الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

يعيشون بلا هواتف ويخضعون فقط للقيادة العسكرية ... الجندي الاسرائيلي وحراسه ... معزولون تماماً عن العالم

نشر بتاريخ: 12/07/2006 ( آخر تحديث: 12/07/2006 الساعة: 08:30 )
بيت لحم - معا- في الوقت الذي تراهن فيه اسرائيل على عامل الوقت للحصول على معلومات استخبارية تمكنها من الوصول الى الجندي الأسير في غزة ومحاولة انقاذه، كشفت معلومات من الجانب الفلسطيني ان اسري الجندي يتبعون اجراءات أمنية استثنائية للحيلولة دون ظهور طرف خيط يوصل الوحدات العسكرية الاسرائيلية المتطورة جدا والمدربة جيدا الى اماكن وجودهم.

وقالت هذه المصادر ان الاسرين عزلوا الجندي الاسير وحراسه عن العالم الخارجي، وان فريق الحراسة يعتمد على نفسه فقط في كل ما يتعلق باحتياجاته اليومية من مأكل ومشرب وملبس. واضافت: "ألقى الحراس هواتفهم النقالة بعيدا، وهم يعيشون في عزلة تامة عن العالم الخارجي، وبينهم شخص مؤهل لتوفير العناية الطبية للجندي المصاب، ويتبعون طريقة خاصة لتمويه حركتهم لدى حصولهم على المواد الغذائية المحدودة والمتقشفة، ولا يتصلون بأي جهة او شخص في القطاع، سوى في حالات الضرورة القصوى، ويجري ذلك بشكل شخصي ومن دون استخدام الهواتف الثابتة او النقالة".

واشارت المصادر الى ان الشخص الوحيد الذي تمكن من رؤية الجندي الأسير هو عضو في الوفد الأمني المصري المقيم في القطاع، وقد تم نقله الى مكان احتجاز الجندي عبر عملية تمويه معقدة.

وذكرت ان الاسرين غطّوا رأس ضابط الامن المصري ونقلوه ليلا في سيارة عبر طرق مموهة الى موقع تحت الأرض، مشيرة الى ان رؤيته كانت الشرط الاسرائيلي الاول لفتح المفاوضات في هذه القضية.

وتابعت: "اصرت الحكومة الاسرائيلية في اتصالاتها مع الوسيط المصري على انها لن تتحدث في الامر قبل ان تتلقى تقريراً عن الوضع الصحي للجندي يتضمن رؤيته شخصياً والتحدث اليه والاطلاع بالعين المجردة على اصاباته، وهو ما تحقق لضابط الامن المصري عبر عملية تمويه متدرجة ومعقدة".

وذكرت المصادر ان الخاطفين قطعوا اتصالاتهم مع جميع الاطراف في الداخل بما فيها حركة «حماس» والوفد الامني المصري خشية التقاط الوحدات العسكرية الاسرائيلية العاملة في القطاع، والتي تمتلك اجهزة تنصت متطورة بعضها يعمل في طائرات استكشاف لا تفارق سماء القطاع، اي اشارة تدل على مكانهم.

وذكرت في هذا الصدد ان الخاطفين رفضوا في الايام الثلاثة الاولى للاختطاف تدخلا بدا لهم غير ايجابي من جانب قيادة «حماس» في القطاع، وابلغوها ان لديهم مرجعية عسكرية لا يتلقون الاوامر الا منها.

ويأتي الكشف عن هذه المعلومات في وقت تبدو فيه اسرائيل مصممة على الخيار العسكري. وتوقع خبراء عسكريون اسرائيليون ان تطيل حكومتهم أمد الاجتياح والعمليات العسكرية في قطاع غزة الى اطول فترة ممكنة تعمل خلالها على جمع معلومات استخبارية عن الجندي لتحاول استرداده. ولم يستبعد بعض الخبراء ان تغامر الحكومة الاسرائيلية في مصير الجندي في عملية من هذا النوع، مشيرين الى انها تفضل ان تفقد جنديا مختطفاً في عملية عسكرية لافتة على ان تستجيب لمطالب «حماس».

ورأى غير محلل ان وجود الجندي الأسير فوق ارض تخضع للسيطرة العسكرية الاسرائيلية هو العامل الرئيس وراء تفضيل اسرائيل العملية العسكرية على قبول تبادل الاسرى، وذلك على خلاف عمليات التبادل السابقة مع فصائل منظمة التحرير وحزب الله الذين اسروا جنوداً وابعدوهم عن مناطق السيطرة الاسرائيلية.