السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فروانة يرصد محطات مميزة للأسرى خلال إنتفاضة الاقصى

نشر بتاريخ: 03/10/2010 ( آخر تحديث: 03/10/2010 الساعة: 10:19 )
غزة- معا- أصدر الأسير السابق، والباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، في الذكرى العاشرة لانتفاضة الأقصى تقريراً رصد فيه أهم المحطات القاسية والمضيئة بالنسبة للأسرى خلال سنوات الانتفاضة.

وبين فروانة في تصريح له تلقت "معا" نسخة منه، أن سنوات انتفاضة الأقصى هي الأصعب على الأسرى وذويهم منذ العام 1967، لما شهدته من اعتقالات واسعة وانتهاكات فظة وجرائم انسانية متعددة، ولما أقر خلالها من قوانين وقرارات وإجراءات لشرعنة الإنتهاكات والجرائم واستفحالها ومنح مقترفيها الحصانة القضائية، الامر الذي فتح الباب على مصراعيه لاقتراف مزيد من الجرائم وممارسة مزيد من التضييقات والإجراءات والاستفزازات بحق الأسرى وذويهم.

وبيَّن فروانة في تقريره بأنه قد سُجل خلال انتفاضة الأقصى 72 ألف حالة اعتقال، شملت كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني، بمعدل ( 600 ) حالة شهرياً، منها ( 8 ) آلاف حالة اعتقال لأطفال تقل أعمارهم عن الثامنة عشر، و ( 820 ) حالة اعتقال لفتيات ونساء، ومن بينها عشرات الحالات لنواب ووزراء في حكومات فلسطينية سابقة وهي سابقة خطيرة تعتبر الأولى منذ نشأة السلطة الوطنية.

وفي السياق ذاته، أشار فروانة بأن سلطات الاحتلال قد أصدرت خلال انتفاضة الأقصى 21 ألف قرار اعتقال إداري ما بين قرار جديد أو تجديد فترة الاعتقال الإداري لتبرير استمرار احتجاز المعتقلين الإداريين دون تهمة أو محاكمة، بالإضافة إلى تفعيل قانون "مقاتل غير شرعي" واستخدامه بحق العشرات من معتقلي غزة الجدد أو بعد انتهاء فترات محكومياتهم.

وحسب التقرير فإن إجمالي عدد الأسرى في سجون الاحتلال قد بلغ اليوم 6700 أسير، بينهم 280 طفلاً و 35 أسيرة، و195 معتقلاً إدارياً، و 8 نواب.

وحول التوزيع الجغرافي للأسرى أوضح بأن 700 أسير من سكان قطاع غزة، و400 أسير من القدس والـ48 ، والباقي من الضفة الغربية.

وأوضح فروانة بأن انتفاضة الأقصى شهدت حالات ولادة لـ 4 أسيرات داخل سجون الاحتلال وهن: ميرفت طه (21 عاماً ) من القدس، ومنال غانم (32 عاماً ) من طولكرم، وسمر صبيح (22 عاماً) من مخيم جباليا بقطاع غزة، وفاطمة الزق ( 40 عاماً ) من مدينة غزة.

ويرى فروانة بأن أخطر ما شهدته انتفاضة الأقصى بالنسبة للأسرى تمثل في اقرار سلطات الإحتلال خلال سنوات الإنتفاضة العديد من القوانين والإجراءات بهدف شرعنة الانتهاكات والجرائم بحق الأسرى بالإضافة إلى منع كافة ذوي أسرى غزة من زيارة أبنائهم بشكل جماعي منذ منتصف حزيران 2007، الى جانب اتساع دائرة الممنوعين من ذوي أسرى القدس والضفة الغربية من زيارة أبنائهم في السجون تحت ما يسمى "المنع الأمني".

كما تصاعدت بحسب التقرير عمليات قتل الأسرى بعد اعتقالهم والسيطرة عليهم خلال الإنتفاضة بشكل ملحوظ، وأن من تم اعدامهم بهذه الطريقة خلال انتفاضة الأقصى يفوق عدد من تم اعدامهم بذات الطريقة خلال عقود مضت، وهذا يندرج في إطار شرعنة اغتيال المواطنين والتي أقرتها إسرائيل في السنوات الأولى للانتفاضة.

كما تراجع دور المؤسسات الدولية ذات العلاقة بحقوق الإنسان والأسرى والمعتقلين، وفي مقدمتها منظمة الصليب الأحمر الدولية في مساندة الأسرى والضغط على حكومة الاحتلال لالزامها بالمواثيق الدولية في تعاملها مع الأسرى، وظهور انحيازها لصالح الاحتلال بشكل كبير، وهذا يعود لضعف الدور الفلسطيني في مساندة قضية الأسرى بالشكل المناسب والقصور في إبراز معاناتهم وفضح ما يتعرضون له، والفشل في الرد على الحملات التي تنفذ دعماً ومساندة للجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليط وغيرها من المحطات.

من جهة ثانية، أوضح فروانة في تقريره بأنه وبالرغم من تلك الصور القاسية والمحطات المؤلمة الكثيرة التي شهدتها سنوات الانتفاضة بالنسبة للأسرى، إلا أنها شهدت انجازات أهمها صدور "وثيقة الأسرى" في آيار عام 2006، وتوقيع معتقلين بارزين من كافة الفصائل الوطنية والاسلامية للمبادرة التي تحمل اسم "وثيقة الوفاق الوطني"، وقد شكلت هذه المبادرة أساساً للحوار الوطني الفلسطيني وأساساً للوثيقة المصرية.

كما شهدت هذه الفترة أسر الجندي شاليط في الخامس والعشرين من حزيران عام 2006 والإستمرار باحتجازه لدى الفصائل المقاومة بغزة لما يزيد عن الأربع سنوات، مما عزز الأمل بالحرية لدى كافة الأسرى لا سيما القدامى منهم وذوي الأحكام العالية وممن تصفهم اسرائيل "الأيادي الملطخة بالدماء".

اما محاولات تدويل قضية الاسرى فقد حازت على مساحات أوسع في وسائل الإعلام المختلفة خلال انتفاضة الأقصى مقارنة بالأعوام التي سبقتها، وازدادت البرامج الإذاعية والمرئية المختصة بالأسرى، ولأول مرة تخصص اذاعة لقضية الأسرى انطلقت من غزة في نيسان من العام 2009 عرفت باسم "اذاعة الأسرى"، تلاها بعد شهور انطلاقة اذاعة أخرى في الضفة الغربية سميت بـ "منبر الأسرى".

وفي ختام تقريره أكد فروانة بأن الأسرى بحاجة للوحدة أولاً وأنه بدون وحدة حقيقية ومساندة فاعلة ومؤثرة فانهم لن يستطيعوا مواجهة السجان وصون انجازاتهم وانتزاع حقوقهم المسلوبة، كما أشار فروانة بأن استمرار الأوضاع على ما هي عليه يعني مزيداً من الإستفراد والقمع والتصعيد ضدهم.