"خمشتا": طوابير انتظار الطحين والدواء..الى متى؟؟
نشر بتاريخ: 30/09/2010 ( آخر تحديث: 01/10/2010 الساعة: 14:16 )
بيت لحم -تقرير معا - وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لبست اثوابا عديدة في بلدنا في ظل الاحتلال، وكان الهدف منها الاسهام بدور كبير في المجالات الصحية والتعليمية وغيرها، ومع التقليصات التي اقرتها الوكالة ، بدأت الأثواب بحاجة للترقيع وأصبحنا بثوب وشكل أكثر بؤساً وشقاء من الأعوام السابقة.
عندما يتعلق الأمر بالدواء ومراكز الصحة فان الأمر يصبح جدا خطيرا ، فعيادات الصحة في الوكالة والتي يتكئ عليها معظم مرضى فلسطين أصبحت الان بحاجة ماسة لوقفة جادة .
على مفرق باب الزقاق وسط مدينة بيت لحم وعلى المفرق المؤدي لمدينة بيت جالا تقع بناية تسمى (عمارة خمشتا) استأجرتها وكالة الغوث في بداية الخمسينيات من القرن الماضي لتقدم الخدمات لسكان مخيمات بيت لحم واللاجئين في بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا والريف الشرقي وقرى بتير وحوسان ونحالين وواد فوكين واليوم تجد طوابير من أبناء المخيمات والمدن والقرى يصطفون ولمدة ساعات بإنتظار الدور للحصول على كمية الطحين بفعل التقليصات على الخدمات مقابل ارتفاع واضح لرواتب الموظفين الاجانب الذين يحصلون على مبالغ كبيرة تحت بند (بدل مخاطرة) مع العلم ان الذي يخاطر هم صغار الموظفين الفلسطينيين ..اما العيادة الصحية ففي الشتاء تجد مدفئة الكاز تعبق المكان بروائحها اثناء تطعيم الاطفال وفحص المرضى ، ان رأيت ذلك ، فأنت في عيادات وكالة الغوث "المهترئة" منذ زمن ، والآيلة للسقوط ان لم تسقط .
ولكشف ماهية هذا الوضع برنامج "على الطاولة" وعلى اثير شبكة " معا " الاذاعية ، فتح القضية بناء على شكاوي متعددة ، تراوحت بين الشكوى من عدم وجود أي مقعد للجلوس عليه في باحات العيادة ، الى الشكوى من سوء الخدمات العلاجية المقدمة ، ولا تختلف عنها شكوى اخرى الا بحدتها فاحدى المواطنات هاتفتنا والغرابة والاسى في صوتها "هل يعقل ان اراجع العيادة بطفلي الرضيع ومدافئ الكاز بروائحها المحملة بامراض العصر تعبق في المكان ، سأخرج من هنا فطفلي في خطر" .
والكل في الشكاوى اجمع " اوضاعنا المادية صعبة ولا يسعنا أن نفحص خارج العيادة ".
برنامج "على الطاولة" تناول القضية ، فالمسؤولين في الوكالة ليسوا بعيدا عن الحدث ، الدكتور أمية خماش مسؤول ملف الصحة في وكالة الغوث تكفل بالإجابة عن كل استفسارات وشكاوى المواطنين ، واقر ان التحديات التي تواجهها وكالة الغوث كبيرة ، مؤكدا ان العيادات اصبحت من تراث الماضي وانها بحاجة حقيقية لاعادة تأهيل، مع تأكيده على ان الخدمات تتحسن في مرافق العيادات رغم ارتفاع اعداد المراجعين الى اكثر من الضعف في السنوات الخمس الاخيرة .
خماش لم ينكر وجود اكتظاظ غير مسبوق في مرافق عيادة خمشتا، ولم ينف ان تكون مدافئ الكاز هي مصدر التدفئة في العيادة ، مرجعا ذلك لطبيعة البنايات الهشة وغير القادرة على تحمل ضغط الكهرباء وبالتالي لا يمكن الاستعانة بالتدفئة المركزية في ظل هذه الابنية .
أمية خماش تعهد بحل القضية خلال عدة اشهر ، نافيا ان تكون الوكالة قادرة على حل سريع وعلاج فوري للقضية ، لكنة اكد ان الوكالة تمكنت من الحصول على بناية في مخيم الدهيشة القريب من العيادة وبالتالي ستحاول انجاز العمل في البناية خلال عدة اشهر للتخفيف من حدة الازمة على عيادة خمشتا ، واعدا بانجاز مختبر كامل التجهيزات ، وعيادات ذات كفاءة بشرية وامكانيات متطورة في الامد القريب ، لكنه اكد ان الازمة المادية التي تمر بها وكالة الغوث ستبقى حجر عثرة امام الكثير من التطلعات .
ويبقى التساؤل مفتوحا هل من عين رأفة تنظر لحال هؤلاء المواطنين من اللاجئين وتوفير الحد الادنى من الخدمات العلاجية لهم مراعاة لحالتهم السيئة ؟، وهل سنتلقى اتصالات تبشر ولا تنفر من الخدمات وتعلن خروج ازمة العيادات من غرف الانعاش ؟