الأربعاء: 29/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

على وقع الزيارة * بقلم : صادق الخضور

نشر بتاريخ: 01/10/2010 ( آخر تحديث: 01/10/2010 الساعة: 15:03 )
أكبر شخصية رياضية عالمية ..جاك روغ ...رئيس اللجنة الأولمبية الدولية سيحط الرحال في ديارنا ، زيارة غير عادية لشخصية تقف على رأس الهرم الرياضي العالمي في ظروف غير اعتيادية يواجهها رياضيونا وآخرها منتخب وطني يلعب في بطولة غرب آسيا محروما من بعض لاعبيه لمنعهم من السفر ...لتطفو على السطح تساؤلات عدة حول مدى تمتع رياضيينا بحقوقهم .

صحيح أننا حظينا بقبول اللجنة الأولمبية الفلسطينية كعضو عامل في اللجنة الأولمبية الدولية في وقت متأخر نسبيا وهو 18/9/1993 حيث كان قبول الاتحادات الفلسطينية المختلفة في الاتحادات الدولية آنذاك سببا في الاعتراف ، إلا أن ما تشهده رياضتنا حاليا من نشاط فاعل يعزز أملنا في التواجد القوي لا مجرد الانتساب في المحفل الأولمبي ، وبذا تكتسب الزيارة الثانية لرئيس اللجنة الأولمبية لفلسطين خصوصية ذات دلالة تماما كحال الزيارة الأولى في حزيران 2001 حين استقبل الرئيس الراحل ياسر عرفات سامارانش الرئيس السابق للجنة الأولمبية ، وبذا تسجل الزيارة الثانية أن مؤسسة الرئاسة والحكومة تواصلان التزامهما ببذل كل الجهود للارتقاء بالواقع الرياضي .

اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية معني بأن تكون الزيارة فاتحة لعهد جديد بإدراك تام لما تحمله في طياتها من دلالات سياسية وإن ارتدت حلّة الرياضة ، لا سيما والرياضيون الفلسطينيون يدفعون ثمنا باهظا جرّاء منعهم من حرية الحركة والتنقل أسوة برياضيي العالم لتكون اللجنة الأولمبية مطالبة باتخاذ موقف صريح وواضح تجاه هذه القضية، فاللجنة الأولمبية مطالبة بالانتصار للقيم والمعاني النبيلة التي لطالما نافحت عنها وسعت إلى تعزيزها ، وبالتالي ؛فإن المواقف المنتظرة لا تستهدف الانتصار لطرف على حساب آخر بل للمبادئ والقيم في حدّ ذاتها، فهل سنتصر اللجنة الأولمبية لذاتها ؟؟ .

الزيارة ستشهد بدء العمل في مقر اللجنة الأولمبية الفلسطينية في ضواحي القدس ، وستؤسس لبداية الارتقاء بواقع عمل اللجنة الأولمبية استئناسا بما شهده العمل في اتحاد كرة القدم ،فما المطلوب ؟

المطلوب تجنيد كل الجهود لإنجاح الزيارة ، والتطوع من أجل استثمارها لصالح إرساء دعائم عمل نوعي مشهود على الصعيد الرياضي ، وعلى جماهيرنا أن تكون حاضرة وبقوة في إستاد فيصل الحسيني لتعكس مدى الروح النابضة بالحياة لدينا ، من الخليل ومن جنين ، من نابلس ومن طولكرم ، ومن أريحا ورام الله ، ومن القدس ومن سلفيت وقلقيلية ، الجميع مطالبون بالحضور .

المطلوب أن تكون هناك حملة إعلامية مبرمجة قبل بدء الزيارة مع التركيز على المضامين والرسائل المنوي إيصالها بعيدا عن صخب المبالغة في التعبيرات الخالية من كل مضمون ، وهذا يتطلب تكثيف الرسائل وتوجيهها بما ينقل رسالتنا للضيف الكبير والوفد المرافق وبضمنه شخصيات قيادية رياضية عربية نثق تماما في مدى إسنادها لنا ، فمرحبا بممثلي الكويت والأردن والمغرب والبحرين والإمارات ممن سيكونون في طليعة المشاركين في الزيارة .

زيارة نتطلع لأن تكون مخرجاتها نوعية ...تماما كطبيعة فعالياتها وشخوصها وأحداثها ، فالزيارة تتزامن واستمرار حرمان بعض لاعبي الأندية من القدوم للضفة لمشاركة أنديتهم بطولة دوري القدس للمحترفين ، وهي تأتي على وقع استمرار احتجاز معدات رياضية مخصصة للرياضة الفلسطينية ، كما أنها وتتزامن مع شحذ الإمكانيات لدى الاتحادات الرياضية المختلفة التي يمتلك العديد منها رؤى للتطوير لكنه لا يمتلك المقومات المادية الكفيلة بتحقيق هذه الرؤى .
نتطلع لدعم في المواقف ، ودعم من الخبرات والكفاءات القادرة على الأخذ بأيدي رياضيينا ، ونتطلع لأن تكون الزيارة انعطافة تقود لنجاحات عدة .

إننا وإذ نقدّر الجهد المبذول من اللواء جبريل الرجوب لنشدّد على ضرورة أن تضطلع مؤسسات القطاع الخاص بدورها المأمول على صعيد إبراز الزيارة، وليس من المعقول أن تظل مباراة المنتخب مع الأولمبي الأردني على هامش الزيارة بمنأى عن رعاية كبريات الشركات والمؤسسات .

الزيارة جدّ هامة ...وهي تأتي في توقيت يتزامن وعديد العقبات والتحديات .... والتطلعات ... نعم ...هناك تطلعات رغم المعوقات ...أمل رغم الألم ....طموح رغم محدودية الإمكانيات ...إصرار على ممارسة الحق رغم مصادرته ..نزوع لبناء المؤسسات رغم شحّ الموارد ...والرهان دوما على الإنسان الفلسطيني وأصالة العطاء .

زيارة ... لا نتوخى لها المرور كطيف لاح .... بل كسحابة تجود بالعطاء والانتماء ...علنّا ننجح في جعلها لبنة أخرى من لبنات الإبداع في استقطاب القيادات الرياضية الدولية والعربية ...فمن هنا مرّ رئيس الفيفا ورؤساء اتحادات كرة القدم في الأردن والإمارات وتونس والعديد من الدول ... وعلى أرضنا سنستقبل المزيد من القيادات الرياضية العالمية والعربية مستقبلا ....فمسيرة الإرساء ما زالت تتواصل ...وتمتين الأواصر كذلك .

هي زيارة .........لكن بالإمكان أن نجعلها أكبر من ذلك ، فماذا نحن فاعلون .
إنجاح الزيارة ...مسؤولية الجميع ..صحيح أن المطلوب أن نمارس دور المتفرج داخل الملعب لكننا مطالبون بالتخلي عن هذا الدور خارج الميدان ...وبإمكان كل منا تقديم ما لديه من إسهامات لرفد جهود اللجان المختلفة التي تعكف على مواصلة العمل لإخراج الزيارة بحلّة قشيبة .