ليس الاستيطان وحده ما يهدد المفاوضات
نشر بتاريخ: 03/10/2010 ( آخر تحديث: 04/10/2010 الساعة: 10:48 )
بيت لحم- معا- منذ أسبوعين شغل موضوع تجميد البناء في المستوطنات كافة الاطراف المعنية في العملية السلمية في المنطقة، حيث بات واضحا أن هذا الموضوع يشكل الاساس لاستمرار هذه العملية بمجملها أو يعود بنا لنقطة الصفر، حيث تجري محاولات واسعة من قبل الادارة الامريكية وكذلك الاتحاد الاوروبي بالاضافة الى المجموعة العربية للخروج من هذا المأزق الخطير في المفاوضات، ومع ذلك يستمر الجانب الاسرائيلي في استغلال هذا الوقت "المستقطع" للبدء في عمليات بناء في كافة المستوطنات استعدادا للمرحلة القادمة والتي قد تبدأ خلال هذا الاسبوع.
الصحف العبرية الصادرة اليوم أوضحت أن الاتجاه في اسرائيل يشير الى نية قبول نتنياهو بالاقتراح الامريكي والذي تم الكشف عن تفاصيله قبل أيام في صحيفة "معاريف"، والمتمثل بقبول تجميد الاستيطان لمدة شهرين مقابل ضمانات امريكية واضحة.
ومن المتوقع أن يتم عقد اجتماع للمجلس الوزاري المصغر الاسرائيلي ويمكن للحكومة الموسعة خلال هذا الاسبوع وقبل اجتماع وزراء خارجية الدول العربية الجمعة القادم في سرت، والذي سوف يعلن من خلاله الموقف الفلسطيني والعربي من المفاوضات المباشرة، حيث سيحاول نتنياهو اتخاذ قرار بتجميد الاستيطان لمدة شهرين بحيث لا يشمل ذلك كافة اعمال البناء التي بوشر بتنفيذها بعد 26 ايلول، وهذا ما يفسر التردد الاسرائيلي في القبول بالمقترح الامريكي حتى الآن، وذلك للسماح قدر الامكان لبناء أكبر عدد من الابنية قبل اعلان هذا الموقف.
وكشفت صحيفة "هأرتس" عن "خيبه أمل" الرئيس محمود عباس ليس من موقف الحكومة الاسرائيلية برفضها تمديد قرار تجميد الاستيطان فحسب، وانما بسبب الاجتماعات الثلاثة التي عقدها مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو منذ بدء المفاوضات المباشرة، حيث اكد "ابو مازن" للعديد من الدبلوماسين الذين التقاهم في مدينة نيويورك على هامش اجتماعات الامم المتحدة أن نتنياهو لم يبد أي استعداد لبحث أي موضوع من القضايا الاساسية، وانما طوال الوقت كان يبحث الترتيبات الامنية، وهذا ما شكل مؤشرا كبيرا بان نتنياهو غير جاد بالمفاوضات والتوصل الى اتفاق نهائي مع الجانب الفلسطيني، على عكس ما وصف نتنياهو اجتماعاته مع "ابو مازن" بانها ايجابية ومؤشر جيد للمفاوضات.
وارتباطا بذلك فأي مراقب لوسائل الاعلام الاسرائيلية خلال الأيام الماضية يجد بشكل واضح أن الموضوع لا يتعلق بقرار تمديد تجميد الاستيطان، خاصة في ظل رسالة التعهدات الامريكية التي وصلت الى نتنياهو، والتي شكلت بالنسبة للعديد من المعارضين في حزب الليكود وكذلك وزراء في حكومة نتنياهو، اساسا جيدا للقبول بتمديد تجميد الاستيطان وتغيير مواقفهم.
واذا اخذنا بعين الاعتبار كيفية تعاطي نتنياهو مع الموضوع من خلال إصدار تعليمات واضحة لوزرائه بعدم التصريح في هذا الموضوع، وكذلك دعوة المستوطنين لعدم الاحتفال والبناء بهدوء دون اثارة أي ضجة، فان الامر يصبح واضحا بان ما تحدّث به الرئيس "ابو مازن" مع الدبلوماسيين هو السبب الحقيقي خلف هذه الازمة، لان بحث القضايا الاساسية هو مفتاح التوصل الى اتفاق نهائي في حال وجود جدية حقيقية لدى الجانب الاسرائيلي في المفاوضات.