الامعري لن ينام ...

بيت لحم - معا - كتب عمر الجعفري - يوم الثلاثاء 5/10/2010 سيكون يوما تاريخيا في مخيم اللاجئين الامعري فمن هذا المخيم ستبدأ زيارة الامبراطور الاولمبي ومجبر العظام الدكتور جاك روغ رئيس اللجنة الاولمبية الدولية الى فلسطين، سيكون الحدث كبيرا وسيكون الاستقبال دافئا؛ فهكذا تربينا وهكذا تعودنا ان نستقبل ضيوفنا فهذا من اسباب عراقتنا وأصالتنا، سيحفر هذا اليوم في الذاكرة التي تتزاحم فيها الذكريات حلوها ومرها.

زيارة رئيس اللجنة الاولمبية الدولية وصحبه الكريم ستبدأ من هنا من ازقة المخيم، فشوارع المخيم تعج بالصور ... وبالنسبة لي كلاجىء يسكن في احدى المخيمات فإن انطلاق الزيارة من هنا يعني ان القضية لا زالت على الطاولة تبحث عن حل، وحلها لا يكون الا بتطبيق القرارات الدولية الخاصة بها.

مخيم الامعري في سطور:
مخيم اللاجئين الامعري الذي تحتضنه مدينتا رام الله والبيرة تأسس عام 1949 حيث قام الصليب الاحمر الدولي في ذلك العام بتوفير الخيام للاجئين الذين قدموا من مدن اللد ويافا والرملة، بالإضافة إلى اللذين لجأوا من قرى بيت دجن ودير طريف وأبو شوشة وبيت نبالا وغيرها من القرى، ومثل باقي مخيمات الضفة الغربية، فقد تأسس المخيم فوق قطعة من الأرض استأجرتها الأونروا من الحكومة الأردنية.

وقد تسلمت الأونروا مسؤولية المخيم في عام 1950 وعملت على بناء وحدات سكنية ذات أسقف اسمنتية، وبحلول عام 1957، كانت الأونروا قد أتمت استبدال كافة الخيام بالمساكن الاسمنتية؛ حيث حصلت العائلات التي لا يزيد عدد أفرادها عن خمسة أشخاص على مسكن مؤلف من غرفة واحدة فيما حصلت العائلات الأكبر على مساكن من غرفتين.

ولا تزيد مساحة المخيم الذي يسكنه اليوم حوالي 10000 نسمة عن كيلو متر مربع وتبلغ نسبة البطالة في المخيم 27%، وفي المخيم مدرستان ومركز توزيع أغذية، ومركز صحي واحد تابع للأونروا ووحدة علاج طبيعي، ومركز إعادة تأهيل مجتمعي، ومركز أطفال، ومركز برامج نسائية.

الرياضة في المخيم:
يوجد في مخيم اللاجئين مركز شباب الامعري الذي أنشأ عام 1953م وقد تم اغلاق المركز عدة مرات من قبل قوات الاحتلال بعد العام 1967 كما ان المركز تعرض للعديد من المحاولات التدمير كان اخرها بعد اجتياح رام الله في العام 2002.
ويوجد في المركز العديد من الفرق الرياضية ابرزها فريق كرة القدم احد فرق المحترفين في الدوري الفلسطيني والذي حصل على العديد من البطولات ويضم المركز بين جدرانه العديد من الانشطة حيث يمارس ابناء المخيم هواياتهم في العديد من الالعاب الرياضية.

طمليه: نحن معنيون بإنجاح الزيارة
اعتقل اكثر من مرة ،شخصية رياضية واعتبارية، في الانتخابات الاخيرة تم انتخابه عضوا في المجلس التشريعي ويشغل طمليه منصب رئيس الهيئة الادارية في مركز شباب الامعري التقيناه فقال:
هذه الزيارة الثانية من نوعها التي يقوم بها رئيس اللجنة الاولمبية الدولية حيث سبقه الرئيس السابق للجنة الاولمبية الدولية، لكن هذه الزيارة لها اهمية خاصة لطبيعة الوفد المرافق والذي يضم العديد من الشخصيات على رأسهم الامير فيصل بن الحسين بالاضافة الى انها تأتي في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا سواء على الصعيد السياسي او الرياضي ويظهر ذلك من خلال العراقيل التي تضعها اسرائيل امام الرياضيين واللاعبين الفلسطينيين من خلال منعهم من التنقل والحركة.

وأضاف طمليه نحن معنيون بانجاح الزيارة وسنسخر ما لدينا من امكانيات لانجاحها والتي تحمل طابع اجتماعي وسياسي ورياضي .من هنا فإن كافة فعاليات المخيم والمؤسسات العاملة فيه وشخصيات اعتبارية من محافظة رام الله والبيرة ستكون في استقبال الضيف.

