السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ابو يوسف: قمة سرت يجب ان تتخذ خطوة شجاعة تؤكد على دعم القضية

نشر بتاريخ: 03/10/2010 ( آخر تحديث: 03/10/2010 الساعة: 11:45 )
رام الله- معا- قال واصل أبو يوسف الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية للمنظمة أن إجتماع القيادة امس في رام الله توصل إلى قرار وقف المفاوضات في ظل الإستيطان، وهذا الموقف سيبلغه الرئيس للزعماء العرب في قمة سرت وإجتماع لجنة المتابعة العربية المنوي إنعقاده في الثامن من تشرين اول الجاري.

واعتبر ابو يوسف، أن حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو هي حكومة استيطان ومستوطنين ولا تريد السلام بل هي تستغل هذه المفاوضات لتواصل عملية تهويد الأرض الفلسطينية ومحاولة إبعاد أصحابها الأصليين عنها لتستقدم مستوطنين من كل أرجاء المعمورة لا تربطهم بهذه الأرض أي رابطة مستغلين القوة التكنولوجية العسكرية التي تتمتع بها إسرائيل لتضطهد الشعب الفلسطيني على مسمع ومرأى العالم بأسره.

وقال ابو يوسف، بأن تصريحات ليبرمان التي قال فيها إنه "لا سلام لعقود"، تأتي تأكيدا على حقيقة السياسة الإسرائيلية الرافضة للسلام العادل والساعية إلى فرض الوقائع على الأرض، موضحا أنه لا سلام مع الاستيطان الذي تستخدمه إسرائيل وسيلة للتهويد والتوسع مثلما تستخدم المفاوضات غطاء لمشاريعها الاستيطانية، وان ما يجري الان في الاراضي الفلسطينية من تصاعد لعمليات الاستيطان يؤكد أن اسرائيل تستخدم المفاوضات الحالية غطاء لعملية التهويد والضم ولعملية ترسيخ نظام الفصل العنصري وتصفية حقوق الشعب الفلسطيني.

وحمل ابو يوسف إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع في الأراضي المحتلة، وذلك من خلال انتهاكها السافر والمستمر للأعراف والقوانين الدولية وممارساتها المستمرة في تكثيف عمليات هدم منازل والتوسع في الاستيطان ومصادرة الاراضي والاعتداءات المتكررة على المقدسات واستمرار الحصار على قطاع غزة وغيرها من الانتهاكات واعمال القتل والقمع والاعتقال.

ورأى ابو يوسف أنه المطلوب من الجميع المشاركة في بلورة قرار سياسي مسؤول يساهم في تعزيز الموقف الفلسطيني الرافض للمفاوضات دون وقف الاستيطان، وقطع الطريق على نتنياهو في مواصلة سياساته ونهج حكومته.

وفيما يتعلق بالضمانات التي سلمها الرئيس الامريكي باراك اوباما للرئيس، قال ابو يوسف إن اجتماع القيادة الفلسطينية لم يبحث بتاتا في هذا الموضوع، مؤكدا أنه لا مساومة في مطلب وقف الاستيطان، وان تبني القيادة موقفا نهائيا برفض المفاوضات يعد مكسبا سياسيا ووطنيا لجميع الفلسطينيين، والمطلوب الآن دراسة عميقة للخيارات القادمة.

ورأى ابو يوسف، ان جولة ميتشل لعدد من الدول العربية هدفها الضغط على القيادة الفلسطينية للتراجع عن قرارها بعدم التفاوض مع اسرائيل دون وقف الاستيطان، وطالب الراعي الأمريكي ان يضغط على حكومة الاحتلال وليس على الجانب الفلسطيني الذي يكاد يخسر الأرض التي يفاوض من اجل استعادتها، فليس من المقبول فلسطينيا وعربيا أن يطلب من الجانب الفلسطيني أن يستمر في هذه المفاوضات بينما تقتطع الأراضي الفلسطينية لبناء المستوطنات الاسرائيلية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته.

ودعا لجنة المتابعة العربية وقمة سرت الاستثنائية التي من المتوقع انعقادها في ليبيا يوم الجمعة القادم، الى دعم الموقف الفلسطيني القائل "لا مفاوضات دون الوقف الكامل للاستيطان"، والذهاب الى مجلس الأمن والأمم المتحدة بمشروع قرار فرض العقوبات على إسرائيل إلى ان تلتزم بقرارات الشرعية الدولية كمرجعية للعملية السياسية.

ورأى ان اجتماع لجنة المتابعة وقمة العرب الاستثنائية، يجب ان يشكلا وقفة امام مسؤوليتهما واتخاذ خطوة شجاعة تؤكد على دعم قضية فلسطين باعتبارها قضية قومية ودعم صمود الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس وإطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال، معبرا عن ثقته بأن الشعوب العربية تنتظر من قادتها هذه المرة موقفا اكثر حزما تجاه حكومة الاحتلال، بجانب خطة عمل جديدة تلبي تطلعات الامة.

واشار امين عام جبهة التحرير الى رفض "يهودية الدولة" مؤكدا انه مطلب غير مسبوق دولياً، وينبغي رفض هذا المطلب رفضاً قاطعاً، فلا توجد دولة بالعالم تطلب من العالم الاعتراف بأيديولوجيتها، فذلك سيخلق فوضى في العلاقات الدولية، وان حكومة الاحتلال تريد بمطلبها هذا إحراز نصر أخلاقي وتبرير جرائمها التي ارتكبت بحق شعبنا منذ النكبة وحتى اليوم، فهي تريد أن يعترف الفلسطينيون بأن "الصهيونية" كانت على حق، وهذا يمس بصلب الهوية الفلسطينية، بالاضافة الى ان الاعتراف بـ"يهودية الدولة" يعني شطب حقوق اللاجئين، فهي تسعى لاستدراج شرعية فلسطينية وعربية وعالمية على سياساتها بهدف ترجمة سياسة "ترانسفير" لطرد فلسطينيي ال 48 عن أراضيهم.

واعتبر أن الشعب الفلسطيني كله يعيش في ظل حصار، مشيرا إلى أن الحصار يتجلى بأبشع صوره في قطاع غزة، ولكن أيضاً شعبنا في كل مكان في فلسطين يعيش تحت الاحتلال، وشدد على ان الاحتلال الإسرائيلي هو المسؤول عن هذا الحصار، وعن الظروف التي يعيشها شعبنا في الضفة أو القطاع أو في أي مكان في فلسطين.

كما شدد ابو يوسف، على أولوية المصالحة الفلسطينية لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية والممارسات المتكررة والمتصاعدة لتهويد القدس والمقدسات ومواصلة الاستيطان والتحديات الكبرى التي تواجه القضية الفلسطينية ومستقبلها.

واكد على ضرورة إنهاء هذا الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية والتمسك بالثوابت الوطنية، وخيار المقاومة بكافة اشكاله، وتبني إستراتيجية وطنية تجمع بين المقاومة الشعبية ودعم الصمود الوطني واستنهاض أوسع حركة تضامن دولي وتحقيق الوحدة الوطنية، والتمسك بحق العودة باعتباره حق صانته مبادئ القانون الدولي فهناك القرار 194 الذي يؤكد حق الشعب الفلسطيني بالعودة الى ارضه ودياره وبالتالي اذا كانت اسرائيل تريد سلاماً فعليها ان تقر بكل قرارات الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.‏