كاتب اسرائيلي: نتنياهو مطالب باثبات قيادته في حسم الموقف من الاستيطان
نشر بتاريخ: 01/10/2010 ( آخر تحديث: 01/10/2010 الساعة: 22:38 )
بيت لحم - معا- كتب ناحوم برنيع اليوم الجمعة مقالا في جريدة " يديعوت احرونوت " تطرق فيه الى الوضع الخطير الذي تشهده المفاوضات المباشرة بعد تجدد البناء في المستوطنات ، والمحاولات التي تبذلها الادارة الامريكية لانقاذ هذه المفاوضات ، واصبحت الان الكرة في ملعب نتنياهو بغض النظر عن الخطأ الذي ارتكبته الادارة الامريكية في التعاطي مع موضوع البناء، بحيث اصبح اليوم الجميع ينتظر موقف رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو والذي سيحدد مصير هذه المفاوضات .
فقد بدأ الكاتب مقالته معلقا على رئيس الحكومة الاسرائيلية الذي امضى فترة الاعياد وهو يحسب من سيقف معه او ضده في المجلس المصغر او اجتماع الحكومة الموسع ، ويتبادر لذهن نتنياهو ان وزراء حزب " اسرائيل بيتنا " وكذلك حركة شاس بالاضافة الى العديد من وزراء حزب الليكود سوف يصوتون ضده في حال اتخذ قرار بتمديد تجميد الاستيطان لشهرين، كما طلب الرئيس الامريكي باراك اوباما ، وهذا ما يعني بالنسبة الى نتنياهو ان يفقد قدرته الشخصية على قيادة الحكومة الاسرائيلية ، ومن ثم يجد نفسه بعد ذلك دون هذه الحكومة والتي سوف تسقط وتنهار ، وهذا ما يذكره بما حدث معه قبل 12 عاما ، حين كان يتلقى التبريكات على توقيع الاتفاق مع الفلسطينيين في الولايات المتحدة الامريكية مع الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون ، حيث واجه بعد ان التقط الصور في واشنطن والاحتفال الذي تم انتقادات واسعة من حزب الليكود الذي كان يتزعمه ، وكذلك تمت مهاجمته من قبل وزراء حزب الليكود انذاك والذي تسبب بعد ذلك في سقوط حكومة نتنياهو .
ويتطرق الكاتب لاهمية موضوع الاستيطان لكافة الاطراف بعيدا عن الحديث التفصيلي لماذا اوصلت الادارة الامريكية الامور لهذه الدرجة من الازمة ، ولكن الوضع القائم اصبح واضحا للجميع ويجب التعامل معه والخروج من هذه الازمة ، حيث يجد الجانب الفلسطيني ومعه الدول العربية في موضوع الاستيطان مؤشر صريح وواضح على مستقبل المفاوضات ، ذلك انه في حال فشلت الادارة الامريكية في اقناع نتنياهو بتمديد تجميد الاستيطان كيف يمكن الثقة في الادارة الامريكية انها قادرة على اقناع نتنياهو في القضايا الاخرى والتي هي اكثر اهمية ومفصلية في عملية السلام ، اما الجانب الامريكي فانه يرى في هذا الموقف ايضا مدى التأثير الذي تتمتع به الادارة الامريكية على نتنياهو وحكومته ، بحيث ترى الادارة الامريكية انها اذا فشلت الان في اقناع نتنياهو بتجميد الاستيطان لشهرين فانها غير قادرة في المستقبل التأثير عليه واقناعه في مواقف اخرى ، اما نتنياهو فانه يجد في خضوعه للموقف الامريكي الان فقدان القدرة في المراحل القادمة على ابداء مواقف رفض اتجاة مطالب امريكية متكررة ، وهذا ما يعني فقدانه للقدرة على المفاوضات والمرونه التي يجب ان يتمتع بها .
ومع ذلك فان الكاتب يخلص الى نتيجة انه يجب الخروج من هذا المأزق ولايوجد لديه الحلول لذلك ، ولكن الامر يتعلق بالقدرة على القيادة وهذا هو الامتحان الحقيقي لرئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو ، مذكرا بما حدث مع اسحق رابين حين كان رئيسا للحكومة الاسرائيلية ، عند التصويت في الحكومة حيث وقف ارئية درعي ضد اسحق رابين حيث صوت انذاك 11 وزيرا بما فيهم شمعون بيرس ضد اسحق رابين الذي حصل على 10 اصوات فقط ، ولكن في التصويت للمرة الثانية على نفس الموضوع غير بيرس موقفه وصوت مع رابين ، ليخسر ارئيه درعي ويفهم الدرس انه لا يمكن التصويت ضد رئيس الحكومة .
وبهذا الدرس يحاول الكاتب القول لنتنياهو لاتفكر كثيرا بالوزراء الذين سيرفعون اصابعهم ضد القرار الذي يجب اتخاذه، وانما الموضوع يتعلق بالاساس بالصفات القيادة ، فاذا كنت مقتنعا بضرورة ان تبني علاقات من الثقة مع الرئيس الامريكي باراك اوباما ، واذا كنت مقتنعا ان هذا السبيل ايضا هو الطريق الصحيح لك ، فانك ستجد الطرق التي من خلالها تستطيع ان تغير مواقف بعض الوزراء لكي يصوتوا لمصلحه هذا القرار، ببساطة الموضوع موضوع قيادة ليس الا.