الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

لا وجود لرفات جنود أتراك في مقبرة جنوب نابلس

نشر بتاريخ: 02/10/2010 ( آخر تحديث: 02/10/2010 الساعة: 13:13 )
نابلس- معا- نفى خبير العظام البشرية الدكتور عيسى الصريع الأنباء التي تحدثت عن وجود رفات لثمانية عشر جنديا تركيا عثر عليها في احدى المقابر التاريخية في بلدة عقربا جنوب نابلس.

وقال الصريع إنه بناء على فحص عينات العظام، فإن المقبرة تعود للعهدين الروماني والبيزنطي، ولا يوجد ما يؤكد المزاعم التي قالت إنها مقبرة لجنود اتراك، مؤكدا انه لم يعثر على أية ملابس أو خوذ تؤكد الرواية "المضللة" التي قام باطلاقها احد سكان البلدة.

وقال الدكتور حمدان طه ممثل وزارة السياحة والآثار الفلسطينية إنه وبناء على المعاينة الاولى التي قام بها خبير العظام البشرية في معهد الاثار بجامعة القدس الدكتور عيسى الصريع والذي يعد أهم خبير فلسطيني في هذا المجال تبين أن القبر المشار إليه من نوع القبر اللحدي المنحوت من الصخر وهو نمط مألوف في الفترة البيزنطية والرومانية.

واضاف أن المعلومات الانثربولوجية حول العظام تشير الى وجود عظام لعدد من الاشخاص يمكن أن يزيد عددهم عن خمسين شخصا، عظامهم غير مكتملة.

واشارت المعلومات لخبير العظام ايضا الى وجود عدد من النساء والاطفال مدفونين في القبر، ولا يوجد حتى اللحظة أية دلائل على عظام من الفترة العثمانية.

وأضاف حمدان أن هذا القبر ينسجم مع تاريخ عقربا التي عرفت كبلدة رومانية باعتبارها عاصمة اقليمية لمنطقة نابلس الجنوبية الغربية المطلة على وادي الاردن.

وكانت نائب محافظ نابلس عنان اتيرة التقت السفير التركي لدى السلطة الوطنية "شاكر طورنلر" الذي قام بزيارة الى بلدة عقربا على رأس وفد من السفارة ضم الملحق العسكري وطاقم السفارة، إضافة الى وفد اعلامي تركي ومدير مؤسسة التعاون التركية بعد انباء ترددت عن وجود جثامين لجنود اتراك في البلدة.

وشارك في اللقاء الذي عقد في مقر بلدية عقربا قائد المنطقة العميد ركن محمد شحادة والمقدم عمر البزور مدير شرطة نابلس، ومدير الارتباط العسكري العقيد شوكت الحاج، والدكتور حمدان طه وكيل مساعد في وزارة السياحة والاثار، وخبير العظام ومدير دائرة الاثار في جامعة القدس الدكتور عيسى الصريع اضافة الى رئيس بلدية عقربا ونائبه.

وخلال اللقاء في البلدية رحبت نائب المحافظ بالسفير التركي والوفد المرافق من السفارة ومؤسسة التعاون التركية، موضحة انه وبناء على تعليمات من الرئيس محمود عباس "تحركنا كمحافظة واجهزة امنية في نابلس على عجل واجرينا اتصالاتنا مع مختلف الجهات المعنية بالامر لكي توضع الامور في سياقها الصحيح وتدار من خلال المرجعيات السيادية".

واضافت "في هذه الاثناء ونحن نتحدث هناك خبير عظام فلسطيني يقوم بفحص العظام التي قيل عنها إنها لجنود اتراك وسنكون خلال وقت قصير على علم بحقيقة تلك العظام".

بدوره شكر السفير التركي "شاكر طونلر" السلطة الوطنية الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس ومختلف الاجهزة الحكومية، مضيفا أن ما يقوله الرئيس يشكل بالنسبة له تعليمات يجب التقيد بها، مؤكدا أنه سعيد بهذه الزيارة وبهذا اللقاء الذي يجمعه مع فعاليات محافظة نابلس وبلدة عقربا، مشيرا "ان ما يربطنا مع الشعب الفلسطيني ليس الدين فقط بل التاريخ المشترك ومساندتنا للشعب الفلسطيني في استعادة ارضه وحقوقه الوطنية واقامة دولته المستقلة".

وإثر ذلك قام السفير التركي باعطاء تصريح صحفي للتلفزيون التركي المرافق له، أكد خلاله انه وعلى ضوء رأي الخبير في العظام البشرية فإن العظام الموجودة في المقبرة ليست لجنود اتراك.

كما أكدت نائب محافظ نابلس للتلفزيون التركي أن ما قيل حول مقبرة لجنود اتراك، "تم بناء على قصة مختلقة وساذجة من شخص غير موثوق ولم يستند في روايته المزعومة الى أي أساس علمي على الاطلاق، وهو ما يتطلب الرجوع دائما الى مؤسسات رسمية لها موثوقية معرفية وسياسية".

وبعد الانتهاء من عمليات المعاينة والفحص من الخبراء، اعطت نائب المحافظات تعليمات لشرطة عقربا باغلاق المغارة ببوابة حديدية حفاظا على ما تحتويه المغارة من آثار.