اما عن برنامج الزيارة فقال: انجزنا كل البرنامج الخاص بها وسنعمل جهدنا كمخيم على ان يشاهد الحالة الصعبة التي نعيشها في اللجوء ونحن معنيون لاصطحابه في جولة داخل ازقة المخيم وسيزور مركز الشباب وسنطلعه على كافة الالوان الرياضية التي يمارسها شبابنا.

سنستقبله استقبالا حافلا وسيكون مخيم الامعري على موعد، وسيظهر الصورة المشرفة للرياضة الفلسطينية وعن رياضة اللجوء وحول مكان الاستقبال قال طمليه اننا سنستقبله بفرقة كشافة على مدخل المخيم.

رسالتنا له ان ابناء المخيم ومن رحم المعاناة استطاعوا ان يخلقوا حالة من التميز وهم متمسكون بحقهم بالعودة وبالحياة ، ففريق الامعري فريق المخيم من اميز الفرق الرياضية في كرة القدم وحصل ابناء المركز على العديد من الميداليات والاوسمة العربية في المبارزة والعاب القوى واهم شيء نسعى لاطلاعه عليه هي طبيعة الحياة الصعبة التي يعيشها المخيم.

واجاب طمليه على سؤالنا المتعلق باستقبال الضيف واذا ما سيستقبله لاجئون اخرون فقال: نحن دعونا المكتب التنفيذي للاجئين وهو بدوره سيدعو بقية المخيمات وخاصة المخيمات في منطقة الوسط على الاقل.

وحول من سيرافق الوفد الضيف قال طمليه ان السيد رئيس الوزراء سيكون مع الوفد وسيتم اطلاعه على بركة السباحة كما اننا سنقدم الهدايا للوفد الضيف علما بأن الزيارة ستستمر مدة من 30 دقيقة الى 40 دقيقة وسنطلعه على العديد من الانشطة الرياضية الاولمبية التي تمارس في المركز.

وقال طمليه اننا سنحاول ان نؤكد على طبيعة النهضة والثورة الرياضية التي تعيشها فلسطين مؤخرا بقيادة اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية كما اننا سنقدم له مذكرة سنشرح فيها طبيعة المعاناة التي يعيشها ويعاني منها الرياضي الفلسطيني.

ابو محمود: الشباب ما بناموا وهم بحضروا
ابو محمود شيخ ثمانيني كان يتفيأ امام احد المحلات التجارية يراقب ما يقوم به الشباب امام مركز شباب الامعري قال: نأمل ان يطلع هؤلاء على اوضاعنا فكفانا وجع رأس وتشريد والله يحمي هالشباب واضاف: انا سأنضم لاستقبال الضيوف فالضيف ضيفنا جميعا وارجو من الله ان يضغط على اسرائيل حتى تتحسن الاحوال سواء في الرياضة او غيرها وفي النهاية قال ابو محمود والله الشباب ما بناموا وهم بحضروا للزيارة.
سألنا ابو محمود عن الرياضة وفريق الامعري فقال: ان بحب اولاد غزة "كلهم ما شاء الله عليهم" الله ايخليهم لاهلهم، وان شاء الله بتوفقوا هذه المرة في الدوري وبرفعوا رؤوسنا.

أم حسن:
فيما قالت أم حسن التي كانت تتكئ على عكازة والتقينا بها وهي خارجة من عيادة المخيم أهلا وسهلا بكل الضيوف واتمنى من الله ان يغير الحال بأحسن وأضافت أولادي وأولاد أولادي وكل المخيم سيستقبل الضيف فهو ضيف الشعب الفلسطيني ولو ان اوضاعي الصحية مليحة لكنت اول المستقبلين المهم اننا نخرج بنتيجة وتضغط اوروبا وامريكا على اسرائيل حتى يسهلوا على الشباب.

أمير شتات:
قال الصحفي الرياضي الزميل امير شتات ابن مخيم الامعري انه تم تعليق العديد من النشرات التعريفية في الاماكن العامة تتحدث عن الزيارة واهدافها بالاضافة الى نبذة عن حياة الضيف واهم انجازاته.
وأضاف شتات: اننا نظر الى هذه الزيارة بمنظار الاهمية خاصة انها تأتي في سياق توضيح المشاكل التي يعاني منها الرياضي الفلسطيني من قبل المحتل ونعتبرها فرصة حقيقية لاطلاع الامبراطور الاولمبي على واقع الرياضة والصعوبات التي تضعها اسرائيل بالاضافة الى اطلاعه على اوضاعنا كلاجئين فلسطينيين، وفي هذا الاطار تم تشكيل عدة لجان منها لجان النظام والاستقبال والامن والحماية وغيرها ومن المتوقع ان يزور روغ بعض بيوت المخيم، ولا شك ان ابناء الامعري بكافة اطيافهم ومؤسساتهم وخاصة مركز الشباب يصلون الليل بالنهار لانجاح هذه الزيارة.