الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

خريجات جامعات يعملن في حفر البرك في قطاع غزة

نشر بتاريخ: 30/09/2010 ( آخر تحديث: 02/10/2010 الساعة: 12:36 )
غزة - تقرير معا - الحفر بالتاريخ والنحت بالكلمات، مهن لها أداوتها وأساليبها وحكاياتها مع الأيدي الناعمة التي تستخدم "المجرفة والكردل والكريك" من اجل الحفر في البرك لجمع مياه الأمطار للمزارعين.

دراسة التاريخ والصحافة والتربية وجدت تطبيقاتها العملية في التربة من اجل توفير المياه لنمو الزرع لتوفير قوت يومهم والعيش الكريم في المهن الشاقة وانعدام فرص العمل.

خريجات جامعيات يخرجن من بيوتهم في الساعة السادسة صباحا وينتهي دوامهن الثالثة عصرا من اجل الوصول إلى أماكن عملهن مبكرا للعمل الشاق في حفر البرك مقابل 60 شيقلا يوميا.

مراسل "معا" في غزة أيمن أبو شنب توجه إلى مكان العمل في مواصي دير البلح في المحافظة الوسطى، والتقى عددا من العاملات في هذه المهنة الشاقة حيث اكدن ان الحاجة هي التي دفعتهن اللجوء لهذه المهنة في ظل انعدام فرص العمل.

سناء العرور خريجة صحافة واعلام من جامعة الأقصى 2005 لا تزال بانتظار العمل في مهنتها الرئيسة بدل العمل في حفر البرك التي لجأت إليها في ظل انعدام فرص العمل.

وقالت العرور التي تسكن في مخيم النصيرات "إنها سمعت عن المشروع عن طريق اتحاد لجان العمل الزراعي في محافظات قطاع غزة وأبدت إعجابها واستعدادها للعمل رغم طبيعة العمل الشاقة في ظل انعدام فرص العمل والحاجة الماسة لها في ظل وضع اقتصادي سيء تعيشه في بيتها جراء مرض والدها وإخوة عاطلون عن العمل".

وتابعت:"نحن نحصل على 1200 شيقل كل 20 يوما ولكن هذه الأموال لا تستطيع تلبية متطلبات البيت ولكن تسد جزءا بسيط منه في ظل الوضع الحالي، ونحن أثبتنا ان المرأة أو السيدة تستطيع العمل مثل الرجل في أي مهنة".

أما الطالبة "هـ. هـ" الحاصلة على بكالوريوس التاريخ التي رفضت الكشف عن اسمها حصلت على المركز الثالث على دفعتها عام 2004 من جامعة الأقصى لجأت لهذا العمل من اجل الحصول على القوت لتستطيع ان تعيل 7 من أفراد عائلتها.

الطالبة حصلت على المركز الأول في امتحان التوظيف عام 2004 إلا انه لم يحالفها الحظ في ان تعمل في مجال التدريس كباقي زميلاتها، مطالبة الحكومة المقالة في غزة والحكومة في الضفة الغربية الاهتمام بهذه الشريحة من المجتمع.

وأشارت إلى ان الحاجة هي التي دفعتها إلى هذا العمل الصعب وعدم الحصول على فرص عمل أفضل لاعالة عائلتها.

وأعربت الخريجة "ر.هـ" التي رفضت الكشف أيضا عن اسمها وهي خريجة تربية خاصة من الجامعة الإسلامية عن إعجابها بالفكرة وقامت بتسجيل نفسها للعمل بهذه المهنة لعدم قدرة والدها المريض على العمل.

منى العر المسؤولة الفنية عن المجموعة قالت "ان الحصار ضغط على الشباب والرجال الجلوس في المنازل وعدم حصولهم على فرص عمل ما جعل المرأة او الخريجة تفكر بالعمل في أي مجال لسد احتياجات بيوتها".

وأوضحت العر ان هذه المهنة أثبتت ان المرأة تستطيع عمل ما يقوم به الرجال وان هذه المهنة الصعبة لجعل المزارع يستفيد من مياه الأمطار.

المهندس أديب أبو ادغيم مدير مشروع "تشغيل أيدي عاملة" من خلال انشاء البرك البلاستيكية الأيدي العاملة في المناطق الجنوبية قال "ان المشروع يستهدف الحالات الصعبة في هذه المناطق، مشيرا إلى ان الجهة المانحة له هو الاتحاد الأوروبي بإشراف مؤسسة العمل ضد الجوع ACF وبتنفيذ من اتحاد لجان العمل الزراعي".

وأضاف ان مدة المشروع 15 شهرا وعملت على توفير 1068 فرصة عمل، وينفذ المشروع على 6 مراحل كل مرحلة 40 يوما عمل مقابل راتب للعامل 2400 شيقل، أما العامل الفني يتقاضى راتب 3000 شيقل على مدة الدورة.

وأوضح ان المشروع يخدم قرابة 300 مزارع في المناطق الجنوبية من خلال حفر برك زراعية لهم تتسع لـ 120 متر مكعب من مياه الأمطار.

يذكر ان الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة تخرج الآلاف من الطلبة كل عام في ظل انعدام فرص العمل.