم إطلاق سراحه بعد ساعات من التحقيق فقط، مؤكدا أن الشهيد سرحان قتل بدم بارد فلم يكن الشارع مغلقا ولم تكن سيارة القاتل معطلة وهذا ما تم إظهاره في شريط فيديو وبث في القناة الثانية.

وأشار صيام إلى الاقتحام اليومي لأحياء سلوان وشن حملة اعتقالات واسعة بها، حيث بلغ عدد المعتقلين من القاصرين خلال الأشهر الماضية حوالي 400 طفل، موضحا أن نسبة كبيرة من الأطفال يعانون من حالة نفسية صعبة بسبب الاقتحامات المستمرة لبيوتهم وأحيائهم.

من جهته نوه راجح هوارين نائب رئيس اتحاد المسعفين العرب إلى قرار صدر عن المحكمة المركزية في تل أبيب عام 2005 حيث أكدت خلاله أن الغاز المسيل للدموع هو مادة سامة جدا يتم إطلاقها على الأشخاص بهدف التسبب لهم بالضرر المتعمد، وتم اعتبار الغاز المسيل للدموع مادة كيماوية سامة، وأقر هذا الحكم المحكمة الإسرائيلية العليا عام 2006، مضيفا إن هذا الغاز يصنف كجزء أساسي من السلاح الكيماوي والهدف منه إلحاق الضرر المتعمد لكمية كبيرة من الناس بشكل جماعي.

وقال الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا:" لا فرق بين المستوطنين والجيش لأنهما تعملان وفق إستراتيجية واحدة هدفها تهويد المدينة والسيطرة على مقدساتها."

وأكد الشيخ صبري أن الإجراءات الإسرائيلية تتعارض مع كافة القوانين والأعراف الدولية التي تحرم استعمال الغازات والأسلحة السامة، مشددا على ضرورة الثبات والتوحد أمام الهجمة الإسرائيلية.

بدوره حذر حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح من تمادي المستوطنين والقوات الإسرائيلية في الإجراءات "العنصرية"، مؤكدا على عدم وقوف الأهالي مكتوفي الأيدي لما يحدث بالمدينة.

وقال عبد القادر إن ما يحدث بالقدس يثبت للسلطة والدول العربية أن إسرائيل لن تكون شريكة في عملية السلام، مضيفا أن إسرائيل تريد استخدام "مصطلح السلام" لتمرير مخططاتها وبذلك تكون عملية السلام فارغة من مضمونها.

وأضاف ان ما يجري بالمدينة المقدسة يجب أن يكون مصدر الهام للسلطة لإعادة النظر في إستراتيجية التفاوض مع إسرائيل، مطالبا لجنة المتابعة العربية اتخاذ قرارها بعدم المفاوضات مع الاحتلال، لان استمرار التفاوض سيكون له آثارا صعبة على القضية الفلسطينية، مستهجنا صمت المجتمع الدولي لما يحدث بالقدس، معتبرا موقفه منحازا لإسرائيل.

من جهته قال ديمتري دلياني عضو المجلس الثوري لحركة فتح إن الإجراءات الإسرائيلية بالقدس هي بمثابة اعتراف من إسرائيل بأن المدينة جزء من الضفة الغربية وليست العاصمة لها كما تدعي، فالقوات الإسرائيلية تستخدم أسلحة سامة وكيماوية في المدينة، واعتداءات المستوطنين على المواطنين كانت القدس عنوان ذلك.

وأضاف:" إن الحكومة الإسرائيلية تنجر اليوم وراء العنف لتغطية الخلل والتناقض بين مسؤوليها.